icon
التغطية الحية

طائرات الميغ 29 الجديدة.. سباق تسلح في إدلب أم تغطية لدعم حفتر؟

2020.06.07 | 15:44 دمشق

ezr-cvzxkaa2fxx.jpg
تلفزيون سوريا - عبدالله الموسى
+A
حجم الخط
-A

تُجري طائرات النظام الحربية منذ أيام، طلعات تدريبية بالذخيرة الحية فوق سماء إدلب، وذلك بعد وقت قصير من إعلان تركيا عن الطائرة من دون طيار الأكثر تطوراً والتي حملت اسم "إكنجي"، بعد نجاح تجربة بيرقدار في كل من سوريا وليبيا ضد قوات تدعمها موسكو.

وأفاد مراسل تلفزيون سوريا أن طائرات النظام الحربية نفذت ليل أمس طلعات تدريبية بصواريخ جو/جو في سماء ريف حلب الغربي، وذلك على غرار التدريبات التي أجرتها طائرات النظام فوق قرى سهل الغاب شمال غرب حماة على مدار 3 أيام بدءاً من يوم الأربعاء الفائت، وهو اليوم الذي أكدت فيه السفارة الروسية في دمشق في تغريدة على حسابها في تويتر "تسلّم نظام الأسد دفعة جديدة من الطائرات ميغ 29 "في إطار التعاون العسكري والفني بين الدولتين".

 

 

 

وسبق أن أعلن النظام في سوريا في 30 من الشهر الفائت عن وصول "المجموعة الثانية من مقاتلات الميغ 29 الحديثة والمتقدمة في حفل أقيم في قاعدة حميميم في اللاذقية".

وتأتي هذه التطورات الميدانية في سماء إدلب، بعد أيام قليلة من إعلان شركة "بايكار" التركية المصنعة لطائرات بيرقدار من دون طيار، فيلماً وثائقياً عن مراحل تطوير المقاتلة المسيرة الأحدث على الإطلاق "أكينجي AKINCI"، وهي أول طائرة هجومية بلا طيار محلية الصنع في تركيا، ذات قدرات تكنولوجية عالية لا تُقارن بمثيلاتها المصنعة محلياً.

 

اقرأ أيضاً: ليست مجرد طائرة من دون طيار.. وثائقي عن أحدث طائرة بيرقدار (فيديو)

 

وتضاربت التحليلات حول هدف تزويد روسيا لنظام الأسد بدفعة جديدة من الطائرات، فاعتقد البعض أنها ضمن سباق تسلّح تحضيراً لاستكمال المعارك في إدلب، في حين يرى آخرون أنها للتغطية على تزويد حفتر بطائرات من نفس الطراز الذي سلّمته روسيا للنظام.

 

طائرات محدّثة للاعتراض الجوي

أشارت وكالة أنباء النظام بأن هذه الدفعة الثانية من الطائرات "أكثر فعالية من جيلهم السابق وانطلقوا من قاعدة الحميميم باتجاه القواعد الجوية السورية المختلفة". وهذا ما يؤكده خبراء التسليح العسكري بعد تحليل صور الطائرات في مطار حميميم، حيث أكدوا أنها من النسخة Mig-29SM وهي النسخة المطورة عن النسخة Mig-29S.

 

EZr-cVZXkAA2FXx.jpg

 

النسخة Mig-29S أو Product 9.13 ومسماها لدى الناتو " Fulcrum C "، امتلكت قدرات محدودة في ضرب الأهداف الأرضية لأن طائرات الميغ 29 هي طائرات اعتراضية في الأساس وليست قاذفات أرضية كالسوخوي 24 وغيرها من الطرازات الأحدث من هذه الفئة.

والتعديلات التي تم إجراؤها على النسخة Mig-29SM التي تم تسليمها للنظام في سوريا، زوّدت الطائرة بقدرات إطلاق صواريخ جو/أرض والقنابل الموجهة بالليزر والكاميرات التليفزيونية عالية الدقة.

 

 

ومن النادر ما يكشف النظام عن تفاصيل صفقات التسليح مع روسيا منذ تسلّم الأسد الأب للسلطة ومن ثم ابنه بشار، لكن النظام في سوريا يمتلك نسخ بدائية من الميغ 29 منذ حوالي العام 2000 بحسب معظم التقديرات، وطوّرت روسيا منذ بداية تدخلها ما تبقى لدى النظام من طائرات حربية كالسوخوي والميغ. وسبق أن طورت في العام 2008 عدداً من طائرات الميغ 23.

والجدير بالذكر أن النظام يمتلك عدداً من النسخة Mig-29SM، منذ أعوام وتحديداً بعد التدخل الروسي رسمياً في سوريا، ولكن هذه الدفعة الجديدة التي لم يعلن النظام عن عددها، ستزيد أعداد هذه النسخة لدى سلاح جو النظام، تحسباً لأي مواجهات جوية قادمة.

 

EXUS56dWkAAMZEz (1).jpg

 

EXTCDx7XkAA7Frs.jpg

 

أما بالنسبة لتسليح طائرات الميغ 29 لدى النظام، فقد أظهرت صور قبل أعوام طائرات محملة بصواريخ جو/جو R-77 والتي يرجّح أنها الأحدث في ترسانة النظام المهترئة، حيث يبلغ مداه 80 كم ويحتوي على باحث راداري نشط يتم تفعيله على مسافة 20 كم من الهدف، إلا أن سرعته 3.5 ماخ فقط، ويوجد منه 4 نسخ أكثر تطوراً تصل حتى 150 كم بسرعة 4.5 ماخ، لكن لا يمتلك النظام إلا النسخة الأولى البدائية.

 

CufxXvGWIAAc4zv.jpg
صاروخ جو/جو R-77 على طائرة ميغ 29 تابعة لقوات النظام

 

DcCS0xPWsAAtCse.jpg
صاروخ جو/جو R-77 محمّل على طائرة روسية من طراز سوخوي 30 في قاعدة حميميم

 

تقنيات أخرى تساعد النظام

ومن التقنيات الجديدة التي زوّدت بها النظام روسيا، هي نظام الدفاع المحمول جوا "تاليسمان" (Talisman) البيلاروسي الصنع، والذي ظهر في صور نشرها طيارو النظام في العام 2019.

ESV_T7FWsAIOgeX.jpg

 

وباختصار فإن هذا النظام الذي تم تركيبه على طائرات الميغ 29، يوفر لها حماية من الصواريخ جو/جو وأرض/جو من خلال التشويش على بواحث الصواريخ الرادارية ورادارات المقاتلات ورادارات بطاريات الدفاع الجوي.

 

EZ5cBrvWsAInqNf.jpg

 

ويمتلك هذا النظام قدرات في الإنذار المبكر للصواريخ ذات البصمة الرادارية 0.01 متر مربع من مسافة حتى 3 كم، والإنذار حتى ضد الصواريخ الموجهة ذات التوجيه الكهروبصري والحراري أو الصواريخ المطلقة من الأرض ذات التوجيه غير الراداري، ما يمكن الطيار من المناورة ورمي الشعلات الحرارية للهروب والتشويش على هكذا صواريخ قبل وصولها للطائرة.

ومن أبرز ميزات هذا النظام هو تقنية DRFM في التشويش الراداري عبر خلق أهداف وهمية للرادارات والصواريخ المضادة للطائرات. ففي البداية يقوم DRFM باستقبال النبضة الرادارية الأصلية الصادرة من الرادار المعادي ثم يعمل على تحديد بياناتها، ثم يبدأ DRFM في تجهيز سلسلة من النبضات الرادارية تتطابق كلها مع النبضة الأصلية في التردد والطول الموجي إلا أن كل نبضة في هذه السلسلة تمتلك توقيتاً نبضياً خاصاً بها وحدها يختلف عن باقي النبضات الأخرى بما فيهم النبضة الأصلية وبالتالي يظهر للرادار المعادي أكثر من هدف في المكان، علماً أنه يوجد هدف واحد فقط. هنا سيضطر الرادار المعادي للتعامل مع عدد كبير من الأهداف الجوية بينما هو لا يملك أدنى فكرة عن موقع الهدف الحقيقي وسط هذا الكم من الأهداف الوهمية.

 

تقنيات بدائية

الجدير بالذكر أن طائرات الميغ 29 وحتى نظام "تاليسمان"، يعودان للحقبة السوفييتية، وفي حين صنّع 1600 طائرة منها، لا يخدم في سلاح الجو الروسي سوا 280 طائرة فقط، من النسخ الأكثر تطوراً والتي تم تزويدها بأحدث التقنيات الموجودة في النسخ الحديثة من طائرات الميغ.

وبالنظر إلى تسليح الطائرات التركية من طراز F-16 وقدرات الطائرة المقاتلة من دون طيار أكينجي على التزوّد بصواريخ جو/جو متطورة، فستكون أي مواجهة جوية بين النظام وتركيا محسومة بالمطلق، وربما لن تضطر تركيا لاستخدام طائرات الـ F-16 حيث نشرت عدة منظومات دفاع جوي على الحدود السورية وداخل إدلب.

 

اقرأ أيضاً: تعزيزات عسكرية تركية إلى إدلب بينها منظومات دفاع جوي (صور)

 

وأظهرت صور نشرها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، منظومة الدفاع الجوي التركية أتيلجان (ATILGAN)، داخل الأراضي السورية في إدلب. المنظومة التي تنتجها شركة "أسيليسان" التركية، هي عبارة عن عربة مجنزرة تحمل منصة إطلاق لـ 8 صواريخ دفاع جوي من طراز ستنغر (FIM-92 Stinger)، قادرة على ضرب الأهداف المتحركة على بعد 5 كيلومترات، وارتفاع 3 كيلومترات، كما تمتلك من خلال منظومة الحاسوب القدرة على رصد الأهداف، وتحديد هويتها، ومتابعتها.

وفي وقت سابق أظهرت صور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية، تمركز 3 منصات صواريخ دفاع جوي على الأقل، من طراز MIM-23 Hawk، في معسكر المسطومة جنوبي مدينة إدلب.

وتصنّف MIM-23 Hawk ضمن منظومات الدفاع الصاروخي من نوع أرض – جو متوسطة المدى، وهي من إنتاج شركة ريثيون الأميركية، وتحمل كل منصة 3 صواريخ.

وبما يخص الصواريخ، فقد طرأت تحديثات عدة على أنواع وقدرات الصواريخ التي تطلقها المنظومة، ويتراوح المدى ما بين 25 كم و40 كم، وبارتفاع أقصى (ارتفاع شاقولي) يتراوح بين 13 كم و20 كم، ولدى المنظومة القدرة على مهاجمة الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض حتى 30 متراً من سطح الأرض.

ويبلغ وزن الرأس المتفجر للصاروخ من الطرازات الحديثة، حوالي 74 كغ، ويحتوى على 14 ألف شظية تنطلق عند الانفجار بسرعة 2 كم بالثانية.

 

محاولات روسيا دعم حفتر سراً

كشفت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم"، في الـ 26 من الشهر المنصرم، إرسال روسيا مقاتلات عسكرية إلى ليبيا لدعم مرتزقة شركة "فاغنر" التي تقاتل لصالح ميليشيات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر.

وأرفقت أفريكوم في بيان على موقعها الإلكتروني، صوراً قالت إنها مقاتلات أرسلتها روسيا إلى ليبيا، وأضاف البيان أن "المقاتلات الروسية التي وصلت إلى ليبيا، انطلقت من قاعدة جوية في روسيا مروراً بسوريا، حيث أعيد طلاؤها لإخفاء هويتها الروسية".

 

EZF_3o-WkAgmLDo (1).jpg
إحدى طائرات الميغ 29 التي وصلت لحفتر أثناء مرورها في قاعدة حميميم ولا يظهر عليها أي رموز بغرض إخفاء هويتها

 

ونقل البيان عن قائد القيادة الأميركية في أفريقيا ستيفن تاونسند، قوله إن "روسيا تحاول بوضوح قلب الموازين العسكرية في ليبيا لصالحها.. وكما فعل الروس في سوريا، فهم يوسعون نفوذهم العسكري في أفريقيا، مستخدمين جماعات مرتزقة تدعمهم الحكومة مثل فاغنر".

 

 

 

 

وأضاف تاونسند أنه "لفترة طويلة، دأبت روسيا على إنكار ضلوعها في الصراع الليبي الراهن، ولكنهم (الروس) لا يستطيعون أن ينكروا الآن".

وأشار البيان إلى أن "روسيا تستخدم شركة فاغنر الخاصة الممولة حكومياً في ليبيا، لإخفاء دورها المباشر وإنكار ضلوعها في أعمال خبيثة".

وقال تاونسيند وفقاً للبيان، إن "العالم بأسره استمع إلى حفتر وهو يعلن نيته شن حملة جوية جديدة.. السبب هو أن الطيارين المرتزقة الروس الذين سيحلقون بمقاتلات روسية عازمون على قصف الليبيين".

دعمت روسيا ميليشيا حفتر في ليبيا بالسلاح والخبراء العسكريين لمواجهة حكومة الوفاق المدعومة تركياً في محاولة لتحصيل ما يمكن تحصيله بعد انهيار مصالحها في ليبيا منذ عهد ستالين والتي كانت قد توسّعت بعد تسلّم القذافي للحكم في البلاد.

لكن روسيا تعمل على تكذيب كل التقارير التي تتحدث عن دعم حفتر، لأنها لا تستطيع الإعلان رسمياً عن دعم حكومة غير معترف بها (حكومة طبرق)، ولذلك بعد التدخل التركي الواسع في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق وجدت موسكو أن الحل الوحيد لدعم حفتر هو عن طريق نظام الأسد.

وفعلاً في الأول من آذار الفائت، التقى وزير خارجية النظام وليد المعلم بنظيره في الحكومة الليبية غير المعترف بها عبد الهادي الحويج، وبحثها "قضايا مختلفة من بينها التدخل التركي في كلا البلدين". وتم عقب اللقاء التوقيع على مذكرة تفاهم "بشأن إعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية وتنسيق مواقف البلدين في المحافل الدولية والإقليمية، وعلى وجه الخصوص في مواجهة التدخل والعدوان التركي على البلدين وفضح سياساته التوسعية والاستعمارية بالإضافة إلى العمل على تعزيز التعاون في كل المجالات". كما تحدثت "سانا" عن لقاء الوفد الليبي برأس النظام بشار الأسد.

 

Screen-Shot-2020-03-01-at-6.00.14-PM.png

 

ولم يكن هذا اللقاء بداية التعاون بين النظام وحفتر، حيث أعلنت شركة "أجنحة الشام" في 11 من تشرين الأول من العام الماضي، عن إطلاق خط جوي مباشر يربط بين بنغازي ودمشق. وأكدت تقارير عدة أن هذه الرحلات تنقل مقاتلين لدعم حفتر.

وكشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية في التاسع من آذار الفائت، وصول 1500 مقاتل من “الوحدات الخاصة” من قوات النظام إلى مدينة بنغازي الليبية لدعم حفتر برعاية رئيس “مكتب الأمن الوطني” السوري، علي مملوك.

ودون إمكانية حسم الهدف الروسي بتزويد النظام بطائرات الميغ 29، بين تمكين قدرة سلاح الجو في قوات النظام لمواجهة تركيا في إدلب أو استخدام النظام كوسيلة لتزويد حفتر بالطائرات، فإنه من غير المستبعد أن يكون هدف موسكو موجود في السيناريوهين، خاصة وأن أعداد الطائرات التي تسلّمها النظام وأعداد الطائرات التي وصلت لحفتر غير معروفة، وبالتالي من الممكن أن قسم من هذه الدفعة أكمل طريقه إلى ليبيا والباقي تسلّمه النظام في سوريا.