icon
التغطية الحية

طفل سوري يلتقي بأعمامه في بريطانيا بعد فقدانه والديه | فيديو

2020.12.25 | 06:52 دمشق

photo_2020-12-25_01-02-58.jpg
فواز مع عمه وزوجته وأولادهم
آي تي في- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

وجد أخيراً فواز المحمود -وهو لاجئ عمره 11 عاماً هرب من بلده سوريا قبل أكثر من عام- وجد بيتاً جديداً بانتظاره في المملكة المتحدة.

فيفاعة سنه تعني أنه لم يعرف عن بلاده سوى الحرب الدائرة فيها، ولهذا حاولت أسرته الهروب من بيتهم في الرقة بعدما تعرضت تلك المدينة للقصف خلال الصيف الماضي.

وعلى الحدود، تعرضت الأسرة لإطلاق نار فطلب والدا فواز منه أن يهرب، وكانت تلك آخر مرة يراهما فيها أو يسمع عنهما، إذ يعتقد أنهما توفيا بما انقطعت أخبارهما لأكثر من عام عن أشقاء الوالدين المقيمين في المملكة المتحدة.

 

وهكذا عبر فواز إلى تركيا ومنها إلى اليونان التي أقام فيها بمفرده منذ ذلك الحين.

ثم سعت عائلة عمه إلى جانب منظمة خيرية اسمها قافلة النوايا الحسنة خلال سنة من المعاناة لإحضاره إلى بريطانيا من اليونان.

وهكذا التمَّ شمله مع أفراد عائلته الموجودين في المملكة المتحدة عشية يوم الإثنين الماضي، حيث استقبله أعمامه وعماته وأولادهم بالدموع وصيحات الفرح معربين عن امتنانهم لوصوله سالماً وبخير إليهم.

ويتحدث الفتى عن تجربته في اليونان، حيث أقام بمفرده في زنزانة بمركز احتجاز يديره جهاز الشرطة بمجرد وصوله إلى تلك البلاد، ثم أمضى تسعة أشهر في مخيم للاجئين.

وذكر فواز أن أحدهم هاجمه عندما كان في المخيم كما شرح كيف أمضى أياماً دون طعام.

منزل فواز في سوريا

 

ويصف عمه مناف المحمود بأنه لم يتخيل كيف يمكن لصبي صغير أن يقوم بهذه الرحلة بمفرده، وحدثنا كيف كان يتحدث إلى فواز خلال تلك الأوقات العصيبة ليحاول أن يبث فيه الأمل عبر تطمينه إلى أنه سينضم إليهم قريباً، على الرغم من أنهم لم يكونوا يدرون متى سيحدث ذلك.

فلقد استاء أقارب فواز بسبب المدة الزمنية الطويلة التي استغرقتها عملية نقل قاصر لا يرافقه أحد إلى المملكة المتحدة، وعبروا عن خوفهم لوجود عدد كبير من الأطفال الذين مايزالون يعانون بسبب ظروف مشابهة.

أما عمة فواز، ظريفة المحمود، فقد قالت: "أشعر بالحزن حقاً على هؤلاء الأطفال، وأتمنى لو كنت أماً لهم جميعاً، لأني أدرك مدى صعوبة حرمان طفل من أمه، وأتمنى أن يتمكن كل هؤلاء الأطفال من الحصول على مأوى، وأن يهتم لأمرهم أحد المسؤولين في السلطة ليأخذ وضعهم بعين الجد، فهؤلاء أطفال لم يقترفوا أي ذنب.. ونتمنى أن تساعد تجربة فواز غيره من الأطفال".

وذكرت منظمة قافلة النوايا الحسنة بأن هنالك مئات من الأطفال مثل فواز يعيشون بمفردهم في اليونان، إما في مراكز الاحتجاز، بعهدة المنظمات الخيرية أو يعيشون في كنف أسر حاضنة وينتظرون شهوراً طويلة وأحياناً لسنوات حتى يحصلوا على المساعدة القانونية.

فواز وتظهر عليه خدوش ورضوض
وهو ينتظر في مخيم باليونان

 

وتحدثت حنان آشيغ مؤسسة منظمة قافلة النوايا الطيبة فقالت: "إن الحكومة اليونانية مرتبكة جداً، إذ بصرف النظر عن سوء حظ هؤلاء الأطفال، إلا أنهم يدفعون ثمن تغيير قانون طلب اللجوء وينتظرون لفترات طويلة، ناهيك عن تفشي الجائحة، إذ قد ينتظر هؤلاء ما بين سنة إلى سنة ونصف حتى يتم لم شملهم مع عائلاتهم. ولهذا فهم تحت الخطر طوال فترة بقائهم بمفردهم. ولهذا نطلب من الحكومة البريطانية أن تقوم بالمزيد، وكذلك نطلب من وزارة الداخلية أن تدفع سلطات اليونان لتقوم بتحديد تواريخ ومواعيد نهائية محددة حتى نعرف متى يمكن نقل هؤلاء الأطفال الذين لا يرافقهم أحد".

وفي مطلع هذا الشهر، التمست مجموعة ضمت 75 نائباً في البرلمان من مختلف الأحزاب من الحكومة البريطانية عبر رسالة وجهت إلى وزارة الداخلية حتى تقوم بمواجهة: "هذه الحالة العاجلة التي يواجهها لاجئون أطفال في اليونان"، وذكروا في تلك الرسالة: "يوجد حالياً 4253 طفلاً بلا مرافقة في اليونان، يعيش بينهم 1873 طفلاً فقط في مكان آمن تتوفر فيه كل وسائل العيش على المدى البعيد".

وأكد هؤلاء على أن: "أكثر من 1000 طفل دون مرافقة يعيشون في ظل ظروف سكن غير آمنة، ما يعني أنهم باتوا مشردين يتعرضون لخطر حقيقي ويومي يتمثل باستغلالهم من قبل تجار البشر والمهربين".

ورداً على ذلك أدلى الناطق باسم وزارة الداخلية البريطانية بالتصريحات التالية: "إن المملكة المتحدة توفر الملاذ الآمن على الدوام لمن هربوا من القمع والاضطهاد أو الاستبداد والطغيان وتقدم الكثير لدعم الأطفال الذين أتوا بلا مرافقة مقارنة بأي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي. وخلال السنة الماضية وصل عدد طلبات اللجوء للأطفال دون مرافقة إلى نحو 20% من كل الطلبات التي تم تقديمها في الاتحاد الأوروبي. كما أننا قمنا بإصلاح نظام تقديم طلبات اللجوء بعد تعطله وذلك لنجعله ثابتاً ونزيهاً. ويشمل ذلك إعادة النظر بالطرق الآمنة والقانونية للوصول إلى المملكة المتحدة بالنسبة للفئات الأكثر حاجة، ومن بينهم الأطفال الذين أتوا دون مرافقة".

المصدر: آي تي في