icon
التغطية الحية

فك إضراب المعلمين يكشف انهيار قطاع التعليم في الباب شمالي سوريا

2022.11.04 | 16:42 دمشق

مدرسة في مدينة الباب شمالي سوريا
مدرسة في مدينة الباب شمالي سوريا ـ تلفزيون سوريا
ريف حلب ـ همام الزين
+A
حجم الخط
-A

يواجه القطاع التعليمي في مدينة الباب انهياراً على جميع الأصعدة، بدت ملامحه تتوضح بشكل أكبر مع فك الإضراب عن الدوام في مدارس مديرية التربية من قبل المعلمين المضربين منذ بداية الموسم الدراسي من العام الجاري، فغدت المدارس تشهد حالةً من الفوضى، وبات دور المعلم في كثير من الأحيان يقتصر على تسخير جهوده في إنهاء حالة الفوضى الطلابية، دون التركيز على الواجب الأساسي، وذلك ناجم عن عدم وجود توازن بين عدد الكوادر التعليمية المنخفض نسبياً مع الأعداد الهائلة من الطلاب.

الاستقالات والفصل

عجز المسؤولون عن ملف التعليم عن تحقيق مطالب المعلمين التي تتجلى بتحسين مستوى الدخل والنهوض بالواقع التعليمي، ما دفع العديد منهم لتقديم استقالاتٍ من التربية، وعملت مديرية التربية على إصدار قرارات فصل بالجملة بحق عدد من المعلمين على خلفية مشاركتهم بالإضراب الذي استمر لأكثر من أربعين يوماً، واستعاضت عنهم بمعلمين وكلاء ممن يحملون الشهادة الثانوية فقط.

ويقول الناشط أحمد الأحمد لتلفزيون سوريا: إنه وفي حال أرادت مديرية التربية النهوض بالواقع التعليمي فعليها افتتاح معاهد لتطوير قدرات المعلمين الوكلاء، وتقوم بإلزامهم بالدوام ضمنها لمدة لا تقل عن عامين، حتى يتمكنوا من اكتساب المهارات التي تؤهلهم لقيادة العملية التعليمية.

ويصف المعلم كمال الدين الخطيب وهو أحد المعلمين المستقيلين ومن الذين صدر قرار فصل بحقهم بسبب الاستقالة بأن واقع التعليم بات في الهاوية وأنه ومع فك الإضراب وعودة المعلمين أصبح وضع التعليم أسوأ بكثير من ذي قبل، ويضيف الخطيب بأن المدارس الحكومية تستقبل الطلاب شكلياً، ولكن حالة الفشل التعليمي تهيمن عليها.

ويقول نديم طه وهو معلم صدر قرار فصل بحقه مع سبعة من زملائه المعلمين من قبل مديرية التربية في مدينة قباسين شرقي حلب: بأن عملية الفصل لم تتم على أساس قانوني ولا يوجد أي نظام داخلي تستند إليه مديرية التربية لإصدار قرارات الفصل بحق المعلمين، ويشير بأن الفصل صدر بحق سبعة معلمين في المدينة على خلفية الإضراب واستثنى القرار مئات المعلمين المشاركين بالإضراب السابق بطبيعة الأحوال.

وأضاف أنه مع زملائه سيقومون برفع دعاوى قضائية ضد مديرية التربية، وأنهم سيتابعون موضوع الفصل بشكل قانوني حتى عودتهم لمدارسهم ورد اعتبارهم.

حراك المعلمين

لم يتمكن حراك المعلمين الذي بدأ قبل سنوات من تحقيق المطالب المرجوة، ويعد جل ما تمكن الحراك من تحصيله هو تأسيس نقابة للمعلمين، حيث غدت النقابة مؤخراً الممثل الشرعي الوحيد للمعلمين المشاركين في الحراك، لكن ومع ظهور حالة التشتت والضياع في النقابة وإصدارها لقرارات غير مدروسة وبشكل فردي بدأت تشهد النقابة استقالات من قبل عدد من المعلمين.

اقرأ أيضا: بالقوة.. "شرطة الباب" تفض اعتصاماً للمعلمين وتفكّك خيمتهم |فيديو

وفي هذا الصراع ذي النقاط الواضحة بين النقابة ومديريات التربية يبقى مصير جيل كامل مهددا بالحرمان من حقه بالتعليم، فنقابة المعلمين تطالب بحقوق أعضائها من تحسين مستوى دخل المعلم الذي بلغ مؤخراً قرابة ستين دولارا والذي لا يتناسب مع الوضع الاقتصادي، أما عن التربية فهي غالباً ما تتملص من واجباتها بحجة عدم امتلاكها للقدرة على تحسين هذا الواقع سواء على الصعيد المادي أو على صعيد العملية التعليمية، ومصير الطلبة معلق بين الطرفين.

المدارس الخاصة

في ظل هذه الفوضى الحاصلة في مدارس مديريات التربية، لجأ الآلاف من الطلاب للتسجيل في المدارس والمعاهد الخاصة والتي يزيد عددها في مدينة الباب فقط أكثر من أربعين مدرسة ومعهدا، ولكن هذا التسجيل يقتصر على فئة مجتمعية محددة، بينما يبقى آلاف الطلاب مضطرين لمتابعة تعليمهم في المدارس الحكومية لعدم قدرة ذويهم على تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة لعدم وجود تناسب بين تكاليف التسجيل ومردودهم المالي.