icon
التغطية الحية

ضحايا مجزرة الكيماوي في خان شيخون يطالبون بمحاسبة النظام السوري |فيديو

2022.04.10 | 18:15 دمشق

2022-04-10t070448z_1541671112_rc2fet9z7u6r_rtrmadp_3_ukraine-crisis-syria.jpg
عبد الحميد اليوسف يعرض صورة لتوأميه الرضيعين وشقيقه الذين قتلوا في مجزرة خان شيخون (رويترز)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

يطالب رجل من مدينة خان شيخون في ريف إدلب، بمحاسبة النظام السوري الذي نفذت قواته هجوماً بالسلاح الكيماوي على المدينة في عام 2017، حيث فقد 25 فرداَ من عائلته بينهم زوجته وتوءماه الرضيعان.

ويقول عبد الحميد اليوسف (33 عاماً) لوكالة (رويترز) إن الهجوم بغاز السارين الذي نفذته قوات النظام على مدينة خان شيخون إن "الحياة أبيدت تماماً، ففي ثوان أُبيد كل شيء".

ويعتبر الهجوم واحداً من عشرات الهجمات التي شنها النظام على عدة مدن وبلدات سورية باستخدام أسلحة كيماوية منذ عام 2011. ويطالب اليوسف بمحاسبة رئيس النظام السوري بشار الأسد. يضيف: "رغم تقديم الشهود والأدلة، وإيصالها إلى الأمم المتحدة، إلا أنه وإلى اليوم لا يوجد محاسبة لبشار الأسد".

 

"كأنه يوم القيامة"

تفاصيل الهجوم على خان شيخون محفورة في ذاكرة اليوسف، بداية من أزيز الطائرات التي وجهت ضربات إلى البلدة في الساعة السادسة والنصف صباحاً. حيث انطلق لمنزل أبويه في محاولة لنقل عائلته إلى بر الأمان، وبينما واصلت زوجته التحرك، توقف هو لمساعدة جار كان يصرخ طلباً للعون.

وقال إنه ساعد في نقل الضحايا إلى سيارة بيك آب، وكانت "رغاوة" تخرج من أفواه بعضهم. وفقد وعيه وهو يحاول مساعدة ابنة أخيه، إلى أن أفاق في المستشفى بعد ساعات، ليدرك حجم الكارثة عندما عاد للمنزل بعد ظهر ذلك اليوم.

يضيف: "أصبحت الغرف مليئة بالشهداء، ولم أعد أعرف من سأنقذ، أخي أم أولاده، أم أولادي وزوجتي؟ كانت لحظات صعبة جداً، ومن المستحيل تقدير حجم الفاجعة التي كانت مثل يوم القيامة".

وبعد مرور خمس سنوات، يشعر اليوسف أن آثار الهجوم ما تزال تعاوده، ويفقد الوعي أحيانا حين يشم روائح قوية مثل رائحة الكلور المستخدم في التنظيف بالمنازل، إلا أن الأثر الأكبر عليه هو الأثر النفسي والعيش في خوف دائم.

البروفسور ألستير هاي خبير الأسلحة الكيماوية يوضح أن الآثار التي يمكن أن تظل لدى الناجين من الهجمات بالسارين تشمل مشكلات دائمة في الرؤية وفي الجهاز الهضمي واضطرابات ما بعد الصدمة. مضيفاً أن "الأثر الرئيسي عادة ما يكون الموت الكارثي، وعلى نحو سريع جداً".

"هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم"

ويقول حميد قطيني، وهو عامل إنقاذ في الدفاع المدني شمال غربي سوريا، إنه "حمل جثث ستة أطفال قتلوا في خان شيخون، وإنه ساعد في توثيق المجزرة". مضيفاً أن "سكوت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم التي ارتكبت في سوريا هو الذي سمح لروسيا ولغيرها بارتكاب الجرائم بباقي أنحاء العالم، كما يحدث اليوم في أوكرانيا".

من جهته، المدير العام لمركز توثيق الانتهاكات الكيماوية في سوريا، نضال شيخاني يقول إنه ما زال يأمل بمحاسبة الجناة، وأن "هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم". مشيراً إلى الكم الهائل من الأدلة التي جمعتها مجموعته وآخرون.

مجزرة خان شيخون

وفي ذكرى مرور خمسة أعوام على هجوم خان شيخون، يحذر ناجون وناشطون في مجال حقوق الإنسان من أن عدم محاسبة أحد عن جريمة الهجمات الكيماوية في سوريا يمكن أن يشجع على المزيد.

وفي الرابع من نيسان 2017، نفذت قوات النظام السوري هجوماً جوياً بالسلاح الكيماوي على مدينة خان شيخون في ريف إدلب، ما أسفر عن مقتل 91 مدنياً بينهم 32 طفلاً و23 سيدة خنقاً، وإصابة قرابة 520 شخصاً، وفق ما وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".

وردّت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب آنذاك، بإطلاق 59 صاروخ كروز على المجال الجوي الذي قالت إن الهجوم انطلق منه.

وبعد مرور ستة أشهر، أورد تقرير صادر عن آلية تحقيق أنشأتها الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن الأعراض التي ظهرت على الضحايا تتوافق مع أعراض حالات التسمم واسعة النطاق بغاز السارين. وقالت إنها على يقين من أن النظام السوري هو المسؤول عن إطلاق السارين في خان شيخون.