icon
التغطية الحية

طفلة سورية تحمل اسم المستشارة الألمانية السابقة "أنجيلا"

2022.10.04 | 16:42 دمشق

الطفلة السورية التي تحمل اسم المستشارة الألمانية "أنجيلا"
الطفلة السورية التي تحمل اسم المستشارة الألمانية "أنجيلا"
ستار - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

بحماس تحاول هذه الطفلة السورية، التي يبلغ عمرها ست سنوات، إظهار مهاراتها في الكتابة، وتمسك القلم بيدها ولتخط ببراعة حروف اسمها: "أنجيلا".

ولكن اسمها في ألمانيا أصبح مرادفاً لـ 16 سنة من إدارة الأزمات بخطى وئيدة على يد أول مستشارة للبلاد.

خلال السنوات الأخيرة، بات من النادر أن يطلق الآباء والأمهات اسم "أنجيلا" على مواليدهم، وفي عام 2015 كانت أشهر أسماء المواليد الإناث مثل صوفي وماري، أما الذكور أسماء مثل ماكسميليان أو آلكساندر.

إلا أن والدَي أنجيلا قدما من سوريا إلى ألمانيا وقررا أن يسميا ابنتهما باسم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي بقيت لفترة طويلة في منصبها ما بين عامي 2005-2021.

تخللت فترة حكم ميركل أزمة الهجرة إلى أوروبا، حيث تقدم 1.3 مليون لاجئ ومهاجر بطلبات لجوء في أكبر موجة لجوء شهدها العالم بعد الحرب العالمية الثانية.

شكّل السوريون غالبية هؤلاء اللاجئين، الذين فروا من بلادهم بسبب الحرب التي أجبرت ملايين الأسر على ترك بيوتها، إلى جانب أعداد كبيرة أيضاً من الأفغان والنيجيريين والباكستانيين والعراقيين، فضلاً عن ارتفاع عدد المهاجرين من دول البلقان لأسباب اقتصادية.

 

فر والدا أنجيلا السورية، ميديا وعزت من سوريا التي مزقتها الحرب، وطلبا اللجوء في كولونيا، وعندما أبصرت أعينها النور في كانون الأول/ديسمبر 2015، سمّياها باسم المستشارة تعبيراً عن امتنانهم لها.

يقول عزت الذي يعمل اليوم في مستودع تابع لمتجر كبير، عن الزعيمة الألمانية السابقة، فيقول: "لقد ساعدت الكثير من الناس، كما ساعدتنا".

لايزال هذا الرجل سعيداً بتسمية ابنته باسم أنجيلا، حتى مع بدء تلاشي الإرث الذي خلفته تلك المستشارة بعد تقاعدها في عام 2021، في أعقاب تصاعد موجة الانتقادات التي تزعمتها حكومة بلادها تجاه السياسة الروسية منذ بدء الحرب على أوكرانيا.

بالعودة إلى عام 2015، فقد أثار قرار ميركل القاضي بإبقاء الحدود مفتوحة أمام الآلاف من اللاجئين العالقين في هنغاريا حالة جدل كبيرة، تسببت بانقسامات بين صفوف ذلك الشعب.

إذ رأى بعض اليمينيين بأنها تحولت إلى شخصية كريهة، فيما احتفى آخرون بانفتاحها على من هربوا من النزاع، ورحبوا مثلها بالقادمين الجدد.

بيد أن قرارها القاضي بقبول أكثر من مليون لاجئ، ذلك العدد الذي فاق بكثير الأعداد التي استقبلتها دول أوروبية أخرى في ذلك الحين، قد غير ألمانيا بطرق بدأت تتضح اليوم.

Merkel (right), then chancellor of Germany, taking a selfie with refugee Schakir Kedida in Berlin in September 2015. Photo: picture alliance/Bernd von Jutrczenka/dpa

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تأخذ صورة سيلفي برفقة أحد اللاجئين السوريين في ألمانيا

ومنذ ذلك الحين تنخفض عدد طالبي اللجوء في ألمانيا بشكل كبير، كما تحول الانتباه عن ألمانيا أثناء تفشي فيروس كورونا.

إلا أن أنجيلا الصغيرة التي تعشق الرقص تعتبر شاهداً حياً على أن قرارات ميركل كان لها تأثير مباشر على حياة الكثير من الناس.

ومن جانبها تبدو أنجيلا مقدرة لتلك اللفتة، فقد حصلت أنجيلا الصغيرة على هدية مميزة في أول يوم لها في المدرسة، وكانت صورة للمستشارة السابقة كتب عليها: "إلى أنجيلا"، أرسلها مكتب ميركل إليها، إلى جانب شكر خاص للزوجين الألمانيين اللذين ساعدا والديها كثيراً في كولونيا خلال مرحلة استقرارهما وبدء حياتهما من جديد منذ أن وصلا لتلك البلاد.

تضع أنجيلا بكل فخر واعتزاز صورة المستشارة بالقرب من كنوزها الأخرى التي تضم حقيبة مدرسية جديدة مزينة بصور شخصيات فيلم فروزن الذي أنتجته شركة ديزني، تلك الشخصيات التي تعبر عن السحر والصداقة وقوة الحب، وذلك لأنها من أشد المعجبين ببطلتي هذا الفيلم: آنا وإلسا، لكنها أصبحت اليوم من أشد المعجبين بميركل أيضاً.

بالنسبة لأنجيلا، يعني الذهاب إلى المدرسة حمل الكثير من الكتب والحلويات ووجود صف فيه أصدقاء جدد.

وفي تلك الأثناء ستبقى ميركل بالنسبة للأب عزت بطلة في كل الأوقات مهما حدث، سواء تقاعدت أم لا، ولهذا يقول وهو يشير إلى قلبه: "ستبقى هنا دوماً".

المصدر: ستار