icon
التغطية الحية

فيروس كورونا.. معركة جديدة تنتظر المعتقلين لدى النظام

2020.04.02 | 21:03 دمشق

2frag1200.jpg
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

يرتفع كل يوم عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19" في مناطق سيطرة النظام، الذي أعلن مؤخر إجراءات تمثلت بفرض حظر تجوال في أوقات معينة وإغلاق المحال التجارية ومراكز الخدمات التي تشهد ازدحاماً، إضافة إلى عزل المناطق المكتظة بريف العاصمة دمشق، لكنه لم يتخذ أي إجراء لمنع تفشي الفيروس القاتل في أكثر المناطق اكتظاظاً وضعفاً أمام كورونا وهي المعتقلات.

المعتقل بيئة خصبة للفيروس

منظمة العفو الدولية طالبت في الأيام الماضية نظام الأسد بالإفراج عن المعتقلين و"التعاون الكامل" مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لمنع انتشار فيروس كورونا في سجونه، والمستشفيات العسكرية.

وقالت الطبيبة وعضو "عائلات من أجل الحرية" هالة الغاوي لـ موقع تلفزيون سوريا: إن "بيئة الاعتقال في سوريا من الناحية الصحية من أسوأ المناطق على الصحة العامة على الإطلاق بسبب انعدام النظافة في المكان وغياب التهوية والرطوبة والتعفن ومنع التعرض للشمس، كما يؤدي وجود الحمامات والصرف الصحي في نفس مكان الاحتجاز إلى انتشار الحشرات والجراثيم بين المعتقلين".

من أهم الإجراءات التي دعت منظمة الصحة العالمية العالم إلى تطبيقها لمنع انتشار العدوى بفيروس كورونا، تجنبُ الازدحام والاحتفاظ بمسافة أمان بين الأشخاص، أما في حالة المعتقلين السوريين فإن هذا الأمر يعد مستحيلا بسبب الأعداد الكبيرة التي يحتجزها الأسد في سجونه الرسمية والسرية.

وتعلق الغاوي على الموضوع بالقول " المعتقلات من أخطر الأماكن على الصحة وبكل ثقة هي أفضل بيئة ممكن أن تنتشر فيها الأمراض المعدية مثل فيروس كورونا".

وتضيف أن "أكثر الأمراض انتشارا في المعتقلات والتي ترتبط مباشرة بظروف الاعتقال الصحية هي الأمراض الجلدية المنتقلة بالعدوى المباشرة و التماس المباشر ( القمل والجرب والدمامل والأمراض الفطرية ) أو الناتجة عن التقرحات بسبب الجروح والأذى الذي يتعرض له المعتقلون نتيجة التعذيب وبسبب غياب أي علاج إضافة إلى الأمراض التنفسية مثل التهاب القصبات المزمن والربو والسل والتهابات الرئة الجرثومية".

معركة قد تكون الأخيرة

تأتي الأمراض على جسد منهك ومتعب بسبب الجوع وانعدام الغذاء الصحي وقلة الوارد من الطعام كما هو حال المعتقلين، وتنشأ لديهم اضطرابات مختلفة من نقص الفيتامينات وفقر الدم بأنواعه المختلفة، وبسبب ظروف النظافة والصرف الصحي غير المناسب تنتشر الأمراض الهضمية مثل الإسهالات والتهابات المعدة، وبحسب الغاوي "ستكون مناعة المعتقلين بالحد الأدنى أو شبه معدومة" أمام فيروس كورونا، في حين قد تكون معركة أخيرة للحفاظ على أرواحهم بعد صمودهم في ظروف السجن.

وتتابع "طبعاً هذا عدا الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع الضغط  والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب واضطرابات الصدمة والتي يكون الاعتقال والاحتجاز هو سبب مباشر لظهورها أو ازدياد سوء الأمراض الموجودة مسبقاً قبل الاعتقال لسبب غياب العلاج والمتابعة".

فرصة للضغط على النظام

تشدد الغاوي على أن إجراءات مكافحة الوباء في المعتقلات هي الضغط على النظام وحلفائه لإطلاق سراح المعتقلين في تلك الظروف المأساوية. حيث يشير مراقبون إلى أن النظام سيعمل على استغلال تفشي الوباء لتحقيق مآربه على صعيد العقوبات الدولية المفروضة عليه.

وتنشر منظمات حقوقية ومنظمة العفو الدولية ولجان التحقيق المستقلة بشأن سوريا بشكل دوري، الكثير من الشهادات والأدلة التي تثبت أن ظروف الاعتقال في سوريا مأساوية، وما يحدث فيها هو انتهاك لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية،  كل حالة معتقل ترقى لتكون كذلك. ويبقى الرهان على تحرك أممي ودولي جدي بكل الوسائل المتاحة لإطلاق سراح المعتقلين غيرالمشروط، في ظرف عالمي غير مسبوق للضغط على النظام وروسيا بهذه الورقة الإنسانية.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير أن المعتقلين لدى قوات النظام يتعرضون لأساليب تعذيب غاية في الوحشية والسادية، ويحتجزون ضمن ظروف صحية شبه معدومة، وتفتقر إلى أدنى شروط السلامة الصحية.

وأشارت إلى أنه تكتيك متبَّع من قبل النظام على نحو مقصود وواسع، بهدف تعذيب المعتقلين وجعلهم يصابون بشتى أنواع الأمراض، ثم إهمال علاجهم على نحو مقصود أيضاً، وتركهم يتألمون إلى أن يأتيهم الموت.

وحذّر التقرير من ازدياد خطورة الوضع مع انتشار جائحة كوفيد – 19، في ظل ظروف الاعتقال المواتية لانتشار الفيروس، ما يُهدِّد حياة قرابة 130 ألف شخص ما يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى النظام.