icon
التغطية الحية

عشية زيارة تيلرسون لأنقرة.. تصاعد التوتر التركي الأميركي

2018.02.14 | 10:02 دمشق

أردوغان: تقديم دعم مالي من واشنطن إلى "الوحدات" الكردية سيؤثر على قرارات أنقرة
تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومه على الولايات المتحدة بسبب علاقتها مع وحدات الحماية الكردية التي تتزعم "قوات سوريا الديمقراطية" في سوريا، واعتبر أن تقديم دعم مالي من واشنطن إلى "وحدات الحماية" سيؤثر على قرارات أنقرة، في حين عبرت واشنطن عن قلقها إزاء عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا بالتعاون مع فصائل من المعارضة السورية في عفرين.

أردوغان :الناتو ليس أميركا

وفي كلمة له أمام أعضاء حزب "العدالة والتنمية" في البرلمان، قال أردوغان إن واشنطن عضو في حلف شمال الأطلسي، وعليها الالتزام بالقانون الداخلي للحلف.
وأضاف "هناك من ينزعج من شن تركيا لعملية غصن الزيتون، وهذا يجعلنا نتساءل عن قوانين حلف الناتو، لذا على حلف الناتو الدفاع عن تركيا والوقوف معها أثناء دفاعها عن أمنها القومي لأنها دولة عضو بالحلف". وتابع "الناتو ليس أميركا، فإن كل الدول متساوية في القرارات داخل هذا الحلف، وعلينا جميعا أن نحترم".

 

أردوغان: على حلف الناتو الدفاع عن تركيا والوقوف معها أثناء دفاعها عن أمنها القومي لأنها دولة عضو بالحلف


وأردف أردوغان "إن ​عملية درع الفرات​ كان لتركيا الحق بالقيام بها وكذلك غصن الزيتون، وذلك للمحافظة على سلامة أرضنا وأمن شعبنا ولو كنّا تأخرنا بعملية غصن الزيتون إلى الصيف، لكان الإرهابيون سيواصلون حفر الأنفاق واستكمال إنشاء القلاع والحصون".
وأوضح أن " القوات المسلحة التركية كشفت كثيراً من الممرات التي قامت الوحدات الإرهابية الكردية بحفرها تحت الأرض لإنشاء ممرات إرهابية تحت حدودنا".

واشنطن أخلفت بوعودها

من جهته، قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو الثلاثاء، إنّ ثناء المسؤولين الأميركيين على جهود تركيا في مكافحة التنظيمات الإرهابية، لم تعد تكفي لطمأنة بلاده، مضيفاً أنّ أنقرة تنتظر من الإدارة الأميركية الإقدام على خطوات تتناسب مع روح التحالف الاستراتيجي القائم بين الجانبين.

جاويش أوغلو وفي مقابلة مع قناة "تي آر تي" التركية، أكد أنّ الولايات المتحدة لم تلتزم بوعودها حيال وقف التعامل مع "الوحدات" الكردية في الشمال السوري، وأنّ الشعب التركي لم يعد ينظر لواشنطن كدولة صديقة. وتابع قائلاً: "لسنا حمقى، وندرك كل ما يجري في المنطقة، ونرى تطورات الأحداث في الساحة وكيفية تعاملهم مع تلك التطورات".

ورداً على سؤال حول تعاون القوات الأميركية مع "وحدات الحماية" في منبج، قال "انظروا إلى حال الدولة التي تقول بأنها تقود مكافحة الإرهاب، هل تريدون أن تؤسسوا دولة مستقلة، هل تستهدفون تركيا، أم ترغبون في تقسيم سوريا؟، عليكم أن تكونوا واضحين في هذا الخصوص".

تيلرسون في أنقرة

وعن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون إلى أنقرة، قال جاويش أوغلو "لم يبق أمامنا سوى خيارين اثنين، إمّا أن نصلح العلاقات أو أن نفسدها تماماً، لكننا سنسعى من أجل الإصلاح".
هذا واستبق تيلرسون زيارته إلى أنقرة من ضمن جولة يقوم بها في الشرق الأوسط، بالتأكيد على أن تنظيم "داعش" مايزال يشكل تهديداً على المنطقة.
وأضاف في كلمة خلال اجتماع لـ"التحالف الدولي ضد داعش" يعقد في الكويت، أن "انتهاء العمليات القتالية الرئيسية ضد التنظيم، لا يعني أن التحالف الدولي ألحق به هزيمة دائمة".

 

تيلرسون: ندرك "المخاوف الأمنية المشروعة" لدى تركيا وسوف نقف إلى جانب حليفتنا في حلف شمال الأطلسي في حربها ضد الإرهاب



غصن الزيتون

من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الاميركية، إن واشنطن تشعر بالقلق إزاء الأحداث الدائرة في شمال غربي سوريا، في إشارة إلى عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا بالتعاون مع فصائل من المعارضة السورية في 20 يناير/كانون الثاني، لطرد مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية من مدينة عفرين.
ولفت تيلرسون إلى أنه يدرك تماماً "المخاوف الأمنية المشروعة" لدى تركيا، وأضاف "ندرك المخاوف الأمنية لتركيا وهي عضو في حلف شمال الأطلسي… سوف نقف إلى جانب حليفتنا في حلف شمال الأطلسي في حربها ضد الإرهاب".
 

واشنطن تواصل دعمها للوحدات الكردية

يشار إلى البنتاغون قد أعلن ليل الإثنين، تخصيص 300 مليون دولار من ميزانيته لعام 2019، لتدريب وتجهيز "قوات سوريا الديموقراطية" التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية جزءاً كبيرا منها. كما خصص 250 مليون دولار للقوة الأمنية الحدودية التي أسستها "قسد".
وطالب البنتاغون في وثيقة مشروع ميزانية الوزارة لعام 2019 التي نشرتها وكالة "الأناضول"، بتخصيص مبلغ 1.4 مليار دولار لبرامج التدريب والتسليح المُدرجة في إطار مكافحة تنظيم "الدولة" في سوريا والعراق.
وفي ميزانية العام 2018، رصدت وزارة الدفاع الأميركية، مبلغ 500 مليون دولار لتدريب وتجهيز "قوات سوريا الديموقراطية". كما خصصت مبلغ 850 مليون دولار لعمليات تدريب وتسليح قوات "البشمركة" في إقليم شمال العراق.