وصف عضو الكنيست الإسرائيلي، عوفر كسيف، جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنهم "مجرمو حرب" ووصف إسرائيل بأنها "نظام فصل عنصري"، خلال جلسة للجنة المالية البرلمانية، ما أدى إلى إبعاده من الجلسة، بسبب تصريحاته "الصادمة".
وذكرت صحيفة "معاريف" أن تصريحات كسيف جاءت خلال جلسة "عاصفة" بالنقاش، أمس الإثنين، بعدما طلب أحد أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) توجيه التحية للرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، الذي زار مدينة الخليل المحتلة وأوقد شمعة "الحانوكا" (الشمعدان) في الحرم الإبراهيمي.
وقال عضو الكنيست كسيف: إن قرار الرئيس الوصول إلى الخليل أمر مخزٍ، ويثير إحساساً بالتقزز، وليس أقل من ذلك.
وتابع كسيف "الخليل مدينة محتلة يديرها نظام فصل عنصري مقزز يرتكب جرائم حرب بشكل يومي.
واستطرد عضو الكنيست، بأن إسرائيل نظام فصل عنصري مقزز يديره جيش وحشي ومستوطنون إرهابيون.
وشدد كسيف على أن هناك احتلالا عنيفا يديره جيش عنيف وغزاة يسمون بالمستوطنين.
وهاجم عضو الكنيست الرئيس الإسرائيلي، قائلاً إن "وصول الرئيس إلى هناك وإضفاء الشرعية هو عار وأمر مخجل، خاصة أنه أشعل الشمعة أمام عصابة حقيرة تبرر القاتل الكبير "غولدشتاين" (منفذ مجزرة الحرم).
وقال كسيف: أشعر باستياء وندم شديدين لتصويتنا له، إنه ليس رئيسي.
وخلال النقاش وصف عضو الكنيست جنود الجيش الإسرائيلي بأنهم "مجرمو حرب".
وأثارت تصريحات كسيف ردود فعل غاضبة داخل الكنيست، مما اضطر رئيس اللجنة، أليكس كوشنر، إلى إبعاده من الجلسة، وقال كوشنر، "لن أسمح لأحد بنعت الجنود هنا بأنهم مجرمو حرب.. ومن يفعل ذلك في اللجنة، فلن يبقى هنا".
من هو عوفر كسيف؟
عوفر كسيف (57 سنة)، عضو في الكنيست الإسرائيلي، يساري وناشط حقوقي، يحمل دكتوراه في الفلسفة السياسية.
من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وهي جزء من "القائمة المشتركة" التي تضم أحزاباً عربية من داخل الخط الأخضر.
كسيف إسرائيلي، يهودي، متزوج ولديه ولد.
مناصر لحقوق الفلسطينيين ويرفض السياسات الصهيونية بحقهم، سجنته إسرائيل 4 مرات في ثمانينيات القرن الماضي، لأنه رفض الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وهذه ليست المرة التي يلقي فيها خطابات "صادمة" بالنسبة للإسرائيليين، عند حديثه عن الحقوق الفلسطينية.
وقال كسيف في أحد خطاباته العام الماضي على منصة الكنيست، "هنا يوجد الشعب العربي الفلسطيني وهو الشعب الأصلي، ومن ينكر ذلك إما جاهلٌ أو كاذب، أو مزيج من الاثنين وأنتم تقررون".
ولم تكن المرة الأولى التي يصف بها إسرائيل بأنها نظام "أبارتهايد".
وفي نيسان/أبريل الماضي، وصف تقريراً لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" إسرائيل بأنها نظام "فصل عنصري واضطهاد"، لانتهاكها حقوق الشعب الفلسطيني.
وبعد إخراجه من اللجنة، غرد عضو الكنيست كسيف، في حسابه على موقع تويتر، كتب فيها "تم إخراجي الآن من لجنة المالية لأنني نعت الجنود الإسرائيليين في الخليل بمجرمي حرب. لن أسكت عن قول الحقيقة".
وتابع كسيف، في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ،وخاصة في الخليل، يدار نظام الفصل العنصري والتطهير العرقي بشكل يومي. ومن يرتكب ذلك فهو مجرم حرب وفقا لكل تعريف ومعيار، نقطة.
הוצאתי עכשיו מוועדת הכספים משום שכיניתי את חיילי ישראל בחברון "פושעי מלחמה". לא ישתיקו אותי מלומר את האמת: בשטחים הפלסטינים שכבשה ישראל ב- 1967, ובמיוחד בחברון, מתנהלים משטר אפרטהייד וטיהור אתני על בסיס יומיומי. מי שמבצע את אלה, הוא פושע מלחמה לפי כל הגדרה וקריטריון. נקודה.
— Ofer Cassif עופר כסיף (@ofercass) November 29, 2021
في المقابل، دافع عضو الكنيست أحمد الطيبي، من "القائمة المشتركة" العربية، عن زميله كسيف، وقال خلال الجلسة منتقداً بدوره زيارة هرتسوغ للحرم الإبراهيمي، أنه بالقرب من المكان الذي أشعل فيه الرئيس الشموع، وقعت مذبحة ضد السكان العرب. "على بعد سبعة أمتار من المكان الذي وقف فيه الرئيس، تم ارتكاب مجزرة على يد مجرم مشين اسمه غولدشتاين، ولم يذكر الرئيس ذلك في خطابه.
يشار إلى أن باروخ غولدشتاين ارتكب مجزرة في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل التي راح ضحيتها 29 مصلياً وعشرات الجرحى من الفلسطينيين، وذلك عبر إطلاق الرصاص على المصلين في صلاة الفجر من يوم الجمعة 25 شباط/فبراير 1994.
وكان الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، الملقب داخل إسرائيل بـ "بوزي"، أوقد الشمعدان اليهودي، في الحرم الإبراهيمي، يوم الأحد الماضي، بمناسبة عيد "الحانوكا"، وهو عيد ديني وفقاً للشريعة اليهودية.
و"الحانوكا"، أو ما يعرف بعيد التدشين أو عيد الأنوار، يستمر لمدة ثمانية أيام يتم خلاله إشعال الشموع في الشمعدان الثماني "الحانوكاه".