icon
التغطية الحية

عمليات تجسس متبادلة.. بين إسرائيل وإيران في مياه البحر الأحمر

2021.08.10 | 19:06 دمشق

f091129ms20-635x357.jpg
غواصة إسرائيلية من طراز "دولفين" (Flash90)
إسطنبول - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

تحدثت مصادر إيرانية بأن إسرائيل أرسلت غواصة حربية إلى مياه البحر الأحمر ترافقها سفينتان حربيتان، بعد أيام من تقارير أميركية وإسرائيلية تحدثت عن عمليات تجسس تقوم بها طهران بعد إرسالها سفينة "بهشاد" لأغراض التجسس، وتأتي هذه التحركات في إطار "حرب الظل" التي يشهدها طريق الملاحة البحرية في الشرق الأوسط بين تل أبيب وطهران.

وتتزامن هذه الأخبار مع عقد مجلس الأمن الدولي جلسة افتراضية، أمس الإثنين، لبحث أمن الملاحة على خلفية الهجوم على سفينة "ميرسر ستريت" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي قبالة سواحل عمان في 30 تموز/يوليو الماضي.

ونقل موقع "نور نيوز" المقرب من السلطات الإيرانية، عن مسؤول إيراني، لم يذكر اسمه، أن غواصة حربية إسرائيلية من طراز "دولفين" ترافقها سفينتان حربيتان تسللت إلى قناة السويس في طريقها إلى البحر الأحمر، يوم الأربعاء الماضي.

ووصف المصدر الإيراني الخطوة الإسرائيلية بأنها "تأجيج للصراع" ضد إيران في الساحة البحرية، وهدفها إثارة الرأي العام الأميركي ضد الاتفاق النووي الإيراني.

من جهتها، لم تعلن تل أبيب عن إرسالها الغواصة. حيث تتبع عادة سياسة التكتم حيال العمليات ذات الطابع الأمني والعسكري، بينما تسمح بنشر بعض منها لأغراض سياسية ودعائية.

إيران ترسل سفينة "بهشاد" إلى البحر الأحمر

في المقابل، تحدثت تقارير أميركية وإسرائيلية عن مواصلة إيران عمليات التجسس في مضيق باب المندب، الممر المائي الاستراتيجي في الملاحة البحرية في العالم.

ونقلت شبكة "CNN" عن مصدرين أميركيين، أن إيران أرسلت سفينة "بهشاد" إلى البحر الأحمر لـ "أغراض التجسس" بدلاً عن سفينة "ساويز" التي تعرضت لهجوم إسرائيلي في أبريل/ نيسان الماضي.

ونشرت شركة التجسس الإسرائيلية "ImageSat International"، صوراً التقطتها الأقمار الصناعية، مغادرة السفينة "بهشاد"، ميناء بندر عباس الإيراني في مضيق هرمز، في مطلع الشهر الماضي، ووصولها بعد تسعة أيام إلى مضيق باب المندب في البحر الأحمر.

كما رصدت الأقمار الصناعية عودة السفينة المتضررة "ساويز" إلى إيران تجرها قاطرتان، وتظهر الصور بأنها موجودة حالياً في مياه بحر العرب جنوب سلطنة عمان، بحسب سلسلة من التغريدات نشرتها شركة التجسس الإسرائيلية على تويتر.

وكانت قد تعرضت "ساويز" لهجوم باستخدام ألغام بحرية لاصقة نفذته إسرائيل في 6 نيسان/أبريل، بعد سنوات من تمركزها في مضيق باب المندب قبالة سواحل اليمن، وتقول تل أبيب إن "ساويز" سفينة عسكرية تقوم بأعمال تجسس يستخدمها الحرس الثوري كقاعدة بحرية شبه ثابتة في مياه البحر الأحمر، بينما تقول طهران إنها سفينة تجارية مهمتها مرافقة السفن التجارية لحمايتها من القرصنة.

وتخضع السفينتان (ساويز وبهشاد) لعقوبات واشنطن من ضمن حملة "الضغط الأقصى" التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018، لمعاقبة إيران اقتصادياً.

 

 

تداعيات الهجوم على "ميرسر ستريت"

كما شكل الهجوم بطائرة "انتحارية" مسيرة على السفينة "ميرسر ستريت" المملوكة جزئياً لإسرائيل، في 30 تموز/يوليو الماضي، نقطة بارزة في الحرب "غير التقليدية" التي تجري بين إسرائيل وطهران وساحتها مياه الخليج والبحران الأحمر والمتوسط.

واتهمت كل من إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا طهران بالمسؤولية عن الهجوم على "ميرسر ستريت"، الذي أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها الأول روماني والآخر بريطاني، وأثار ردود فعل دولية غاضبة وسط دعوات واشنطن لتنسيق "رد مشترك".

وفي هذا السياق، يزور تل أبيب اليوم، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز، في أول زيارة له بعد توليه منصبه، الهدف منها إجراء محادثات بشأن إيران، ولا سيما البرنامج النووي على خلفية التطورات الأمنية في المنطقة بعد الهجوم على السفينة "ميرسر ستريت".

من جهتها تنفي طهران تورطها بالهجوم وترفض هذه الاتهامات وتعتبرها "مسيسة" تقف وراءها تل أبيب لتأليب المجتمع الدولي ضد إيران مع اقتراب استئناف محادثات "فيينا" للعودة الى الاتفاق النووي الموقع في 2015.

ومن المفترض أن تستأنف الولايات المتحدة وطهران، محادثات "فيينا"، الشهر المقبل، بعد فشل الجولات الست السابقة، في ظل حكومة إيرانية جديدة يصفها الغرب بـأنها "راديكالية"، وتنديد دولي بأنشطة طهران في المنطقة بعد سلسلة من الهجمات تعرضت لها ناقلات نفط وتنسب للإيرانيين في أهم طرق الملاحة في العالم.