icon
التغطية الحية

غيتس يحذر من موجة هجرة أكبر من هجرة السوريين

2021.02.22 | 16:08 دمشق

bill-gates.jpg
فوكس بزنس- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

حذر أحد مؤسسي شركة مايكروسوفت وأحد أصحاب المشاريع الخيرية السيد بيل غيتس من العواقب الوخيمة في حال عدم وصول صافي الانبعاثات الكربونية في العالم إلى الصفر بحلول عام 2050.

ففي كتابه: (كيف تتجنب كارثة مناخية؟) يخبرنا غيتس أنه يتعين على العالم أن يخفض نسبة الانبعاثات الحالية التي تعادل 51 مليار طن إلى صفر خلال السنوات الثلاثين القادمة وذلك لتجنب وقوع كارثة.

وأعلن بيل غيتس عبر برنامج فوكس نيوز صنداي بأن: "الهجرة التي شهدناها لأشخاص يرحلون عن سوريا بسبب الحرب الدائرة فيها، والتي كان المناخ أحد أسبابها، ولا بد أن نشهد هجرة أشد منها بعشرة أضعاف لأن المناطق الاستوائية ستغدو غير صالحة للعيش، أي أنه لن يعود بمقدورنا أن نزرع أو أن نبارح بيوتنا خلال الصيف. كما أن حرائق الغابات وإنتاجية الأراضي الزراعية في جنوب الولايات المتحدة، وكذلك حالات الجفاف والقحط، كلها لا بد أن تُضعف إنتاجية تلك المنطقة إلى حد كبير".
ويتابع غيتس فيخبرنا بأن الخسائر في الأرواح لا بد أن تصبح أعلى بكثير مما خلفته جائحة فيروس كورونا حتى خلال أسوأ مراحلها، ويضيف: "كما أن انعدام الاستقرار سيرفع نسبة الوفيات بنسبة خمسة أضعاف مما هي عليه عند بلوغ الجائحة ذروتها، وسيزداد ذلك عاماً بعد عام".

وفي الوقت الذي يبدو فيه عام 2050 عاماً فاصلاً بالنسبة لغيتس، يرى هذا الرجل أن الأمر يعود لدرجة الحرارة، ويشرح لنا ذلك بالقول: "إذا انتظرنا عشر سنوات أخرى فلن يكون الوضع سيئاً كما سيكون عليه في حال انتظرنا عشرين أو ثلاثين سنة، وذلك لأن درجة حرارة الأرض تواصل ارتفاعها". ويخبرنا غيتس أنه يتحدث عن 2050 لأنها تبدو بالنسبة له: "أقرب تاريخ واقعي بالنسبة للعالم حتى يقوم بإجراء تلك التغييرات بالنسبة لأنواع الانبعاثات".

ويدافع غيتس عن نفسه أمام منتقديه من اليمين واليسار، إذ يرى اليساريون بأنه بلغ مرحلة الشطط بما فيه الكفاية، وبأن عليه أن يدعم الاتفاق الجديد الأخضر مع سعيه للحد من صافي الانبعاثات وصولاً للدرجة صفر بحلول عام 2030.

وهنا يرد عليهم غيتس بالقول: "هذا غير واقعي أبداً"، وذلك بالنسبة للهدف الذي وضعه بخصوص عام 2030، إذ ذكر بأن الأمر يحتاج إلى 30 سنة على الأقل حتى يتم إنجازه.

كما تعرض غيتس لانتقادات لأنه يتحدث عن الحاجة للحد من الانبعاثات في الوقت الذي يتسبب فيه هو نفسه بانبعاثات كربونية هائلة بما أنه يعيش في بيت كبير، ويسافر بطائرته الخاصة، غير أنه ذكر بأن الأمور الأخرى التي يقوم بها تعوض عن كل ذلك، حيث قال: "إنني أوازن الانبعاثات الكربونية التي أصدرها عبر شرائي لوقود الطيران النظيف، إلى جانب تمويل عمليات جمع الكربون، ومشاريع الإسكان ذات الكلفة المنخفضة، والتي تعتمد على استعمال الكهرباء بدلاً من الغاز الطبيعي". كما أشار إلى ما تكلفه تلك الجهود من أموال طائلة، وأضاف بأنه لا بد من خفض كل تلك التكاليف.

وغيتس بوصفه رائداً حقق الكثير في مجال الأعمال بعدما فتح الآلاف من الوظائف وجعل الولايات المتحدة تتربع على عرش التقانة في العالم، ذكر أنه في الوقت الذي يبدو فيه التحول نحو الطاقة الخضراء أمراً ضرورياً، لا بد أن ينجم عن ذلك نمو كبير في مجال الوظائف المخصصة للمهندسين، وعن ذلك يقول: "إن المهارات والمقدرات الهندسية، وكل تلك الأمور التي بوسع هؤلاء العمال القيام بها ستكون ضرورية. في الواقع، سيصبح لدينا ثلاثة أضعاف حجم الشبكة الكهربائية تقريباً، فضلاً عن بناء كل ما يلزم للانتقال لذلك المستوى. أي أنه لن يكون هنالك نقص في الوظائف مطلقاً، بل مجرد عملية موازنة للتأكد من أن الخطة تناسب كل مجتمع".

هذا وقد دافع غيتس عن نفسه أيضاً ضد اتهامات غريغ أبوت حاكم ولاية تكساس، والذي ذكر بأن المصائب التي واجهت شبكة الطاقة في الولاية خلال العاصفة الشتوية أتت نتيجة لانقطاع الطاقة الخضراء، لا سيما طاقة الريح.

وعن ذلك يقول غيتس: "هذا غير صحيح بالمطلق"، إذ ذكر بأن انقطاع الطاقة أتى نتيجة للفشل في مؤاءمة نظم الطاقة مع الطقس والمناخ. وأعلن أنه في الوقت الذي تسببت فيه المحركات التي تعمل بطاقة الريح بجزء من ذلك، فإنه من الممكن تكييفها مع الطقس والمناخ، وهذا ما حدث بالفعل عندما استخدمت تلك المحركات في داكوتا الشمالية وآلاسكا.

 المصدر: فوكس بزنس