icon
التغطية الحية

طباخ سوري يروي فصلاً من فظائع روسيا في كتاب عن غزو أوكرانيا

2022.11.17 | 16:13 دمشق

قصف للنظام وروسيا على دوما بريف دمشق
قصف للنظام وروسيا على دوما بريف دمشق ـ رويترز
Scottish Daily Express - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

روى طباخ سوري مستقر في بريطانيا قصصاً عن وحشية القوات الروسية التي حولت الأرض إلى جحيم في سوريا، وذلك عندما اقتحمت مدينته حرستا ودمرتها عن بكرة أبيها. وجاءت تلك التصريحات في الوقت الذي مايزال فيه العالم يركز وبشكل كبير على الوحشية الروسية في غزوها لأوكرانيا اليوم، بعدما تحولت الأحداث التي وقعت في سوريا إلى ذكريات من الماضي.

كل أنواع الأسلحة لقصف حرستا

وردت تلك الشهادة في كتاب روبين ياسين-كساب الذي نشر عدة كتب حول الحرب، بعد زيارته لمطعم سوري في بريطانيا، إذ يذكر هذا المؤلف كيف كان يتحدث عن الحرب في أوكرانيا، وكيف تأخر الغرب حتى استفاق على المشكلة، وعندها أتى إليه الطباخ وبدأ يتكلم باللغة العربية ويخبره حول وحشية الروس التي شهدها في مدينته حرستا، حيث قال للكاتب: "لقد استخدموا كل أنواع الأسلحة التي يمكن أن تخطر ببالك، إذ استخدموا المتفجرات التي تستخدم لإزالة الألغام، وأنبوباً مملوءاً بالمواد المتفجرة قاموا بواسطته بإحراق حي بأكمله.. كما استخدموا الفوسفور الأبيض والقنابل الفراغية، ولهذا لا يمكنك أن تصدق بأن كل هذا العنف حدث على أرض المعركة، فكيف بمدينة في كل بيت فيها نساء وأطفال؟! لم يتبق أي شيء، فقد دمروا البلد، وكل من تبقى في سوريا يدعو الله حتى يعينه على الخروج منها".

 

دوما بريف دمشق
الدمار في دوما بريف دمشق من جراء قصف النظام وروسيا

 

 

حرستا هي إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق، ولهذا تحولت إلى مركز لقتال شرس بين قوات بشار الأسد المدعومة روسياً والفصائل العسكرية المعارضة، واستهدفت بالقصف والصواريخ والأسلحة الكيماوية.

ويضيف روبين وهو يتحدث عن ذلك الطباخ: "أخبرته بأننا سنحتفل فوق قبور الروس في يوم من الأيام، لكنه لم يقتنع، فقد تدمرت سوريا، وبات من الصعب الوصول إلى نهاية سعيدة فيها. إلا أننا جميعنا نتفق بأن الروح لابد أن ترتاح بعض الشيء إن رأينا الأوكرانيين يهزمون الروس".

أتى كل ذلك في الوقت الذي أورد البعض فيه بأن سوريا لديها مفتاح الحل بالنسبة للتكتيكات الروسية، وذلك بعدما قطعت أوكرانيا علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا في 29 من حزيران عقب اعتراف دمشق باستقلال إقليمي لوهانسك ودونيتسك شرقي البلاد لتصبحا دولتين تابعتين لروسيا.

اقرأ أيضا: تحقيق يكشف تورط الجنرال الروسي "هرمجدون" وزوجته بعمليات فساد في سوريا

يعرف الجنرال الروسي سيرغي سوروفيكين الذي ينفذ الاستراتيجية العسكرية الجديدة التي وضعها الرئيس فلاديمير بوتين من أجل أوكرانيا، بوحشيته، حيث كان يقصف المدنيين خلال الحملة التي شنتها روسيا على سوريا.

 

وقد لعب سوروفيكين، دوراً في قتل المتظاهرين في موسكو خلال الانقلاب الفاشل على ميخائيل غورباتشوف في عام 1991، والذي عجل بانهيار الاتحاد السوفييتي.

ولهذا يخشى البعض من تدمير روسيا للدفاعات المضادة للصواريخ التي تمتلكها أوكرانيا ولبنيتها التحتية الأساسية، كما فعلت في سوريا، لأن ذلك قد يسهم في مسح مناطق بأكملها عن الوجود، ضمن محاولة روسيا لكسر إرادة الشعب الأوكراني، ولهذا جدد هؤلاء مطالبتهم بالمزيد من التعزيزات من قبل الدول الغربية.

Syrian government forces capture the last rebel stronghold of Beit Sawa on the outskirts of Damascus on March 14, 2018.

قوات النظام تسيطر على بيت سوى آخر معقل للمعارضة في ريف دمشق

التاريخ 14 آذار 2018

العلاقات السورية-الأوكرانية

خضعت أجزاء من لوهانسك ودونيتسك لسيطرة الانفصاليين المدعومين من قبل روسيا بعدما أقدمت روسيا على ضم شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا لأراضيها بشكل غير قانوني في عام 2014، فسارع النظام في سوريا للاعتراف باستقلال هذين الإقليمين، ما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للإعلان عن قطع العلاقات مع سوريا في 29 من حزيران عبر مقطع فيديو نشره عبر حسابه على تيليغرام، قال فيه: "لن تقوم بعد اليوم أي علاقات بين أوكرانيا وسوريا"، وأضاف بأن العقوبات المفروضة على سوريا "ستصبح أقسى".

تحول إقليم الدونباس الذي يشتمل على دونيتسك ولوهانسك في الوقت الحالي إلى محور للقتال في الحرب التي شنتها موسكو بعد فترة قصيرة من الاعتراف باستقلالهما تحت سيطرة الانفصاليين.

وقد شكر ليونيد باسيتشنك، الزعيم الانفصالي للوهانسك، النظام السوري لما وصفه بـ"اللفتة السياسية الجسورة والمسؤولة" المتمثلة بالاعتراف بلوهانسك كدولة مستقلة ذات سيادة بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية الروسية، TASS.

وتعتبر سوريا دولة حليفة ومقربة من روسيا ومستفيدة من المساعدات العسكرية الروسية في حربها ضد شعبها، ولذلك كانت أول دولة تعترف باستقلال هذين الإقليمين بعد روسيا.

يذكر أن النظام في سوريا انحاز لروسيا في خلافاتها ونزاعاتها على الأراضي والحدود، حيث وافق في عام 2018 على الاعتراف بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وهي ثاني منطقة تنفصل عن جورجيا، كدولتين مستقلتين، ما دفع تبليسي لقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.

المصدر: Scottish Daily Express