icon
التغطية الحية

صدام بين موسكو و واشنطن حول استخدام النظام للسلاح الكيميائي

2018.01.24 | 17:20 دمشق

صدام جديد في مجلس الأمن بين واشنطن وموسكو
تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

صدام جديد في مجلس الأمن، والسبب الموقف الروسي المدافع عن تكرار استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي ، حيث اقترحت روسيا فتح تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن الهجمات الكيميائية في سوريا حسب رويترز.

المقترح الروسي لاقى انتقاداً أمريكياً، حيث وصفته واشنطن بأنه محاولة لصرف الانتباه عن المبادرة الفرنسية التي نصت على فرض عقوبات على منفذي هذه الهجمات، وذلك بهدف وقف استخدام السلاح الكيميائي.

وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي : إن موسكو تريد إخفاء الحقيقة وهي أن النظام  السوري يواصل استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.

و أطلقت فرنسا الأسبوع الماضي مبادرة دولية للاحتفاظ بالأدلة على الهجمات التي تُنفّذ باستخدام أسلحة كيميائية، وفرض عقوباتٍ على المسؤولين عنها، وذلك بعدما أوقفت روسيا تحقيقاً دولياً بشأن الهجمات الكيميائية في سوريا.

وجاء في الدعوة التي أُرسلت لـ 30 دولة أن المجموعة ستعمل معاً "لجمع وتبادل واستخدام كل الآليات المتاحة والحفاظ عليها من أجل تحديد الأطراف المسؤولة وفرض العقوبات اللازمة عليها وتقديم الجناة للعدالة ".

وأشارت الدعوة الفرنسية إلى أن "الشلل الحالي في المنتديات متعددة الأطراف يمنعنا من اتخاذ إجراءات قانونية بحق مرتكبي تلك الجرائم وثنيهم عن الاستمرار في هذا المسار يجب أن يتغير ذلك".

 

روسيا تحاول تعطيل المبادرة الفرنسية

 

ورداً على المبادرة الفرنسية، وزع السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار لتشكيل لجنة تخقيق دولية جديدة بدلاً من اللجنة السابقة المفوضة من الأمم المتحدة التي وصفها فاسيلي بأنها" حققت فشلاً ذريعاً".

من جهته دان النظام السوري التصريحات الفرنسية والأمريكية واصفاً إياها بجملة من الأكاذيب والمزاعم.

 وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قال خلال مؤتمر باريس أمس الثلاثاء : إن النظام السوري ما زال يستخدم الأسلحة الكيميائية إثر هجوم بغاز الكلور السام شنه النظام على الغوطة الشرقية المحاصرة، محملاً روسيا المسؤولية.

وأضاف "أمس فقط سقط أكثر من 20 مدنياً ، معظمهم أطفال سقطوا ضحايا لهجوم بغاز الكلور على ما يبدو".

تيلرسون: الهجمات على الغوطة الشرقية في الآونة الأخيرة تثير مخاوف خطيرة من أن بشار الأسد ربما ما يزال يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه

وأشار إلى أن "الهجمات في الغوطة الشرقية في الآونة الأخيرة تثير مخاوف خطيرة من أن بشار الأسد ربما ما يزال يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه".

وانتقد تيلرسون موسكو قائلاً "ببساطة لا يمكن إنكار أن روسيا عبر حماية حليفها السوري تخرق التزاماتها تجاه الولايات المتحدة كضامن لإطار العمل".

 

فرنسا تطالب بتقديم الجناة للعدالة

 

وطالب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان بمعاقبة الجناة قائلاً  : "الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر...المجرمون الذين استخدموا وصمموا تلك الأسلحة الوحشية يجب أن يعلموا أنهم لن يفلتوا من العقاب"

وفرضت فرنسا بالاتفاق مع 24دولة عقوبات أحادية الجانب على 25 شخصاً وكياناً، من دول منها من الصين ولبنان وفرنسا وبينهم موردون وموزعون للمعادن والإلكترونيات وأنظمة الإضاءة. وقالت فرنسا : إن الشركات تساعد في إمداد برنامج الأسلحة الكيميائية السوري حسب وكالة رويترز.

وجاء في المبادرة التي انتقدتها روسيا "من المهم أن تكون لدينا كل المعلومات عن الجناة فيما يخص تنفيذ هجمات الأسلحة الكيميائية، وعن المشاركين في برامجها، لضمان تقديمهم للعدالة على أفعالهم عندما يحين الوقت ويكون التوقيت السياسي ملائماً."

لودريان: المجرمون الذين استخدموا وصمموا تلك الأسلحة الوحشية يجب أن يعلموا أنهم لن يفلتوا من العقاب

النظام يواصل القصف بالسلاح الكيميائي

 

وفي خرق جديد للقرارت الدولية قصفت قوات النظام الإثنين الماضي مدينة دوما  في ريف دمشق بغاز الكلور، ما أدى لحدوث 21 حالة اختناق بين المدنيين جلهم من الاطفال والنساء حسب ما أعلن الدفاع المدني في بيان.  

ويحاصر نظام الأسد الغوطة الشرقية، منذ 5 سنوات، الأمر الذي أدى إلى وفاة نحو 400 مدني بينهم 206 أطفال، و67 سيدة بسبب الجوع ونقص الدواء، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، كما تتعرض لقصف جوي ومدفعي متقطع أسفر عن ضحايا، رغم شمولها باتفاق "تخفيف التصعيد" الذي رسمت آلياته روسيا ويقضي أحد بنوده بإيصال المساعدات الإنسانية ورسم ممرات عبور للمدنيين.

وكانت هيئة تحقيق سابقة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد خلصت إلى أن النظام السوري استخدم غاز الأعصاب السارين في هجوم في أبريل نيسان 2017، كما استخدم الكلور سلاحاً عدة مرات. وألقت الهيئة باللوم كذلك على تنظيم الدولة في استخدام غاز الخردل.

تحقيق الهيئة  انتهى في تشرين الثاني/نوفمبر بعد إعاقة موسكو للمرة الثالثة خلال شهر محاولات في مجلس الأمن الدولي لاستئناف التحقيق الذي وصفته موسكو بالمعيب حسب ويترز.

واستخدمت روسيا حق النقض الفيتو 10مرات دفاعاً عن النظام السوري تسع مرات منذ عام 2011.

 وارتكبت قوات النظام السوري مجزرة في غوطة دمشق الشرقية ومضمية الشام، باستخدام غاز السارين وراح ضحيتها 1450 مدنياً جلّهم من الأطفال في 21 من آب/ أغسطس 2013.

وأصدر مجلس الأمن أواخر أيلول/سبتمبر عام 2013 قراراً يدين استخدام السلاح الكيميائي في سوريا ويطالب النظام السوري بتسليمها، حيث أعلنت البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة أن نحو 8% من ترسانة النظام الكيميائية ما تزال داخل سوريا.