
أعادت المعارضة السورية العلم الأخضر ذي النجمات الثلاث ليرفرف من جديد في مختلف أنحاء البلاد، معلنة إسقاط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، وشكلت هذه اللحظة حدثاً تاريخياً أعاد للعلم رمزيته التي ارتبطت بالاستقلال والمقاومة.
رفعت جماهير الثورة الشعبية السورية العلم لتتمايز عن نظام الأسد، وترميزاً للمقاومة، واعتمده المجلس الوطني السوري في تشرين الأول من العام 2011 كشعار للمعارضة السياسية، إلى جانب استخدام فصائل المعارضة المسلحة أيضاً هذا العلم الذي يُعرف بـ "علم الاستقلال السوري".
تاريخ العلم ورمزيته
ظهر العلم لأول مرة في 1 كانون الأول 1932 في دمشق، خلال فترة الاستعمار الفرنسي، واستُخدم رسمياً مع استقلال سوريا عن فرنسا في 17 نيسان 1946. نص دستور عام 1950 على تصميمه بثلاثة ألوان: الأخضر والأبيض والأسود، مع ثلاث نجمات حمراء خماسية في منتصفه، رمزت في البداية إلى حلب ودمشق ودير الزور، ثم شملت جبل الدروز وسنجق اللاذقية بعد ضمّهما إلى سوريا عام 1936.
علم الوحدة بين سوريا ومصر
مع قيام الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958، استُبدل العلم بألوان الوحدة العربية الأحمر والأبيض والأسود، مع نجمتين خضراوين. عاد العلم الأخضر مجدداً بعد انفصال البلدين في 1961، لكنه استُبدل عام 1963 بعلم جديد أقرّه حزب البعث.
يمثل علم الثورة امتداداً لتاريخ النضال السوري، وبالرغم من شهوده مراحل مختلفة بين الاعتماد والإهمال، لكنه ظل حاضراً في وجدان السوريين، لا سيما في العقد الأخير. يمثل العلم اليوم رؤية جديدة لسوريا ما بعد الأسد، ويُعتبر رمزاً لتوحيد السوريين تحت مظلة الاستقلال والحرية.