icon
التغطية الحية

فرّقت بينهما الحدود.. طفلة في إدلب محرومة من لقاء عائلتها منذ سنوات |صور

2021.06.21 | 06:09 دمشق

imageonline-co-logoadded_4.jpg
الطفلة "غيداء العبود" (7 سنوات) في مخيم بإدلب (تلفزيون سوريا)
إدلب ـ عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

أمام شاشة هاتف ذكي، تظهر والدتها عبر مكالمة فيديو، لا تتمالك الطفلة "غيداء" نفسها، وتنهمر دموعها من البكاء، تحاول أمها تخفيف ألمها وحزنها، تقول لها: "بكرا رح نجيبك لعندنا"، إلا أنها وعودٌ مع وقف التنفيذ منذ سنوات.

وبين السلام والسؤال عن حالها، تغصّ غيداء بالدموع، تجيبُ بمطالبة والديها بإحضارها إليهم، إلا أنّ عجز العائلة عن ذلك خلال سنوات من المحاولة، كان كفيلاً أن يبدل أسئلة "غيداء" بأسئلة اعتيادية، تعكس يأساً وعجزاً وصلت إليهما "غيداء" باللقاء مع عائلتها من جديد.

وفجأةً وجدت الطفلة "غيداء العبود" (7 سنوات) نفسها وحيدةً، بعد أن ضلت طريقها خلال عبور عائلتها بطريقة غير شرعية إلى تركيا، ومنذ نحو ثلاث سنوات حيث وقعت الحادثة، فرقت حدود بلدين بين طفلة لم تبلغ من العمر نحو خمس سنوات، مع عائلتها التي وصلت تركيا بشقّ الأنفس، لكن دون "غيداء".

ملامح الخجل لطفلةٍ تكبر مع أمل لقاء عائلتها، كانت واضحةً، ما جعل مهمة الحديث إليها صعبة بعضَ الشيء، ويمكن اختصاره بمطالبة عفوية أن تجتمع مع عائلتها وإخوتها تحت سقف واحدٍ.  

يقول "عبد الهادي" عم الطفلة والمهجّر من بلدة سنجار شرقي إدلب، لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "غيداء" وصلت إليه بعد أن ضاعت على الحدود وعثر عليها سكان من المنطقة وصارت في رعايته من ذلك الحين.

 

 

ويوضح لموقع تلفزيون سوريا، أنّ وجود أطفال لديه أقرباء من عمر "غيداء" سهل مهمة تأقلمها مع عائلته، فهي تلعب طوال الوقت وتأكل وتشرب معهم، فضلاً عن عمرها الصغير الذي لم تكن تعي فيه ما حدث معها، لكن في الوقت ذاته يداوم محدثنا "عبد الهادي" على التواصل المستمر بين "غيداء" وعائلتها عبر مكالمات الفيديو، وكان الأمر كفيلاً بزرع فكرة لقاء الطفلة بعائلتها في مخيلتها، والعيش على أمل العبور إلى أمّها، ويردف: "سعرها بسعر أولادي".

ويعتقد "عبد الهادي" بعدم وجود أشخاص قادرين على تسهيل عبورها إلى تركيا بطريقة شرعية عبر المعابر الرسمية، الأمر الذي لم يشجعه على التواصل مع أية مؤسسة، وبانتظار تدخل أية جهة إنسانية أو رسمية تجمع شمل الطفلة "غيداء" مع عائلتها.

وتقيم "غيداء" في مخيم "الرامي" العشوائي قرب بلدة حربنوش شمالي إدلب، المفتقر إلى كثير من الخدمات الرئيسية أبرزها التعليم، ما حرمها أيضاً من حق التعليم والذهاب إلى المدرسة مع باقي أطفال المخيم.

العودة إلى حضن الأم

في مدينة إزمير التركية، حيث تقطن عائلة "غيداء"، كانت مراجعة والي المدينة من أجل لمّ شملها هي محاولة يتيمة منذ نحو سنة ونصف، ويقول "مهدي العبود" والد الطفلة لموقع تلفزيون سوريا، إنهم لم يتلقوا أي رد حتى اليوم إيجاباً أو سلباً، وبقي الملف معلقاً.

يشير "مهدي" إلى أنّ العائلة شغلها الشاغل عودة "غيداء" إلى حضن أمها، المداومةِ على البكاء عبر الهواتف والمكالمات حتى تطمئن على طفلتها التي أضاعتها خلال عبورها الحدود.

أمل قانوني بالعبور

بحثاً عن إجراء قانوني يوفر عبوراً آمناً لـ"غيداء" إلى عائلتها في تركيا، تواصلنا مع معبر باب الهوى الحدودي، واستبعد مدير المكتب الإعلامي "مازن علوش" في حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا وجود إجراء قانوني عبر معبر باب الهوى يتيح عبور الطفلة، لأن الجانب التركي لا يستقبل أي طلبات من هذا النوع، مبيناً أن إجراء لمّ الشمل عبر المعبر توفر قبل سنوات لفترة قصيرة جداً وتوقف بعدها.