icon
التغطية الحية

غلاء صيانة الآليات الزراعية وشح المازوت يعيق عمل المزارعين في ريف دمشق

2022.04.24 | 06:35 دمشق

tlfzywn_swrya.png
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

يعاني مزارعون في ريف دمشق من ارتفاع تكاليف إصلاح آلياتهم الزراعية وغلاء قطع الغيار، ما يؤخر عمليات زراعة وحرث أراضيهم وسط شح في مادة المازوت وارتفاع أسعارها لأرقام قياسية في السوق السوداء.

وفي بداية شهر آذار من كل عام يواجه المزارعون العديد من المشكلات منها التحضير لحراثة بساتينهم تمهيداً للزراعات الصيفية وحفاظاً على رطوبة التربة. وهذا بدوره يدفع المزارع إما لاستخدام معداته الزراعية في حال كان يملكها أو استئجارها للعمل بأسعار مرتفعة. 

يقول درويش صالح (42 عاماً) وهو مزارع في إحدى قرى جبل الشيخ بريف دمشق لموقع تلفزيون سوريا: عندي جرار لكنه قديم ويحتاج للإصلاح كي أستطيع البدء بحراثة أرضي، لكن كلفة إصلاحه تصل لأكثر من 750 ألف ليرة. 

ويوضح الصالح أنَّه واقع بين نارين، فما جناه من بيع محصول التفاح المخزن في براد التخزين بالأجرة لا يكفيه ثمن إصلاح جراره وكذلك ثمن شراء مازوت من السوق السوداء لعدم توافر المازوت المدعوم من حكومة النظام. وفي حال عدم إصلاح جراره، فلن يكون قادراً على حراثة بستانه وزراعة الخضراوات الصيفية كي يستطيع العيش. 

وعلى غرار صالح، يعاني العديد من مزارعي الريف الدمشقي صعوبات تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وسط غياب القروض الزراعية الداعمة لهم، وعجزهم عن تسديد تلك القروض في حال أخذوها لارتفاع فوائدها. 

أما أديب (55 عاماً) وهو مزارع يعيش في الغوطة بدمشق، فقرر تخفيض مساحة ما سيزرعه  إلى النصف. ويوضح في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن ارتفاع سعر المازوت سيؤثر على زراعته هذا العام، إذ لا قدرة له على حراثة كل أرضه، فلذلك سيزرع نصفها فقط.

ويقول المزارع الخمسيني: "حتى لو زرعت مساحة صغيرة هناك مشكلات أخرى ستظهر وهي غلاء أسعار أدوية الرش بالمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب".

ظروف الإنتاج الزراعي المتدنية دفعت أديب للتفكير جدياً بالتخلي عن الزراعة التي لا تنتهي مشكلاتها لتأمين السقاية والنقل والحراثة وكلها تحتاج للمازوت غير المتوفر. ويضيف، "تخيل لدَّي جرار لكنه بحاجة لمحرك جديد كلفته مليوني ليرة". 

وتشهد أسعار قطع غيار الآلات الزراعية ارتفاعاً كما غيرها من الآليات، ويعجز أغلب مزارعي الريف الدمشقي عن صيانتها. ويقول أديب: "معظم المزارعين يملكون آليات زراعية ولكنها بحاجة للإصلاح والصيانة ولكن لا حول ولا قوة لنا". 

وهنا لجأ بعض المزارعين لخيارات أخرى ليست أقل كلفة، وهي حراثة أراضيهم بوساطة آليات مستأجرة بالساعة. وتبلغ أجرة ساعة الحراثة بالجرار 50 ألف ليرة، وأقل دونم أرض يحتاج لساعتين حراثة حسب كثافة الشجر، بحسب مزارعين التقاهم تلفزيون سوريا. 

بالمقابل هناك من المزارعين من يعجز ليس عن زراعة أرضه فقط، إنما عن تعشيبها من الأعشاب التي تظهر بداية الربيع، "إذ تبلغ كلفة ساعة التعشيب 30 ألف ليرة، وثمن آلة التعشيب نحو 12 مليون ليرة"، بحسب إياد (57 عاماً) وهو مزارع من حرستا. 

ويضيف: "أنا كمزارع اليوم وسط هذه التكاليف المرتفعة للزراعة ومستلزماتها أُفضل ترك المهنة والعمل كعتال في سوق الهال"، وبهذه الحال أستطيع تأمين مصروف عائلتي واحتياجات منزلي من الخضراوات يومياً بدل عناء الزراعة ومشكلاتها". 

لا تقف المشكلة عند إحجام المزارعين عن الزراعة، وإنما سترتد مباشرة على كامل السوريين بقلة الإنتاج الزراعي وكميات المزروعات وبالتالي ارتفاع أسعار الخضراوات والفواكه مجدداً.