icon
التغطية الحية

على هامش الحرب الأوكرانية.. التنسيق في سوريا "ورقة ضغط" بيد روسيا ضد إسرائيل

2022.05.07 | 07:08 دمشق

2swrt_llmwq.jpg
التنسيق الروسي الإسرئيلي بين الساحتين الأوكرانية والسورية (تعديل تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

تستغل روسيا ملف التنسيق الأمني مع إسرائيل في سوريا كورقة ضغط ضد تل أبيب التي تدرس إمكانية مد أوكرانيا بالأسلحة، وذلك بعد أن بدأت تطرأ تغيرات في الموقف الإسرائيلي تجاه الغزو الروسي.

ذكرت صحيفة "برافدا" الروسية، شبه رسمية، أن روسيا قد تسبب مشكلة لإسرائيل في سوريا على خلفية تغير موقف الأخيرة من الحرب الأوكرانية.

وأشارت الصحيفة الروسية، في تقرير نشرته، أول أمس الخميس، وترجمه موقع "تلفزيون سوريا"، إلى أن الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين موسكو وتل أبيب، إثر تصريحات لافروف "المثيرة"، هي نوع من الضغط على إسرائيل التي تفكر بتزويد الأوكرانيين بالأسلحة.

كادت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد الماضي، حول "يهودية هتلر" وأن "أكبر معادٍ للسامية هم اليهود أنفسهم"، إضافة لتهام إسرائيل بدعم "النازيين الجدد" في أوكرانيا، أن تشعل أزمة بين البلدين على هامش الحرب على أوكرانيا.

وبحسب تقرير "برافدا" يأتي الخلاف الدبلوماسي بين البلدين رداً على تغير الموقف الإسرائيلي من الحرب الروسية في أوكرانيا، وبعد محاولات تل أبيب إمداد كييف بالسلاح، الأمر الذي تعتبره موسكو "خطاً أحمر".

سوريا ورقة ضغط 

قالت الصحيفة الروسية إن تجاوزات إسرائيل هذا الخط الأحمر، سينعكس ذلك على التنسيق الروسي الإسرائيلي في سوريا.

وأضافت أن موسكو تريد القول لإسرائيل بصراحة إنها لن تتسامح مع إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.

وأوضح تقرير "برافدا" أن لا مجال للمراوغات السياسية، في إشارة إلى أن تصريحات لافروف المناهضة للسردية الإسرائيلية في "المحرقة اليهودية" (الهولوكوست)، هي رسالة واضحة إلى إسرائيل التي غيّرت موقفها تجاه أوكرانيا.

كما تساءل التقرير، إذ كيف يمكن لروسيا اتهام إسرائيل التي عانت كثيراً بسبب النازية أن تدعم "النازيين الجدد" في أوكرانيا؟

يقول المحلل الروسي، أوليغ بارابانوف، مدير مشروع نادي الحوار الدولي، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دبلوماسي محنك،

وأضاف بارابانوف لصحيفة "برافدا"، أن لافروف يفكر مرتين قبل أن يتفوه بأي شيء، وإن قال ذلك فهذا يعني أن هنالك نية لخلق حالة من التوتر في العلاقات الروسية مع إسرائيل.

وبحسب المحلل الروسي، فإن إسرائيل غيّرت موقفها المعتدل تجاه الأزمة الأوكرانية.

تشهد العلاقات الروسية الإسرائيلية توترات على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، في حين يحافظ البلدان على التنسيق الأمني بينهما في سوريا، الأمر الذي يجعله عرضة لارتدادات يحاول الطرفان تجنبها قدر الإمكان.

وتصف التقارير الإسرائيلية حرص تل أبيب على هذا التنسيق بـ "الرقص على الحبال الرفيعة"، في إشارة إلى مدى أهميته من منظور الأمن القومي.

الإثنين الماضي، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، أن حكومته تواصل التنسيق مع روسيا في اتفاق ضمني يسمح بضربات جوية إسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا، مشيراً إلى أن التنسيق قائم حتى بعد أن أرسلت إسرائيل مساعدات عسكرية محدودة إلى أوكرانيا.

في المقابل، تشير التقديرات الروسية إلى أن إسرائيل بدأت تتحول إلى دولة غير صديقة لروسيا، الأمر الذي ستترتب عليه عواقب كثيرة، لا سيما على التنسيق الأمني في سوريا، وفقاً للصحيفة الروسية.

وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإن وزارة الدفاع الإسرائيلية تدرس، في الآونة الأخيرة، إمكانية أولية لتوسيع المساعدة الأمنية لأوكرانيا بعد قرار إمداد كييف بتجهيزات عسكرية وقائية (الخوذات والسترات الوقائية)، في 20 نيسان/أبريل الماضي.

كما تستعد إسرائيل مثل العديد من الدول الغربية لاستئناف عمل سفارتها في كييف بعد إجلاء موظفيها إلى بولندا منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا.

وجاء في تقرير "برافدا"، على الرغم من متانة العلاقات بين البلدين إلا أن بوسع روسيا الحد من حرية التحرك العسكري الإسرائيلي في سوريا.

وتولي إسرائيل أهمية كبيرة للتنسيق مع الروس في الساحة السورية لمحاربة التموضع الإيراني على حدودها الشمالية ومنع تهريب الأسلحة إلى حزب الله اللبناني.

بوادر أزمة دبلوماسية

يذكر أن العلاقات بين إسرائيل وروسيا قد تدهورت، بعد أن هاجم لافروف، يوم الأحد الماضي، أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، مدعيا أن "الأصل اليهودي لزيلينسكي لا ينفي العناصر النازية في بلاده. وأعتقد أن أدولف هتلر كان أيضا له دم يهودي".

أثارت تصريحات لافروف غضباً إسرائيلياً، ووصفها وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، بأنها "مشينة ولا تغتفر" فضلاً عن أنها "خطأ تاريخي فظيع ونتوقع اعتذاراً من موسكو"، كما استدعت تل أبيب السفير الروسي للحصول على "توضيح"، ألا أنها تجنبت وصف استدعاء السفير بـ"التوبيخ".

وعلى الرغم من طلب تل أبيب الاعتذار عن التصريحات إلا أن الخارجية الروسية عادت وصعدت، الثلاثاء الماضي، عبر نشر بيان مطول و"شديد اللهجة"، اتهمت فيه إسرائيل بدعم "النازيين الجدد في أوكرانيا".

وأشار البيان إلى أن الأصل اليهودي للرئيس الأوكراني ليس ضمانة للحماية من تفشي "النازية الجديدة" في أوكرانيا، وهي شماعة الحرب الروسية لغزو جارتها.

كما ادعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الأربعاء الماضي، أن "المرتزقة الإسرائيليين" يقاتلون جنباً إلى جنب مع جنود كتيبة "آزوف" الأوكرانية، التي تصفها موسكو بأنها "نازية".

في غضون ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الخميس الماضي، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اعتذر عن تصريحات لافروف، إلا أن الكرملين رفض تأكيد هذا الاعتذار.

وكان بينيت وبوتين أجريا، قبل يومين، مكالمة هاتفية هنأ خلالها بوتين إسرائيل بذكرى تأسيسها، وبحث الاثنان الملف الأوكراني واحتمالية عودة الوساطة الإسرائيلية بين موسكو وكييف.

في 24 من شباط/فبراير الماضي، أطلقت موسكو عملية عسكرية واسعة النطاق ضد جارتها أوكرانيا، أثارت ردود فعل دولية رافضة.

وعلى الرغم من إدانة إسرائيل للغزو الروسي، إلا أن موقفها الرسمي كان متردداً، في البداية، لأنها وجدت نفسها في موقف حرج بين تأييد الغزو الروسي المحتمل لحدود أوروبا الشرقية وبين الوقوف مع حلفائها في الغرب ضد بوتين الذي منحها صلاحيات واسعة لمواجهة الوجود الإيراني في سوريا.