قتل وجرح مدنيون بينهم مسعفون، اليوم الثلاثاء، جرّاء الاشتباكات الدائرة بين "هيئة تحرير الشام" و"حركة نور الدين الزنكي" (المنضوية في صفوف الجبهة الوطنية للتحرير) في بلدة دارة عزّة بريف حلب الغربي.
وقال ناشطون محليون، إن ممرضاً قتل وجرح طبيب وثلاثة ممرضين مِن كادر مشفى "كنانة" في بلدة دارة عزة، نتيجة قصف "تحرير الشام" البلدة أثناء اقتحامها، لتندلع اشتباكات بينها وبين مقاتلي "الزنكي"، أسفرت عن جرح مدنيين أيضاً في محيط البلدة.
وأشار الناشطون، إلى مقتل مدني نازح (مِن قرية "المداين" جنوب حلب) في قرية "خان العسل" بالريف الغربي، وذلك برصاص الاشتباكات بين "تحرير الشام" و"حركة الزنكي"، دون تحديد الجهة المسؤولة عن مقتله.
كذلك، جرح طفلان ورجل بسقوط رصاص متفجر ناتج عن الاشتباكات على منزلهم في قرية "تقاد" غرب حلب، والتي سيطرت عليها "هيئة تحرير الشام"، وسط تظاهر أهالي البلدة لـ مطالبة "الهيئة" بالانسحاب، حسب ما ذكر الناشطون.
وحاولت "تحرير الشام" عقب سيطرتها على قرية "تقاد" اقتحام قريتي "عاجل، وبسرطون" المجاورتين، تزامناً مع سيطرتها على قرية "القاطورة" التي تربط بلدة دارة عزة بمنطقة عفرين (الحدودية مع تركيا) شمال غرب حلب.
وتقدّمت "هيئة تحرير الشام" في بلدة دارة عزة وسيطرة على مدخلها الجنوبي بعد هجوم كبير شنّته مِن جهة قرية ترمانين، في ظل اشتباكات ما تزال مستمرة بين "الهيئة" و"الزنكي" على محور قرية خان العسل شرق البلدة.
وفي وقت سابق فجر اليوم، تجددت الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" و"حركة الزنكي"، حيث شنّت "الهيئة" هجوماً على الريف الغربي مِن محاور عدّة، بعد استقدامها تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وقصف تمهيدي على دارة عزة.
ويأتي ذلك، رغم توصّل "هيئة تحرير الشام" و"حركة نور الدين الزنكي" (المنضوية في الجبهة الوطنية للتحرير) إلى اتفاق نص على تكليف القاضي (أنس عيروط) في حل قضية مقتل أربعة عناصر مِن "الهيئة" في قرية تلعادة شمال إدلب المتاخم لـ ريف حلب الغربي.
وحسب مصادر عسكرية -، فإن "هيئة تحرير الشام" حشدت قواتها قبيل انتهاء المدة المحدّدة للتسليم، ما يعني أن "تبييت العمل عندهم واضح، متذرعين بمسألة التأخر بتسليم المطلوبين"، وأنها تنوي - كعادتها - ضرب "حركة الزنكي" مجدداً.
مِن جانبها، أصدرت (الجبهة الوطنية للتحرير) التابعة للجيش السوري الحر بياناً على حسابها في "تويتر"، أكّدت فيه أن "تحرير الشام" نقضت الاتفاق بشأن قضية تلعادة، رغم تسليم المتهمين للطرف الثالث".
وسبق أن شهدت مدينة دارة عزة توتراً بين "هيئة تحرير الشام" و"حركة نور الدين الزنكي"، على خلفية اعتقال"الزنكي" عدداً من عناصر "تحرير الشام" بتهمة مسؤوليتهم عن تفجيرات حصلت سابقاً في المدينة، وتزامن ذلك مع مقتل القيادي في الحركة (محمد أحمد الخطيب) ومرافقه برصاص مجهولين على طريق كفر ناصح قرب مدينة الأتارب المجاورة.
الجدير بالذكر، أن العديد مِن المواجهات والتوترات حصلت بين "هيئة تحرير الشام" وفصائل (الجبهة الوطنية للتحرير) في ريفي إدلب وحلب، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى مِن الطرفين، إضافة لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين، وما إن يتفق الطرفان على التهدئة، حتى يعود التوتر بينهما مرة أخرى ويتجدد الاقتتال.