
تحدث الفنان السوري غطفان غنوم عن كواليس تجسيده لشخصية "عاصي شقيق الرئيس" في مسلسل "ابتسم أيها الجنرال"، مسلطاً الضوء على التحديات النفسية التي واجهها خلال تأدية الدور، وكيف أثرت الشخصية على حالته النفسية حتى خارج التصوير.
وأوضح غطفان غنوم، خلال لقاء مع برنامج "في ظلال الياسمين" على تلفزيون "العربي 2"، أن تجسيد شخصية تستند إلى شخصية واقعية لكنها تفتقر إلى مواد موثقة، مثل ماهر الأسد، يمنح الممثل حرية أكبر في الإبداع والابتكار، قائلاً: "عندما تكون الشخصية غير موثقة صوتياً أو بصرياً، يكون لدى الممثل حرية في تخيّل تفاصيلها وإسقاط تصوره الخاص عليها، مما يساعد في الانفتاح عليها والتعامل معها بسهولة أكبر".
وأشار إلى أن تجسيد الشخصيات المعروفة للجمهور بدقة متناهية يُعد تحدياً أكبر، مقارنةً بالشخصيات غير الموثقة، مضيفاً: "مثلاً، تقليد شخصيات مثل جمال عبد الناصر أو أنور السادات يتطلب مهارات استثنائية مثل التي قدّمها أحمد زكي، لأن الجمهور يعرف هذه الشخصيات جيداً، بينما تجسيد شخصية غامضة يمنح الممثل مرونة أكبر".
كيف أثرت شخصية "عاصي" على غطفان غنوم؟
أكد غطفان غنوم أن أحد أصعب التحديات التي يواجهها الفنان في تجسيد الشخصيات السلبية هو الفصل بين الشخصية الحقيقية والممثل نفسه، مشيراً إلى أن الممثل يجب أن يحب الشخصية التي يؤديها، حتى لو كانت بغيضة أو قاسية، ليتمكن من تقديمها بالشكل المطلوب.
وقال: "حتى الشخصيات الشريرة تعيش مشاعرها بصدق، والممثل بحاجة إلى الانغماس في تلك المشاعر ليجسدها بإتقان.. لكن التحدي يكمن في أن هذه المشاعر قد تؤثر نفسياً على الممثل، وقد يجد صعوبة في الخروج من الشخصية بعد انتهاء التصوير".
لماذا قال له سامر رضوان: "ما عاد عم بتحملك"؟
وكشف غنوم أن التأثير النفسي لشخصية "عاصي" امتد إلى حياته اليومية، حتى أن كاتب العمل سامر رضوان لاحظ ذلك، قائلاً: "خلال فترة التصوير، كنت أدخل لأسلّم على الأستاذ سامر، فكان يقول لي: ‘يا أخي، ما عاد عم بتحملك نفسيتي!’، ولم أكن أعي حينها أنني أصبحت متشنجاً حتى خارج الكاميرا".
وأوضح أنه لم يكن يدرك حينها مدى تأثره بالشخصية، لكن بعد انتهاء التصوير بدأ يلاحظ تغيّر سلوكه، حيث أصبح أكثر توتراً وتشنجاً دون وعي.
وأشار إلى أنه عند لقائه بزوجته بعد انتهاء التصوير، لاحظت هي أيضاً هذا التغيير، حيث قالت له: "انتبه، أنت غطفان مو ماهر، خليك هادئ"، وهو ما جعله يدرك مدى تأثير الشخصية عليه حتى خارج أجواء العمل.
وأضاف: "يبدو أن بعض الأدوار تترك أثراً نفسياً حقيقياً على الممثل، خاصة إذا كانت تتطلب انفعالات قوية ومكثفة، وهذا ما يجعل الخروج منها أمراً معقداً أحياناً".
مسلسل "ابتسم أيها الجنرال"
مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" من إنتاج شركة ميتافورا، وإخراج عروة محمد، وتأليف سامر رضوان، وشارك في بطولة العمل كل من مكسيم خليل وعبد الحكيم قطيفان وريم علي ومازن الناطور وعزة البحرة وسوسن أرشيد ومرح جبر وغطفان غنوم.
وتدور أحداث المسلسل في كواليس أحد القصور الرئاسية؛ إذ تبدأ القصة بفضيحة كبرى تترتب عليها مؤامرات ودسائس تقض مضجع السلطة من أعلى الهرم، نزولاً إلى تحالفات المال والفساد، وانعكاساتها المدمرة على العامة.
ويستعرض العمل صراع نفوذ دموياً بين رئيس لدولة عربية وشقيقه العسكري من أجل تعزيز السيطرة على السلطة.
وحقق المسلسل انتشاراً عربياً واسعاً، وإشادات بأداء الممثلين العاملين فيه، وقوة النص المكتوب والذي يتناول لأول مرة خفايا القصور الرئاسية في العالم العربي، والطريقة التي تدار بها الأمور من قبل الأنظمة السلطوية.