البث المباشر
ستُدخل شركة غوغل التابعة لألفابت مزيدا من الذكاء الصناعي إلى منتجها الأساسي الخاص بعمليات البحث، على أمل إثارة حماسة المستخدمين مثلما فعل تحديث مايكروسوفت لمحرك البحث المنافس (بينغ) خلال الأشهر القليلة الماضية.
ففي مؤتمرها السنوي آي/أو في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا الأميركية الأربعاء، عرضت غوغل إصدارا جديدا من محركها الذي يحمل الاسم نفسه. وبوسع المحرك المطور، الذي يطلق عليه اسم "تجربة البحث التوليدية"، صياغة ردود على الأسئلة المفتوحة مع الحفاظ على قائمة الروابط المعتادة التي تظهر عند البحث.
وقال سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لألفابت بعد أن اعتلى المنصة خلال فعاليات المؤتمر "إننا نعيد تصور جميع منتجاتنا الأساسية، مثل البحث".
وأضاف أن غوغل تدمج الذكاء الصناعي التوليدي في البحث بالإضافة إلى منتجات مثل (جي ميل)، إذ يمكنه إنشاء مسودات رسائل، و(صور غوغل)، كما يمكنه إجراء تغييرات بالصور مثل التلوين في الأجزاء الفارغة.
وارتفعت أسهم ألفابت أربعة بالمئة اليوم الأربعاء.
وقالت نائبة رئيس الشركة كاثي إدواردز في مقابلة إن المستخدمين الأميركيين سيتمكنون من الوصول إلى تجربة البحث التوليدية في الأسابيع المقبلة من خلال قائمة انتظار، وذلك في مرحلة تجريبية ستراقب غوغل خلالها جودة نتائج البحث وسرعتها وكلفتها.
منافسة محتدمة بين غوغل ومحركات البحث
يأتي غزو غوغل لما يعرف بالذكاء الصناعي التوليدي بعدما قدمت شركة أوبن إيه.آي الناشئة (تشات جي.بي.تي)، وهو روبوت الدردشة المحبوب الذي أطلق سباقا محموما على التمويل بين المنافسين المحتملين. ويستطيع الذكاء الصناعي التوليدي إنشاء محتوى جديد تماما مثل النصوص الكاملة والصور، باستخدام بيانات سابقة.
وأصبحت أوبن إيه.آي، المدعومة بمليارات الدولارات من مايكروسوفت والتي تم دمجها الآن بمحرك البحث بينج، الخيارَ الرئيسي من الذكاء الصناعي التوليدي بالنسبة لكثير من المستخدمين، إذ يساعدهم على إعداد العقود وخطط السفر بل وكتابة روايات كاملة.
وأصدرت غوغل أيضا هاتفا ذكيا جديدا قابلا للطي من سلسلة هواتف بكسل يتيح للعملاء استخدام الذكاء الصناعي للشركة. وسيكون سعر الهاتف في البداية 1799 دولارا ويأتي مع ساعة بكسل مجانية. وكشفت الشركة أيضا عن هاتف بقيمة 499 دولارا أطلقت عليه بكسل 7إيه، والذي أصبح متاحا للطلب اعتبارا من اليوم الأربعاء.
مخاطر الذكاء الصناعي في محركات البحث
لا يمكن التنبؤ بالتأثير الفعلي الذي سيحدث على المستخدمين بعد إدخال تقنية الذكاء الصناعي التوليدي إلى محرك البحث الخاص بغوغل. ومع ذلك، يتوقع بعضهم أن تحسّن هذه التقنية جودة النتائج وتجعل البحث أكثر فعالية وسرعة.
ويشير بعض الخبراء إلى أن استخدام تقنية الذكاء الصناعي التوليدي في محرك البحث قد يؤدي إلى زيادة التحكم والسيطرة على محتوى الإنترنت، حيث ستتمكن الشركات الكبرى من توليد محتوى خاص بها بدلاً من الاعتماد على المحتوى الموجود حالياً في الإنترنت.
علاوة على ذلك، فإن استخدام تقنية الذكاء الصناعي التوليدي قد يؤدي إلى إنشاء محتوى مضلل أو مغلوط فيه إذا لم يتم التحقق من دقة وموثوقية المصادر التي تستخدمها التقنية في إنشاء النصوص والصور والمحتوى الرقمي الآخر.
ولكن بشكل عام، يمكن القول إن استخدام التقنيات المتطورة مثل الذكاء الصناعي التوليدي يمكن أن يسهم في تحسين تجربة المستخدم عبر الإنترنت وجعل العمليات الحياتية اليومية مثل البحث والتواصل والتسوق وغيرها أسهل وأكثر فعالية.
