icon
التغطية الحية

فاطمة.."حلبية" قتل النظام والدها وشقيقها واعتقل أعمامها

2020.05.06 | 20:41 دمشق

img_0370-1024x683.jpg
مظاهرة في حلب (أرشيف - انترنت)
تلفزيون سوريا - منار عبدالرزاق
+A
حجم الخط
-A

" قتل النظام والدي وأخي، واعتقل اثنين من أعمامي، بعد سيطرته على الأحياء الشرقية بحلب في نهاية عام 2016 بأشهر قليلة، حيث حُكِم الأول بالإعدام، بينما قضى ببراءة الآخر دون أن يطلق سراحه، حتّى الآن؛ بسبب اعتراض النيابة ورفضها القرار"، بهذه العبارات تُلخص الشابة "فاطمة، ح" وهي ذات الـ19 ربيعًا قصة معاناتها وعائلتها مع نظام الأسد.

وتقول لـ "تلفزيون سوريا": إنّ "والدها قُتل على يد قوات النظام  في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2012، فيما قتلت ذات القوات شقيقها الأكبر في كانون الثاني/ يناير من عام 2013 "، وإنه "جرى اعتقال أعمامها الثلاث بعد نحو أسبوعين من سيطرة الأسد على المدينة (كانون الأول/ديسمبر 2016)، لمدة شهر، وأطلق سراحهم بعد توقيعهم على ورقة تسوية وضع تم صياغتها من قبل الاستخبارات الجوية في حلب".

عاودت السلطات الأمنية اعتقال العم الأكبر لفاطمة ويدعى "ح.ح" في منتصف عام 2018؛ بسبب تقرير أمني من قبل أحد أقاربه المؤيدين؛ حيث أنّ ورقة عدم الملاحقة التي حصل عليها من قبل فرع الاستخبارات لم تنفعه في شيء، وسيق إلى سجن صيدنايا الشهير.

لم يُسمح لعائلة عم "فاطمة" بزيارته، وكلّ ما في حوزة العائلة من معلومات حصلت عليها من سجين كان في ذات المحبس، وأفرج عنه في منتصف عام 2019؛ تشير إلى أنه تم الحكم عليه بالإعدام؛ بسبب منشورات (فيس بوك) معارضة للأسد، ومندده بقصفه بالبراميل لأحياء المدينة؛ وهي منشورات أرفقت مع عدة تقارير  دُعمت بها الأجهزة الأمنية من قبل أقاربه.

فيما أودع العم الأصغر "س. ح" سجن عدرا، بعد القبض عليه من قبل السلطات الأمنية في المدينة، منتصف عام 2018، ولم تنفعه ورقة عدم الملاحقة (التسوية) في كفّ يد تلك السلطات عنه.

اعتقال العشرات

مصادر أهلية في مدينة حلب تقول لتلفزيون سوريا: إنّ "النظام لاحق عشرات الشبان بعد السيطرة على الأحياء الشرقية للمدينة، وزجهم في السجون؛ رغم توقيعهم على (التسوية) وذلك عبر تجميعهم بمعتقل كبير في منطقة جبرين".

وتُشير فاطمة إلى أنها نجحت في الخروج من الأحياء الشرقية التي كانت تتعرض لقصف مكثّف من قبل قوات الأسد بالبراميل المتفجرة في ذلك الوقت (بداية كانون الأول/ ديسمبر 2016) إلى الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، ومن ثم إلى إدلب، لكن الحظ لم يحالف العشرات من نظرائها المعارضين، والذين لم يكن لديهم من خيار سوى النزوح إلى الأحياء الغربية.

من بينهم الشاب العشريني "ح، ب (عسكري منشق)، قطعت رجله بقصف للنظام على الأحياء الشرقية من حلب، وحينما سيطرت قوات النظام على المدينة، اختبأ مع عائلته في جامع الكلتاوية بحي البياضة، حيث دفع والده نحو مليوني ليرة (أربعة آلاف دولار) لقاء تسوية وضعه وحصوله على ورقة (عدم ملاحقة)؛ لكنه اعتقل في منتصف عام 2017 وأُعيد إلى أهله (جثة) إثر تعرضه للتعذيب المميت من قبل عناصر الأمن في محبسه.

ويقول مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنهم "وثقوا ما لايقل عن ١١٧ حالة اعتقال في أحياء حلب الشرقية أثناء وبعد سيطرة قوات النظام عليها، بينهم ثلاث حالات وفاة تحت التعذيب"، بينما يشير الفاروق أبو بكر، وهو المفاوض الرئيس على ملف خروج الفصائل من حلب إلى أنّ "العديد من المعارضين اضطروا إلى البقاء في مناطق سيطرة النظام؛ بسبب السيطرة المباغتة لقوات النظام عليها".

لم يكن هناك  تسويات

وينفي أبو بكر التوصل إلى وجود أي بند يقضي بتسوية أوضاع من يرغب بالبقاء في مناطق النظام في اتفاق "حلب" مع الروس، ويقول لـ "تلفزيون سوريا": إنّ "الجانب الروسي في بداية المفاوضات طرح موضوع إلقاء السلاح من قبل مقاتلي المعارضة؛ مقابل ضمان عدم الملاحقة والزج في السجون، على أن يتم تجهيز مخيمات خاصة بهم، وهو ما رفضته الفصائل".

وأضاف أبو بكر أنه "بعد خروج نحو 25% من السكان والمقاتلين، طلب الجانب الروسي من الوفد المعارض خروج فقط (العسكريين) مقابل تقديمه ضمانات لمن يرغب بالبقاء من المدنيين"، وهو ما قوبل بالرفض من قبل الفصائل.

ويُقدر أبو بكر عدد الذين اعتقلهم النظام من كوادر المعارضة (ناشطون، مجالس محلية، وعسكر) بنحو 100 أو يزيد، لكن مصادر أهلية تشير إلى أنّ عدد المعتقلين يفوق هذا الرقم بعشرات المرات؛ لكون النظام اعتبر كلّ من خرج من الأحياء الشرقية في ذلك الحين في موقع الشبهة، وعليه تم اعتقال مئات المدنيين بذرائع مختلفة من بينها: (دعم الإرهاب، الاتصال بالإرهابين، وموالاة المعارضة عبر منشورات فيسبوكية).

وتأمل فاطمة التي تعيش ظروفًا إنسانية صعبة في إدلب في العودة إلى منزلها في حلب الذي أجبرت على تركه إلى جانب محال ثلاثة في حي أغيور الواقع في منطقة حلب القديمة، إذ لا تستطيع التصرف بتلك الأملاك؛ لكونها لا تستطيع استخراج وثيقة وفاة لأبيها؛ وهو المعارض للنظام، والمطلوب للسلطات الأمنية في المدينة، كما أنّ بعضًا من أحلامها تتمثّل في الوصول إلى قبري والدها وأخيها المدفونيين في مقبرة المدينة بمنطقة النقارين وقراءة الفاتحة على روحيهما.