قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جايك سوليفان إن الولايات المتحدة ستبدأ مسعاها الجديد للتوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة اليوم الأربعاء، وذلك بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق نار بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل حيز التنفيذ.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن، مساء الثلاثاء، وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله".
وقال بايدن، إن واشنطن ستسعى مع دول أخرى في المنطقة للتوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة أيضاً.
وقال سوليفان، في مقابلة مع قناة "MSNBC"، إن الرئيس بايدن يعتزم بدء هذا العمل اليوم من خلال تواصل مبعوثين مع تركيا وقطر ومصر وفاعلين آخرين في المنطقة.
جدل داخل إسرائيل
أثار موافقة الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو على إبرام اتفاق وقف إطلاق نار مع لبنان بواسطة أميركية، والذي دخل حيز التنفيذ فجر اليوم الأربعاء، لماذا لم توافق على اتفاق مماثل مع قطاع غزة يتم استعادة 101 محتجز إسرائيلي في القطاع.
ويتردد في إسرائيل حاليا تساؤلات إذا كان ممكنا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، فلماذا لا يتم التوصل لاتفاق مماثل في قطاع غزة.
ويعتبر كثير من الإسرائيليين أن وقف إطلاق النار بالقطاع أكثر إلحاحا لوجود 101 محتجز إسرائيلي لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.
وعلق اللواء الإسرائيلي الاحتياط نوعام طبعون، على الاتفاق مع لبنان في حديث لإذاعة "103 أف أم"، اليوم، "السخرية هنا هي أننا لو توصلنا إلى مثل هذا الترتيب في الشمال (لبنان)، بينما من الممكن التوصل إلى ترتيب مماثل في الجنوب (غزة) منذ وقت طويل وإعادة مواطنينا" في إشارة إلى الأسرى.
بدوره، زعيم تحالف "الديمقراطيون" المعارض، يائير غولان، في حديث للإذاعة ذاتها، فإن "الاختبار الأهم هو إنهاء الحرب في الجنوب" أي غزة.
وأضاف غولان، وهو النائب الأسبق لرئيس أركان الجيش: "إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، فلماذا لا يمكن التوصل إلى اتفاق مع حماس وإطلاق سراح المختطفين (الأسرى الإسرائيليين)؟".
وتابع: "القتال مستمر فقط لأن نتنياهو يعتمد سياسيا على الجماعة المتعصبة والمتطرفة التي تريد الحرب إلى الأبد"، في إشارة إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
في المقابل، يهدد بن غفير وسموتريتش بإسقاط حكومة نتنياهو في حال قبولها باتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، ويدعوان إلى إعادة احتلاله، وإقامة مستوطنات فيه، وتهجير نحو 2.3 مليون فلسطيني منه.
وتتصاعد في إسرائيل دعوات لإعادة الأسرى من غزة باتفاق مع "حماس" التي تصر في المقابل على إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد، عبر منصة "إكس" مساء الثلاثاء: "أكبر كارثة في تاريخنا حدثت في عهد نتنياهو. أي اتفاق مع حزب الله لن يمحو الفوضى".
وأضاف لابيد، أنه "توجد حاجة ملحة للتعامل مع قضية المختطفين وإعادة المواطنين المهجرين (المستوطنين) إلى وطنهم (المستوطنات)".
وتوجه عائلات الأسرى الإسرائيليين الاتهام إلى نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى لاعتبارات سياسية خاصة، أبرزها استمراره في السلطة.
اتفاق وقف إطلاق نار
من أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وفق تسريبات إعلامية لبنانية وإسرائيلية، انسحاب إسرائيل تدريجيا من جنوب الخط الأزرق (الفاصل) خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وسيكون الجيش اللبناني هي الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة لإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
ووفقاً لإحصائيات لبنانية رسمية، أسفر الحرب الإسرائيلية على لبنان عن 3.823 قتيلا و15.859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 أيلول/سبتمبر الماضي.
في المقابل قُتل 124 إسرائيليا بينهم 79 جنديا، وتعرض أكثر من 9 آلاف مبنى و7 آلاف سيارة لتدمير كامل في شمالي إسرائيل بفعل نيران "حزب الله" منذ أيلول/سبتمبر الماضي، وفق القناة "12" وصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليتين.