icon
التغطية الحية

غادر تركيا ليفجع بمقتل عروسه "مريم".. حكاية "طه طقيقة" وعروس إدلب

2021.08.01 | 15:38 دمشق

tlfzywn_swrya-_mrym_brkat.png
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"السوري الذي عاد إلى وطنه من تركيا وخسر كل شيء" تحت هذا العنوان نشر موقع (ميدل إيست آي/ Middle East Eye) الأميركي، حكاية الشاب السوري "طه طقيقة" الذي فقد عروسه بعد أيام قليلة من زواجهما بقصف الروس والنظام على منزلهما في جبل الزاوية.

ومن خلال التواصل مع أفراد من عائلتي الزوج "طقيقة" وزوجته الراحلة "مريم بركات" تمكّن "ميدل إيست آي" من سرد قصة "طه" وتفاصيل عودته من تركيا إلى إدلب منذ نحو عامين، ليفجع أخيراً بمقتل عروسه و6 من عائلتيهما.

حملة المعارضة التركية على اللاجئين السوريين

على مدى السنوات الثلاث الماضية، دعا حزب المعارضة الرئيس في تركيا اللاجئين السوريين إلى العودة إلى بلادهم، مدعيا أن الدولة التي مزقتها الحرب أصبحت الآن مكانًا آمنًا نسبيًا.

وبعد أن أمضى خمس سنوات في تركيا، استجاب طه لهذه الدعوات في عام 2019 وعاد إلى إدلب، آخر معقل للمعارضة، والذي يتعرض لهجمات متفرقة من قوات النظام وروسيا.

وفي الأسبوع الماضي فقد طه زوجته "مريم بركات" ووالدته وشقيقته، وجميعهم قتلوا من جراء القصف. كما أصيب هو الآخر ودخل في غيبوبة حتى لحظة كتابة المقال.

والد طه: كان شغفه أن يصبح صيدليًا

ويتابع الموقع سرد القصة قائلاً: لم تكن هناك فرصة لطه لمواصلة تعليمه في سوريا، كما لم تكن هناك فرصة أيضًا في تركيا، حيث كان عليه العمل للبقاء على قيد الحياة بعد دخوله البلاد في عام 2015، عندما كان عمره 18 عامًا فقط.

عمل طقيقة في أي وظيفة كان يجدها، وفي ظروف صعبة في معظم الأحيان ومن دون أي تأمين وبأجر أقل من الحد الأدنى للأجور. وواجه العديد من الصعوبات المالية في تركيا.

يقول والده "محمد": "لم يكن لديه ما يأكله في الشهرين الأولين سوى الخبز. كان يعمل في مصنع في بورصة، ولم يكن الدفع منتظمًا، وفي بعض الأحيان كان يتأخر صاحب العمل في تسليم معاشه".

العودة إلى سوريا ولقاء مريم

بعد أربع سنوات، شعر طقيقة أن فكرة العودة إلى وطنه وتلقي التعليم وخدمة بلاده بدت أفضل من استغلال عمله. وفي عام 2019 عاد إلى مسقط رأسه في إدلب.

كانت مريم بركات، زوجة طه المستقبلية، مغرمة جدًا ببلدها لدرجة أنها لم تفكر أبدًا في مغادرتها. وبدلاً من ذلك، بدأت دراستها العليا في جامعة إدلب وأصبحت قابلة.

وتقول والدة مريم "فاطمة" لموقع Middle East Eye عبر الهاتف من جبل الزاوية في جنوبي إدلب: "كانت مبتهجة ومليئة بالطاقة ومحبّة لوظيفتها".

التقى طه ومريم في جامعة إدلب. كان هذا هو حبهما لبعضهما بعضا إلى درجة أنهما قررا الزواج وإقامة حياة جديدة في وطنهما، على الرغم من التوترات المتصاعدة في المنطقة.

وفي يوم السبت الـ10 من تموز الماضي، تزوجا في المنزل. وكان الحاضرون في حفل الزفاف مجرد أفراد مقربين من العائلة، لأن أي حشد يمكن أن تستهدفه قوات النظام أو روسيا أو أي (ميليشيا رديفة).

بعد أسبوع واحد فقط من الزفاف، كان الزوجان العريسان في المنزل يستعدان لعيد الأضحى. وقرابة الساعة الـ10:30 مساءً، أصاب منزلهم قصف روسي أو للنظام، ما أدى إلى إنهاء ارتباطهم. وكان في المنزل 16 شخصًا من المهنّئين للعروسين فأصيب عدد منهم.

دخل طه في غيبوبة بعد إصابته بالهجوم، وعولج في مستشفى بمقاطعة هاتاي جنوبي تركيا.

 

 

يجب أن يرحل السوريون

كان طه من بين 419 ألف سوري عادوا إلى بلادهم من تركيا منذ كانون الأول 2019.

فقد زوجته ووالدته وشقيقته في وقت كان حزب المعارضة الرئيسي في تركيا يقول بصوت عالٍ أكثر من أي وقت مضى إن "السوريين يجب أن يرحلوا".

وفي مقطع فيديو نُشر الأسبوع الماضي، حذر زعيم "حزب الشعب الجمهوري" المعارض، كمال كليشدار أوغلو، الحكومة من أن اللاجئين بدؤوا يشكلون تهديدًا للأمن القومي. ووعد بأن الحزب سيعيد كل سوري إلى بلده إذا تولى حزبه السلطة في الانتخابات المقبلة في البلاد، نافياً أن تكون هذه الخطوة عنصرية.

وردًا على ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "أنا واضح جدًا. لقد لجؤوا إلينا. يتوسلون من أجل الأمان. لا يمكننا أن نطلب منهم العودة إلى حيث كانوا".

وتستضيف تركيا حاليًا نحو 3.8 مليون سوري مسجل، بالإضافة إلى 650 ألفًا من مواليدها.

وتشير التقديرات إلى أن العدد الإجمالي للسوريين غير المسجلين يقترب من خمسة ملايين. كما تستضيف البلاد لاجئين من دول أخرى، مثل العراق وأرمينيا وأفغانستان.

لم يحدد كليشدار أوغلو خريطة طريق لعودة السوريين. وحاول موقع Middle East Eye الوصول إلى اثنين من كبار مسؤولي حزب الشعب الجمهوري، فتجاهل أحدهما الطلب في حين ذكر الآخر أنه لم يكن متاحًا للتعليق.

أثار الوعد بإعادة السوريين إلى وطنهم الكثير من الجدل في البلاد. وشهدت منصات التواصل الاجتماعي وسوما مثل "حان وقت الذهاب" و "هذه الزيارة استغرقت وقتًا طويلاً"، في إشارة إلى "حالة الحماية المؤقتة" التي منحتها الحكومة للسوريين.

كما زعمت المعارضة أن أردوغان منح عشرات الآلاف من السوريين الجنسية التركية على أمل أن يصوتوا لصالح حزب العدالة والتنمية في المقابل.

من المستحيل إعادتهم

على الرغم من الدعوات إلى إعادة السوريين إلى أوطانهم، تتطلب الاتفاقيات الدولية والقوانين التركية نفسها توفّر الأمان الكامل في وطنهم قبل أن يتمكنوا من إعادة اللاجئين بشكل دائم.

وقال عبد الله رسول دمير، رئيس الجمعية الدولية لحقوق اللاجئين ومقرها إسطنبول: "من المستحيل إعادتهم قانونيًا لأن سوريا ليست آمنة على الإطلاق".

وادعت المعارضة التركية أن السوريين يتسببون في بطالة بين المواطنين الأتراك، فدافعت الحكومة عن فكرة أنهم يسهمون في الاقتصاد.

وقال دمير: "إن تركيا بحاجة إلى سياسة اندماج أفضل، لأن هؤلاء الناس أصبحوا كبش فداء بسبب التدهور الاقتصادي".