icon
التغطية الحية

"غني" يدعو "طالبان" لقبول الانتخابات ويتعهد بانتقال للسلطة في أفغانستان

2021.06.23 | 07:53 دمشق

achraf_ghani_afghanistan.jpg
العربي الجديد
+A
حجم الخط
-A

دعا الرئيس الأفغاني أشرف غني يوم أمس الثلاثاء، حركة "طالبان" إلى وقف العنف والرضوخ لإرادة الشعب، مؤكداً استعداده لتقديم موعد الانتخابات وضمان انتقال السلطة بشكل منظم في أفغانستان.

وشارك غني بكلمة في أعمال اليوم الثاني لمؤتمر مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا، بالشراكة مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات فرع واشنطن، والذي يعقد تحت عنوان "التطلع إلى إرساء السلام في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي". 

وقال غني "نحن لا ننظر إلى أفغانستان من منظور الماضي، بل الحاضر والمستقبل، والشعب الأفغاني يريد أن يعيش بسلام"، مضيفاً "نحن نتمسك بالسلام ولسنا معنيين بالسلطة، وكبار العلماء المسلمين في أفغانستان وباكستان وفي السعودية أعلنوا مواقفهم، ودانوا القتال وقالوا عن ذلك إنه ليس من تعاليم الإسلام". 

حركة طالبان ترتكب خطأ استراتيجياً بزيادة العنف

 وتابع "إن خيارنا سلام دائم وعادل، ولكن إذا فرضت علينا الحرب، فسنفاجئ العالم، ولكن كما كان في الماضي وفي كل مرة اضطررنا فيها للقتال، كان الدمار كبيراً، فدعونا لا نكرر ذلك".

وقال غني "إن حركة طالبان ترتكب خطأ استراتيجياً بزيادة العنف في وقت يكون به مسار سياسي مطروحاً على الطاولة، إنه مسار الدوحة"، محذراً من أنّ "هناك كارثة في الطريق آتية، تتمثل بوقوع حرب أهلية، وإذا قدر الله لأفغانستان أن تغرق في النزاع على غرار سوريا ولبنان، فإنّ المنطقة كلها ستتأثر بهذه التداعيات"، محمّلاً في الوقت نفسه حركة "طالبان" المسؤولية. وأضاف "هم وحدهم سيكونون مسؤولين عن حجم ونطاق هذه الكارثة".

وتساءل عن الدوافع التي حدت بحركة "طالبان" لتدمير البنية التحتية التي جرى إنشاؤها في السنوات الماضية، والتي كلفت ملايين الدولارات، وقيامها بتفخيخ منازل المواطنين بالألغام، بحسب قوله، ما اضطر آلاف المواطنين للنزوح عنها، قائلاً "إنه لا أحد يمكن أن يتنافس مع حركة طالبان في هذا السياق". وتساءل "ماذا لو كانت طالبان تؤمن بمركزية الأمة الأفغانية؟ أم أنها تضع علاقاتها مع رعاتها وشركائها أولاً؟".

 

 

وخاطبهم قائلاً "اختاروا وأوضحوا خياركم للشعب الأفغاني، وقدموا رؤيتكم  لعودة 3 ملايين لاجئ من باكستان والملايين من إيران، واعرضوا خططكم حول السياسة المائية للبلاد، وحول موارد الشعب الأفغاني".

وأكد الرئيس الأفغاني أنه يأخذ على محمل الجد تطلعات الشعب الأفغاني، وفي أشد الأزمات والتحديات، كان يجرى بناء البلاد، مشدداً على أنه لن يترك البلاد ولن يتخلى عن الشعب الأفغاني، ولن يتوقف عن العمل من أجل السلام والازدهار في بلاده، مضيفاً أنّ "الحكمة ليست شن القتال، بل مكافحته".

 وأوضح أنّ "الشعب الأفغاني حُرم على مدى 43 عاماً من أن يعيش بسلام في ظل نظام سياسي واجتماعي من صنعه، وما يريده من العالم نوع من الشراكة، وتصورنا لأفغانستان آمنة ومستقرة وديمقراطية وحيادية، فنحن لا نبحث عن رعاة، بل نبحث عن شركاء، ومواردنا جميعها ستكون جزءاً من هذا التصور، والمنطقة تحتاج إلى أن تنضم إلينا في المخاطر التي تواجهنا، وقد قمنا بالجزء المتعلق بنا وسنستمر".  

مبعوثة الأمم المتحدة تحذر من هجمات "طالبان"

من جهة أخرى، قالت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة بأفغانستان ديبورا ليونز، يوم أمس الثلاثاء، إنّ حركة "طالبان" سيطرت على أكثر من 50 من بين 370 مقاطعة في البلاد منذ مايو/ أيار الماضي، وحذرت من أن تصاعد الصراع "يعني تزايد الخطر الأمني في العديد من الدول الأخرى، سواء القريبة أو البعيدة".

وأضافت ليونز لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفق ما نقلته "رويترز"، أنّ "هذه المناطق التي تمت السيطرة عليها تقع حول عواصم أقاليم، ما يشير إلى أنّ طالبان تتمركز بحيث تسعى للسيطرة على هذه العواصم فور انسحاب القوات الأجنبية بالكامل"، بحسب قولها.