icon
التغطية الحية

عقب يوم من افتتاحه.. ممر سراقب "الإنساني" خالٍ | فيديو

2021.02.23 | 12:55 دمشق

1614015888619.jpg
معبر سراقب | ترنبة - تلفزيون سوريا
إدلب ـ عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

أظهرت صور ومقاطع مصورة حصل عليها موقع تلفزيون سوريا، خلوَّ معبر سراقب – ترنبة، الذي أعلن عنه نظام الأسد أمس الإثنين، من أي حركة أو وجود للمدنيين، على عكس ما روّجت له قنوات ومعرفات النظام الإعلامية.

وجاء إعلان النظام عن افتتاح ممر "إنساني" بين مدن وبلدات شمال غربي سوريا والمناطق الواقعة تحت سيطرته، بعد أيام من حديث نائب رئيس قاعدة حميميم الروسيّة، فياتشيسلاف سيتنيك، عن التجهيز لافتتاح ثلاثة معابر لخروج المدنيين من إدلب بسبب التردي الاقتصادي والطبي، بحسب زعمه.

وفي الحديث عن استعداد النظام لافتتاح معابر لخروج المدنيين من مناطق المعارضة، لا يمكن فصل هذه الادعاءات عن التدهور المعيشي والاقتصادي السائد في مناطق سيطرته، إذ أثار الإعلان "سخرية واستغراب" معارضين من دعوات عودة المدنيين إلى حكمه من جديد.

المعبر فارغ

أكد الناشط الإعلامي "يوسف حمادة"، الذي زار الممر المُعلن عنه على الطريق الدولي دمشق – حلب، عدم وجود أي حركة أو عبور أو حتى وجود للمدنيين في المحيط.

وأشار في حديث لموقع تلفزيون سوريا، إلى أن المنطقة خلت حتى من الفصائل العسكرية، التي ادعى النظام أنها تمنع المدنيين من العبور.

ورصد موقع تلفزيون سوريا عبر الصور والفيديو، خلوَّ المنطقة من المدنيين، أو أية محاولة للوصول إلى آخر نقاط الفصائل المعارضة للعبور إلى مناطق سيطرة النظام.

المهجّرون يفضلون الخيام على العودة

عبد الكريم العمر، ناشط سياسي مقيم في إدلب، يقول إنّ "موضوع فتح المعابر من قبل النظام السوري هو قديم حديث، لطالما تحدث به النظام وفي كل مرة كان يتعرض للفشل، لأن من يعيش في مناطق المعارضة يرفض بشكل قاطع الذهاب إلى مناطق النظام، مهما كانت الضمانات"، معتبراً أن "الأهالي في المدن والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام تعلم وترى وتعرف سوء الوضع الاقتصادي والمعيشي في مناطقه".

ويضيف: "كل من ثار على النظام يرفض أن يعيش تحت حكم الأسد وعصابته ومن هاجر أو نزح طوعاً أو كرهاً، نتيجة القصف والاجتياح، يفضّل العيش في الخيام عن حكم الأسد، وقرار الغالبية أن لا عودة إلا برحيل نظام الأسد عن الحكم"، مضيفاً أن "السياسة التي يتبعها النظام، حول فتح المعابر والترويج لذلك عبر قنواته، هي سياسة فاشلة".

ورأى "العمر" أن ما سمّاها "أسطوانة المعابر الإنسانية"، هي رسالة للمجتمع الدولي وحاضنته لا أكثر، يريد من خلالها الظهور بمظهر "المنتصر"، في معركة خاضها ضد ما يسميه "الإرهاب"، أجبر خلالها ملايين السوريين على النزوح واللجوء، هرباً من "حكمه وبطشه".

"من جانبه، قال أحد المهجرين من جنوبي إدلب، يدعى إبراهيم درويش، إن "خيار العودة مستبعد جملةً وتفصيلاً إلى مناطق يحكمها نظام مجرم مستبد"، متسائلاً: "كيف ستكون العودة بعد أن هدم النظام قرانا وبلداتنا وسُويت منازلنا على الأرض؟"، مؤكداً أنه يفضّل العيش في المخيم "على العودة المذلّة"، بحسب تعبيره.

خلط أوراق

الأكاديمي والمحاضر في جامعات الشمال السوري بقسم العلوم السياسية، محمد بقاعي، ذكر أن إعلان النظام افتتاح معبر لخروج المدنيين من إدلب، يمكن قراءته في سياق تحركات النظام الأخيرة، لزعزعة الوضع القائم، وأبرز ما عمل عليه النظام، "تعطيل اللجنة الدستورية وتهجّمه المباشر على تركيا خلال جولة أستانا الأخيرة، بالإضافة إلى نقل قوات ومجموعات عسكرية تابعة له إلى شرقي حلب، وتحديداً جبهة مدينة الباب، جميعها مؤشرات يسعى النظام من خلالها إلى خلطِ الأوراق".

ويتابع في حديث لموقع تلفزيون سوريا: "النظام كان يتأمّل أن تؤدي عرقلة مسار اللجنة الدستورية إلى انهيار التوافق التركي - الروسي حول إدلب، وهذا لم يتمّ خلال اجتماع أستانا الأخير، حيث تم التأكيد فيه على سريان وقف إطلاق النار، وعليه، فمصلحة النظام، وخاصة تحت ضغط الضائقة الاقتصادية، العمل على فض الاتفاق الروسي - التركي وخلق الفوضى".

ويضيف: "من خلال ما تقدم من الممكن فهم لماذا يسعى النظام لإعلان افتتاح معبر لخروج المدنيين، وهو أولاً لزعزعة الوضع العام، كما يأتي ذلك أيضا ضمن سلاح الحرب النفسيّة على المناطق المحررة".

ولا يتوقف دور النظام بحسب "البقاعي" عند ذلك، إنما يرجح تورط النظام في التفجيرات الأخيرة التي تضرب الشمال السوري بهدف نشر مزيد من الفوضى.

من جانبه، ربط المحلل الاقتصادي "يونس كريم" خطوات النظام ببعد اقتصادي، معتبراً أنّ إعلان نظام الأسد افتتاح معبر، "قد يكون من ضمن التفاهمات التركيّة ـ الروسيّة حول مستقبل المنطقة".

ويضيف أنّ الاستعداد للافتتاح، يأتي تمهيداً لرسم آلية التعامل بين مناطق المعارضة والنظام، ومنها التبادل التجاري، وبالتالي افتتاح طريقي m4 وm5 رسمياً، وفقاً للاتفاقات بين الجانبين التركي والروسي.

وكانت "تحرير الشام" قد نفت عبر تصاريح صحفيّة، أمس افتتاح معبر مع قوات النظام جملةً وتفصيلاً، وكذلك فريق "منسقو الاستجابة"، الذي أصدر بياناً أكد فيه عدم خروج أي مدني من مناطق شمال غربي سوريا، إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد.

واعتبر البيان أن "المساعي الروسية في هذا الصدد ستُقابل بالفشل، كما حصل في المرات السابقة".