icon
التغطية الحية

عودة النشاط العسكري الإيراني في إدلب.. وبوادر صراع روسي - تركي

2019.11.21 | 14:29 دمشق

2019-11-01t140223z_562785394_rc1545cfa450_rtrmadp_3_syria-security-turkey-russia.jpg
دورية تركية - روسية في شمال شرق سوريا (رويترز)
تلفزيون سوريا - فراس فحام
+A
حجم الخط
-A

وصل القصف إلى قرب الحدود التركية بعد غياب لأشهر طويلة، حيث سقط يوم أمس الأربعاء صاروخ عنقودي روسي الصنع على مخيم للنازحين في بلدة "قاح" بريف إدلب، مما تسبب بسقوط عشرات الضحايا والجرحى.

وأكد مصدر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) لموقع تلفزيون سوريا أن القصف أدى إلى مقتل 7 أطفال و3 نساء و3 رجال، بالإضافة إلى إصابة 21 شخصاً بجراح بعضها خطيرة.

 

إيران تعاود نشاطها العسكري في محيط إدلب

أكدت مراصد عسكرية تتبع للجبهة الوطنية للتحرير أن الصاروخ الذي سقط على المدنيين في مخيم "قاح" بريف إدلب، مصدره مزرعة دواجن في قرية "الوضيحي" القريبة من قاعدة "جبل عزان" في ريف ريف حلب الجنوبي، وهي قاعدة تخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني، الذي يشارك مؤخراً في الهجمات المستمرة على تلة "كبانة" بريف اللاذقية، حيث تسلم الحرس الثوري الإيراني مهمة قيادة العمليات البرية في المنطقة بتنسيق مع القوات الخاصة الروسية التي لم تنجح في إحداث خروقات بتلك الجبهة على مدار الأشهر الماضية.

وتأتي عودة النشاطات العسكرية الإيرانية في إدلب وسط الحديث عن وجود تفاهمات غير معلنة بين تركيا – وأميركا، تتعلق بتقييد النفوذ الإيراني في المناطق التي ستدخلها تركيا عوضاً عن الولايات المتحدة الأمريكية، مع تقليص تركيا لحجم التسهيلات التي تقدمها لإيران فيما يتعلق بالتهرب من العقوبات الأمريكية.

وألمح وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" الشهر الماضي لوجود مشاورات مع الولايات المتحدة حول النفوذ الإيراني شمال شرق سوريا، حيث قال في حوار مع وكالة الأناضول "هدف الأمريكان في سوريا هو عدم قيام ممر إيراني يصل بين الحدود العراقية والسورية، سنرى كيف يمكن تحقيق هذا الهدف".

وسجلت صادرات المحروقات الإيرانية إلى تركيا انخفاضاً غير مسبوق خلال السنوات العشر الماضية، حيث بلغت واردات تركيا من الغاز الإيراني في شهر آب / أغسطس الفائت 160 مليون متر مكعب، وهي ثلث الكمية التي تستوردها أنقرة من طهران عادة.

وأفادت هيئة تنظيم سوق الطاقة التركية أن البلاد لم تستقدم أي شحنة نفط من إيران منذ شهر حزيران / يونيو من العام الجاري، في مؤشر واضح على استجابة تركية للعقوبات الأمريكية على إيران.

وأشار مركز الإحصاء التركي أن الصادرات التركية إلى إيران واصلت الانخفاض خلال العام الحالي، لتسجل انخفاضاً قدره 25% مقارنةً مع الصادرات في العامين الماضيين، في حين انخفضت نسبة الواردات التركية من إيران إلى 46%.

 

بوادر خلاف تركي – روسي

أكدت صحيفة "يني شفق" التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أن روسيا فشلت في طرد من وصفتهم "إرهابيو حزب العمال الكردستاني" من المنطقة الآمنة، رغم مضي شهر على توقيع مذكرة تفاهم "سوتشي" بين الرئيسين التركي والروسي، كما أشارت الصحيفة إلى أن موسكو تنتهج نفس أسلوب الولايات المتحدة الأمريكية في المماطلة.

وقدمت قوات الأسد المدعومة من روسيا غطاءً لانتشار "وحدات الحماية" في مناطق واسعة من شمال شرق سوريا، حيث باتت الأخيرة تتخفى في لباس قوات الأسد وتحت رايتها خاصة بالقرب من بلدة "تل تمر".

ونفى الناطق باسم الجيش السوري الوطني الرائد "يوسف حمود" مغادرة عناصر وحدات الحماية من المناطق المتفق عليها بين روسيا وتركيا.

وأفاد "الحمود" في تصريح لموقع تلفزيون سوريا أن المعارك الأخيرة التي يخوضها الجيش الوطني شمال شرق سوريا في الغالب تكون ضد قوات مشتركة من وحدات الحماية وميليشيات الأسد، وقد تم سابقاً أسر 15 مقاتلاً يتبعون لقوات النظام خلال المواجهات في ريف الحسكة.

وأكد "الحمود" أنه حتى الشريط الحدودي الممتد لمسافة 10 كيلومترات، والذي تسير فيه الدوريات المشتركة بين روسيا وتركيا، لم يشهد انسحاباً كاملاً لعناصر وحدات الحماية، وإنما جرى تخفيض الأعداد فقط، مع هيمنة الوحدات على إدارة المناطق الموجودين فيها ورفعهم أحياناً لرايات النظام، في ظل انتشار شكلي من قوات الأسد.

وكانت روسيا قد رفضت طلباً تركيا يقضي بإرغام "وحدات الحماية" على الانسحاب من بلدة "تل تمر" في محافظة الحسكة إلى جنوب الطريق الدولي (إم 4)، وجرى تسيير عربات مدرعة تحمل العلم الروسي داخل البلدة، بهدف منع قوات الجيشين الوطني السوري والتركي من دخولها.

وشهدت الأيام الماضية عودة مكثفة للغارات الجوية من الطيران الروسي على منطقة "خفض التصعيد" في محافظة إدلب، واقتربت الغارات من المناطق المكتظة بالسكان في "معرة النعمان" تحديداً، الأمر الذي دفع لموجات نزوح جديدة باتجاه الشريط الحدودي مع تركيا.

 

سيناريو الحرب يلوح بالأفق

رجح الباحث السياسي السوري "عباس شريفة" أن روسيا على الأرجح لن تفي بالتزامها بحسب تفاهم "سوتشي" الأمر الذي يعني "استمرار الحرب".

وهدد وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" في تصريحات له قبل يومين باستئناف العمليات العسكرية في حال لم يتم "تطهير شمال شرق سوريا من المنظمة الإرهابية".

ورأى "عباس شريفة" خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن روسيا غير راغبة بتفكيك قوات "قسد" لأنها بحاجة لقوات تضبط من خلالها المناطق الشاسعة في ظل عجز قوات الأسد عن تغطيتها، وقد امتنعت روسيا قبل ذلك عن إخراج هذه القوات من "تل رفعت".

والسبب الثاني لعدم رغبة روسيا بتفكيك "قسد" بحسب "شريفة" أن موسكو تخشى من دفع تلك القوات للحضن الأمريكي أكثر في حال ضغطت عليها.

وأشار "شريفة" إلى أن اتفاق "سوتشي" كان في البداية حاجة ملحة لمختلف الأطراف، فقوات "قسد" تريد الاختباء في عباءة نظام الأسد، وبالتالي سحب ذريعة تركيا لشن عملية عسكرية، وقوات الأسد تريد العودة إلى منطقة شمال شرق سوريا والسيطرة على الموارد، وروسيا تبحث عن إعادة الأراضي السورية كاملة لسيطرة النظام، وتركيا رغبت في إلقاء مهمة تفكيك "قسد" على عاتق روسيا، إلا أن ذلك لم يحصل ومعطيات الميدان تشير لتعثر التنفيذ، الأمر الذي ينذر باستمرار الحرب.

ويبدو أن روسيا تفكر في الهيمنة على الورقة الكردية في سوريا، لتقوية أوراقها المؤثرة في رسم الحل السياسي النهائي، مع استيعاب "وحدات الحماية" و منحها بعض الاستقلالية الإدارية في مناطقها، وذلك من أجل توظيفها لاحقاً للضغط على مصالح تركيا، مما يعني احتمالية تصاعد الخلافات بين أنقرة وموسكو.