عام آخر من الصمود

2022.01.01 | 18:20 دمشق

foreign201712261611000048051466776-3.jpg
+A
حجم الخط
-A

يجيء اليوم عام جديد، ليكون شاهدا على صمود شعبنا وإصراره على الاستمرار في ثورته ومعركته ضد كل الدول والميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي حاكت لثورته المؤامرات.

أقول، إنّ شعبنا العظيم حقق انتصارات تاريخية في ظل دعم عدة دول لنظام الإبادة، تلك الدول التي أرادت أن تقول لشعوبها إنّ من يريد القيام بثورة فسيلقى مصير السوريين، فجاء الرد من الشعب السوري مزلزلاً، إنَّ الحقّ أبقى وأقوى من أن يُهزم، وما تعيشه اليوم الشعوب التي ترزح تحت ظل الأنظمة الاستبدادية من انفراجة على صعيد الحريات، فسببه إدراك هؤلاء الحكّام أنّ صمود الشعب السوري وإصراره على نيل كامل حريته دون قيد أو شرط قد يكون ملهما لشعوبهم.

يجيء اليوم عام جديد، ليكون شاهداً على أنّ سعي نظام الأسد وحليفتيه المحتلتين روسيا وإيران لمحاصرة الشعب السوري وتجويعه لن يزيد شعبنا إلّا إصرارا على مواصلة الكفاح، إذ إنّ الثورة السورية ثورة أفكار ترسخت يوما بعد يوم في هذا الشعب، نقلها الآباء للأبناء وسينقلها الأبناء للأحفاد.

يجيء اليوم عام جديد، وما زال أشقاؤنا وأصدقاؤنا يقفون بكل قوة مع ثورتنا وحقنا المشروع في الحرية والعيش الكريم، فكم اختلط دم شهدائنا في الجيش الوطني مع أشقائهم في الجيش التركي على أرض سوريا لدحر الإرهاب وتحرير الأرض.

وكم وقفت معنا الكثير من الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة وما زالت ترفض التطبيع مع المجرم القابع في دمشق على جماجم الأطفال والنساء.

يوما بعد يوم، نثبت للعالم أنّ شعبنا الثائر قادر على أن يكون بديلا عن نظام الإبادة في دمشق، وأنّ سوريا ليست عقيمة من أن تلد قياديين مدنيين وعسكريين وسياسيين ينهضون بدولتهم وشعبهم

يجيء اليوم عام جديد، وما زال شعبنا في المناطق المحرّرة يناضل ليس فقط لنيل حريته، بل من أجل حرية إخوانهم الذين يعيشون أسرى في المناطق التي يحتلها نظام الأسد، والمناطق التي يحتلها تنظيم PKK الإرهابي وذراعه السوري PYD.

يوما بعد يوم، نثبت للعالم أنّ شعبنا الثائر قادر على أن يكون بديلا عن نظام الإبادة في دمشق، وأنّ سوريا ليست عقيمة من أن تلد قياديين مدنيين وعسكريين وسياسيين ينهضون بدولتهم وشعبهم، وخير دليل ما نراه في الشمال السوري من نموذج مشرق للإدارة المدنية يفوق نموذجي الإدارة في مناطق الأسد وتنظيم PKK الإرهابي.

لا أقول إنّنا حققنا المأمول وبنينا المدينة الفاضلة، إذ كان أمامنا في الحكومة السورية المؤقتة تحديات كبيرة في العام المنصرم، وكانت خياراتنا إمّا أن نجلس دون عمل حتّى لا نخطئ، أو أن نعمل بكل طاقتنا لخدمة شعبنا، نخطئ في جانب، وننجح في جوانب عديدة، وهذا ما تم بالفعل، فالخدمات التي تقدّم في المناطق المحررة التي تديرها الحكومة السورية المؤقتة من كهرباء وماء ومحروقات واتصالات ومؤسسات للحبوب وإكثار البذار وأفران، كانت نتاج تضافر جهود الحكومة المؤقتة والمجالس المحلية التابعة لها ومنظمات عديدة، وبوصلتنا الأولى هي خدمة شعبنا في المناطق المحررة.

إنّنا في الحكومة السورية المؤقتة ندرك أنّ ما تم إنجازه في عام 2021 غير كاف، ويجب أن نقدّم المزيد والمزيد لشعبنا في المناطق المحررة، لذلك كان لابد من وضع خطّة من شأنها تحقيق حد مقبول من التنمية، وأن يكون عام 2022 عام التطور والبناء، وبناء الإنسان قبل كل شيء، فكانت أولى قراراتنا أن تعمل الحكومة السورية المؤقتة بكامل وزاراتها وكوادرها من مقرها في الداخل السوري، وبهذا أنجزنا الخطوة الأهم في أن نكون بين أهلنا وشعبنا، نعمل معاً ونبني معاً.

سيشهد عام 2022 تطورات ملموسة في عمل الحكومة السورية المؤقتة، ابتداء من مراقبة أسعار المواد الغذائية والتموينية لضمان عدم الارتفاع الفاحش، وصولا لتنظيم أكبر للمجالس المحلية والقضاء والجيش الوطني.

كلي أمل وتفاؤل بأن يكون العام الجديد عام الحل السياسي الشامل وفق القرارات الدولية والقرار 2245، والذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية

يجيء اليوم عام جديد، وكلنا أمل أن يكون عام الانتصار والتحرير، وأن تكون سوريا خالية من الغزاة والطغاة والبغاة، وأن تدرك الدول المطبّعة مع نظام الأسد أنّ سوريا عظيمة بأبنائها لا بمستبديها، وأنّ المكسب الحقيقي هو الشعب لا السلطة.

كلي أمل وتفاؤل بأن يكون العام الجديد عام الحل السياسي الشامل وفق القرارات الدولية والقرار 2245، والذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية، مطالباً بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري.

في مطلع العام الجديد أتقدّم بالتهنئة لأمّهات الشهداء وذويهم أولا، ولشعبنا السوري الصامد، ولجيشنا الوطني، وللمجالس المحلية، وللمنظمات العاملة في الشمال السوري، وللدول التي مازالت ثابتة على مواقفها في دعم الثورة السورية العظيمة.

وكذلك أهنئ الصحفيين والإعلاميين مؤسسات وأفراداً، فهم الدرع الذي يحمي الثورة ويحافظ على صورتها من التشويه.

كل عام وأنتم بخير