أعلن محافظ اللاذقية، محمد عثمان، أن فرق الإطفاء سيطرت على ثلاث من أكبر بؤر انتشار حرائق الغابات في المحافظة، في حين أكد مدير الدفاع المدني السوري، منير مصطفى، أن الوضع الميداني للحرائق بات جيداً.
وفي تصريحات صحفية، قال عثمان إن أكثر من 80 فريقاً من الدفاع المدني السوري وفرق دعم من دول مجاورة تعمل في الميدان بشكل نشط، مضيفاً أن طائرات من تركيا والأردن ولبنان تشارك في جهود إخماد حرائق الغابات.
وذكر محافظ اللاذقية أن "مساحة أكثر من 14 ألف هكتار تحولت إلى رماد، والألغام الباقية من النظام المخلوع تعيق جهود الإطفاء بشكل كبير"، مشيراً إلى أن "الحريق مستمر حالياً في محيط قرية الشيخ حسن، وأرسلنا سيارات وفرق إطفاء إلى نقاط متقدمة لمنع امتداد النيران إلى المناطق الأخرى والجبلية".
الوضع الميداني جيد
من جانبه، أكد مدير الدفاع المدني السوري، منير مصطفى، أن الوضع الميداني للحرائق المندلعة في ريف اللاذقية الشمالي بات جيداً، وتمت السيطرة على كثير من البؤر المشتعلة، لكن هذه البؤر تحتاج للتبريد بشكل كامل للحيلولة دون اشتعالها مجدداً.
وقال مصطفى إن النيران انتشرت في مناطق الوادي وجبل زاهية والفرنلق ومحيط الشيخ حسن بريف اللاذقية الشمالي، مع اشتداد سرعة الرياح، مساء أمس الثلاثاء، في حين تواصل فرق الإطفاء عمليات الإخماد ومكافحة توسعها.
ووفق مدير الدفاع المدني السوري، فإنَّ عمليات الإخماد شارك فيها أكثر من 82 فريقاً من الدفاع المدني السوري، و10 فرق أخرى، ورغم ذلك امتدت النيران إلى 6 قرى، إلا أن الدفاع المدني تمكن من حمايتها، وإجلاء سكانها قبل أن تصل النيران إليهم.
وأشار عثمان إلى أن العوامل الجوية شكلت عاملاً أساسياً في زيادة انتشار النيران، واستعار الحرائق وانتقالها لأماكن جديدة، من خلال حمل الرياح للشرر المتطاير من الحرائق، إضافةً إلى الارتفاع في درجات الحرارة التي زادت من حدة الحرائق،
وانتشار الألغام والقنابل غير المنفجرة، وتضاريس المنطقة الصعبة وانعدام وجود خطوط النار، جميعها تسببت بتوسع الحريق، وضاعفت الجهود لمواجهتها والحد من انتشارها.
حرائق اللاذقية
وتواصل فرق الإطفاء عملياتها لليوم السابع على التوالي في مواجهة الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية، وسط صعوبات وتحديات كبيرة تُعيق جهود السيطرة ومنع تمدد النيران، ولا سيما في ظل حركة الرياح النشطة التي تُسهم في انتقال الحريق إلى نقاط وبؤر جديدة، ما يزيد من تعقيد المشهد ويُفاقم حجم الكارثة.
وتشارك في أعمال الإطفاء فرق من الدفاع المدني السوري، ووزارة الطوارئ، وإدارة الكوارث، إلى جانب أفواج الإطفاء الحراجية التابعة لوزارة الزراعة، ومتطوعين من الأهالي والمنظمات الإنسانية، بالإضافة إلى دعم بري من فرق مختصة قادمة من الأردن وتركيا، وإسناد جوي عبر مروحيات تابعة لوزارة الدفاع السورية، وطائرات إطفاء مؤازرة من تركيا والأردن ولبنان.
وتتركّز العمليات حالياً على تطويق النيران في عشرات المواقع المتفرقة في ريف اللاذقية، ومنع وصولها إلى بؤر جديدة أو امتدادها نحو غابات أخرى، في حين تواجه فرق الإطفاء تحديات ميدانية معقّدة، أبرزها الظروف المناخية القاسية، والتضاريس الجغرافية الوعرة، فضلاً عن انتشار الألغام ومخلفات الحرب في بعض المناطق، مما يشكّل خطراً مباشراً على حياة العاملين في خطوط المواجهة الأولى مع النيران.