icon
التغطية الحية

طالبو لجوء أفغان ينتهي بهم المطاف في إدلب |فيديو

2022.03.29 | 17:06 دمشق

لاجئون أفغان
السلطات التركية تُرحّل أربعة لاجئين أفغان إلى إدلب (تلفزيون سوريا)
+A
حجم الخط
-A

تقطّعت السبل بأربعة شبّان أفغان وصلوا إلى تركيا، قبل أن ترحّلهم السلطات التركية - عن طريق الخطأ - وينتهي بهم المطاف في محافظة إدلب.

رحلة لجوء طويلة وترحيل إلى إدلب

كانت أوروبا هي وجهة الشبّان الأربعة، انطلاقاً من تركيا التي وصلوا إليها بعد رحلةٍ شاقة، ولكن السلطات التركية التي اعتقلتهم رحّلتهم إلى إدلب في شمال غربي سوريا.

بدأت قصة ثلاثة من الشبّان الأفغان وهم: نصرت الله وصفي الله وعطاء الله - ينحدرون من مدينة جلال آباد في ولاية ننكرهار شرقي العاصمة الأفغانية كابل، ومن مدينة "مزار شريف" في ولاية بلخ غربي العاصمة - عندما سيطرت "حركة طالبان" على كامل أفغانستان، شهر آب 2021، حينذاك بدأ كثير من الأفغانيين البحث عن طرق للخروج ومغادرة بلدهم لمقاصد مختلفة منها: الهروب من "طالبان" أو البحث عن عمل أو حياة أفضل.

لاحقاً انضم إليهم الشاب خيالي غول - ينحدر من مدينة جلال آباد الأفغانية ويقيم في باكستان، وفق وثيقة شخصية باكستانية يحملها تُعرف بـ"بطاقة مواطن أفغاني" - وبدأ الشبّان الأربعة رحلة لجوء شاقة بهدف الوصول إلى اليونان للعمل.

 

06_2.jpg

 

رحلة اللجوء استمرت عدة أشهر حتى تمكّنوا من تجاوز إيران والوصول إلى تركيا، قبل أن تنفد مدخراتهم المالية وانقطاع السبل بهم في العاصمة التركية أنقرة.

وفي أنقرة ألقت السلطات التركية القبض عليهم ونقلتهم إلى أحد مراكز احتجاز طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين في ولاية هاتاي - الحدودية مع سوريا - جنوبي تركيا، وبعد أيام رحّلتهم إلى محافظة إدلب المحاذية للولاية التركية، عبر معبر "خربة الجوز".

اعتقال لدى "تحرير الشام" ونزوح إلى المخيمات

قال الشبّان الأفغان إن "هيئة تحرير الشام" اعتقلتهم فور دخولهم إلى إدلب، واستمرت فترة احتجازهم قرابة شهر تقريباً، تخلّلتها تحقيقات مختلفة قبل أن تطلق سراحهم، بعد تأكّدها من أنّهم "سُنّة"، وغير مرتبطين بأي جماعات مقرّبة أو تابعة لإيران.

وتنقّل الشبّان في عدة مناطق بمحافظة إدلب وكان هدفهم الرئيسي الحصول على الطعام والإنترنت ومحاولة اجتياز الحدود إلى تركيا مجدّداً، إلا أنّ أحد السوريين الذين التقوا به نقلهم إلى منطقة المخيّمات في أطمة - الحدودية - شمالي إدلب، أملاً بالحصول على مسكنٍ وطعام على أقل تقدير.

في مخيمات "الكرامة" قرب أطمة دخل شابان من الأربعة إلى محل لبيع الموبايلات وطلبا الحصول على الخبز، وعلِم صاحب المحل الشاب أحمد داعور بأنهم من خارج سوريا وقدِموا حديثاً إلى إدلب، فأمّن لهم الخبز والإنترنت وتحقّق من أوراقهم الثبوتية وممتلكاتهم واستمع إلى قصتهم من خلال أحدهما الذي يتقن كلمات عربية قليلة مع الاستعانة بخدمة الترجمة على الإنترنت.

 

10_5.jpg

 

وعرض "داعور" قصة الشبّان الأفغانين في منشور عبر حسابه على "فيس بوك"، ولاقت القصة تفاعلاً كبيراً في فضاء "السوشال ميديا"، وبدأ العديد من الناشطين بتداولها.

وخلال حديثهم لـ موقع تلفزيون سوريا، أعرب الشبّان الأربعة عن أملهم في متابعة طريقهم نحو أوروبا من خلال إعادتهم إلى بلدهم أو إلى تركيا، لأنّ هدفهم من الوصول إلى اليونان هو العمل لإعالة عائلاتهم، فضلاً عن أنّ الشاب "نصرت الله" يسعى لتأمين نفقة علاج شقيقه الصغير.

لم تكن حادثة ترحيل المواطنين الأفغان الأربعة إلى الشمال السوري هي الأولى، فقد سبقتها عملية ترحيل لـ، تسعة مواطنين من الإيرانيين الكرد إلى شمالي حلب عبر معبر "باب السلامة"، ورفضت تركيا إعادتهم إلى أراضيها، كما تحدّث موقع "هنغاو" المعني بحقوق الإنسان في إيران عن ترحيل 54 شخصاً من أبناء كردستان العراق إلى جانب الإيرانيين التسعة.

عمليات الترحيل هذه وخصوصاً ترحيل المهاجرين الأفغان الأربعة من تركيا إلى مناطق شمال غربي سوريا، يطرح تساؤلاً عن طريقة تعامل تركيا مع تلك المناطق، في ظلّ غياب وجود أي دور للسلطات المحلية بمختلف تسمياتها.

ويُطرح التساؤل أيضاً بشأن فكرة "العودة الطوعية" للاجئين السوريين إلى مناطق الشمال السوري، التي يقول عنها المسؤولون الأتراك إنها "آمنة".

اقرأ أيضاً: ترحيل 150 شاباً سورياً من تركيا رغم عدم ارتكابهم أي مخالفة.. شبان يروون التفاصيل

موقع تلفزيون سوريا تواصل مع المكتب الإعلامي في "هيئة تحرير الشام" لسؤاله عن كيفية سماح "الهيئة" بقبول ترحيل مواطنين من بلد آخر إلى سوريا، وكيفية تعاملها مع مثل هذه الحالات، وما مصير المواطنين الأفغان الأربعة في إدلب، من دون الحصول على ردّ.

كذلك تواصل موقع تلفزيون سوريا مع الناطق الرسمي باسم المكتب السياسي لـ"حركة طالبان" محمد نعيم، الذي أجاب عن سؤال بشأن قضية الشبّان الأفعان الأربعة وترحيلهم إلى سوريا،  بأنّ "الحركة لا تعلم شيئاً بخصوص ذلك".