icon
التغطية الحية

صراع داخل "قسد" لضبط الوضع الأمني.. هل فقد عبدي نفوذه؟

2021.09.05 | 16:51 دمشق

1015805304_0_133_2688_1588_1000x541_80_0_0_3d7839cf2d67eebef946d57d149f5f65.jpg
عناصر من "وحدات حماية الشعب" على الحدود التركية (ا ف ب)
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

كشف مصدر مطلع عن تزايد حدة الصراع داخل "قوات سوريا الديمقراطية" وبشكل خاص وحدات حماية الشعب التي تدار عمليا من قبل قيادات حزب العمال الكردستاني.

وقال المصدر إن "قوات سوريا الديمقراطية" أجرت مؤخراً تغييرات على القادة العسكريين المسؤولين عن خطوط التماس مع الجيش الوطني في ريف الحسكة الشمالي بضغط أميركي.

وجاء ذلك إثر القصف والتوتر شبه اليومي الذي شهدته مناطق ريف الحسكة الشمالي في آب الماضي ما فرض حالة من الهدوء النسبي في المنطقة منذ أيام.

وأوضح المصدر المقرب من "قسد" أن "مسؤولين عسكريين أميركيين وروسيين في اجتماعين منفصلين أمروا "قسد" بضبط تصرفات القادة العسكريين من قيادات العمال الكردستاني الموجودة في مناطق التماس مع فصائل المعارضة بريف تل تمر وأبو راسين شمال الحسكة".

روسيا والولايات المتحدة تحملان قسد مسؤولية التصعيد

وقال المصدر إن "الطرفين حملا قسد المسؤولية عن التصعيد العسكري الذي شهدته المنطقة الشهر الماضي إثر قصف متبادل بين الطرفين أوقع قتلى وجرحى مدنيين وأجبر آلاف المدنيين للنزوح من المنطقة".

وأكد المصدر أن "قسد أجرت تغييرات على القادة العسكريين واستبعدت بعض قيادات "العمال الكردستاني" عن خطوط التماس في محاولة منها لتفادي التصعيد العسكري مع تركيا والمعارضة السورية".

واختارت قسد قادة مقربين من قائدها مظلوم عبدي لتولي مهمة إدارة نقاطها العسكرية في ريف بلدة تل تمر وبلدة أبو راسين ينحدر معظمهم من مدينة عين العرب (كوباني) بحسب المصدر.

تراجع نفوذ مظلوم عبدي 

ونوه المصدر إلى "تراجع نفوذ قائد "قسد" مظلوم عبدي مع تنامي نفوذ قيادات العمال الكردستاني بعد توجه الأخير مؤخراً لتعيين المقربين منه في المناصب الأمنية والإدارية المهمة داخل الإدارة الذاتية والمؤسسات الأمنية".

وأوضح مواطن من بلدة أبو راسين التي شهدت قصفا عنيفا على مدار أسبوعين متتاليين الشهر الماضي أن "قادة عسكريين كانوا يستخدمون سيارات متنقلة تحمل راجمات صواريخ تتمركز بشكل مؤقت في بلدة تل تمر والقرى المحيطة بها لاستهداف مواقع وقرى في مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية".

وأشار المصدر إلى أن "الرد من قبل المعارضة كان غالبا يكون باستهداف موقع الإطلاق عبر عشرات القذائف ما أوقع ضحايا مدنيين وأضرارا مادية كبيرة بمنازل الأهالي".

سياسة لتهجير أهالي بلدات ريف الحسكة الشمالي

وقال ناشط سياسي من بلدة تل تمر لموقع تلفزيون سوريا فضل عدم الكشف عن اسمه إن "هناك سياسة ممنهجة من قبل قيادات حزب العمال الكردستاني لتهجير أهالي بلدة تل تمر وريفها من المنطقة".

وأوضح الناشط أنه "منذ أشهر ينشر أعضاء وقادة "الإدارة الذاتية" إشاعات عن عملية عسكرية تركية جديدة تارة وعن عملية عسكرية لـ "قسد" لاستعادة ما خسرته أمام تركيا وفصائل المعارضة تارة أخرى".

منوهاً إلى أن "الهدف واحد وهو إخافة الناس وحثهم للهجرة وترك منازل وأملاكهم لـ "قسد" وقيادات العمال الكردستاني".

واستبعد الناشط "تمكن قائد قسد من ضبط المنطقة مع تنامي نفوذ قادة العمال الكردستاني خاصة من الجنسية التركية في المنطقة". مشدداً بأنهم "القادة الفعليون ومن يملكون قرار السلم والحرب".

الـ PKK يتخلص من قادة قسد

وأضاف الناشط أن "هناك معلومات مؤكدة بأن التفجير الذي استهدف مقر علاقات وحدات حماية الشعب منتصف الشهر الماضي لم يكن من جراء قصف طيران تركي كما ادعى إعلام "الإدارة الذاتية" بل كان عملية تصفية لبعض القادة العسكريين المقربين من مظلوم عبدي في أثناء اجتماعهم لمناقشة التصعيد في المنطقة".

ونزحت عشرات العوائل يوم 18 أغسطس الماضي من منطقة أبو راسين وريفها إثر اشتداد القصف المتبادل بين فصائل المعارضة و"قوات سوريا الديمقراطية" فقد إثرها أربعة مدنيين حياتهم وأصيب أكثر من 20 آخرين.

ودعت "قسد" والإدارة الذاتية كلاً من روسيا وأميركا إلى تحمل مسؤوليتها وإيقاف ما وصفته بـ "هجمات تركيا وفصائل المعارضة على قرى مأهولة بالمدنيين".

إلا أن مصادر عدّة أكدت لتلفزيون سوريا أن قصف فصائل المعارضة جاء رداً على استهداف مواقع تحت سيطرة الجيش الوطني براجمات الصواريخ.