نشرت صحيفة موالية لنظام الأسد معلومات تؤكد احتكار أسطوانات الأوكسجين، التي تزداد الحاجة إليها في المستشفيات وعند المرضى في المنازل، مع انتشار فيروس كورونا في العاصمة دمشق.
ووفق تسجيل مصور نشرته صحيفة "الوطن" أمس، فإن معامل تعبئة الأوكسجين في دمشق تقوم باحتكاره، وبيعه بالسوق السوداء.
وتحدث مواطنون عن وصول سعر أسطوانة الأوكسجين الكبيرة إلى 400 ألف ليرة سورية، يأتي ذلك في ظل ازدياد الطلب على الأوكسجين بسبب الانتشار الواسع لفيروس "كورونا" في دمشق، والذي تواجهه مؤسسات النظام بالتكتم.
وكان موقع تلفزيون سوريا نشر تحقيقاً عن حقيقة انتشار "كورونا" في دمشق حمل عنوان " "كورونا تعطل سياسة النظام في التعتيم والناس أمام مصير مجهول".
وقال أحد المواطنين للصحيفة: إن عدداً كبيراً من الذين يحتاجون إلى الأوكسجين سيموتون اختناقاً، أمام الاحتكار الموجود من قبل بعض المعامل، إلى جانب انتشار بيع الأسطوانات بالسوق السوداء بأسعار تفوق قدرة الناس الشرائية حالياً في دمشق وغيرها من المناطق.
وأكد طبيب في دمشق لموقع تلفزيون سوريا (فضل عدم ذكر اسمه) وجود أزمة خانقة في المستشفيات، التي أغلقت أبوابها أمام المرضى.
ولفت إلى أن الحصول على منفسة لمريض (جهاز تنفس اصطناعي) هو أمر مستحيل، فكيف بمن يبحث عن أسطوانة أوكسجين، مشيراً إلى أن عدد هؤلاء كبير جداً.
وأوضح أنه مع انتشار "كورونا" ازداد الطلب على أسطوانات الأوكسجين بسبب إغلاق المستشفيات أبوابها أمام المرضى، الذين قرروا تأمين مستلزماتهم لمواجهة "كورونا" في حال إصابتهم، وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة.
وأكد الطبيب أن مؤسسات النظام لا تقدر حجم الكارثة التي أحدثها فيروس "كورونا"، إذ لا تتعامل مع الملف بشكل جاد وعملي، فعلى سبيل المثال التجمعات تملأ دمشق والآن توجد أزمة الأوكسجين، حيث تجد الناس يقفون بالمئات أمام المعامل دون إجراءات وقاية، مشيراً إلى أن هذا مثال واحد على مئات التجمعات التي لا تنظمها مؤسسات النظام.
ويعيش سكان مناطق سيطرة نظام الأسد في واقع معيشي متردٍ، يملؤه العوز، ووصل إلى حد الجوع لبعض العائلات التي فقدت مصادر دخلها، ويرجع مراقبون ذلك، إلى إصرار النظام منذ عام 2011 على اتباع سياسات أضرت بالاقتصاد، إذ وجهت بوصلتها نحو دعم العمليات العسكرية ضد مناطق المعارضة السورية، وتجاهلت دعم وتحسين الواقع المعيشي.
وتصدرت سوريا قائمة الدول الأكثر فقراً بالعالم، بنسبة بلغت 82.5 في المئة بحسب بيانات موقع "World By Map" العالمي.
وأصدر الموقع، في شباط الفائت، بيانات وإحصائيات للسكان الواقعين تحت خط الفقر في كل دولة من دول العالم، وتصدرت سوريا المرتبة الأولى عالمياً من حيث الفقر.
وتتوافق أرقام الموقع مع أرقام الأمم المتحدة، إذ قدرت نسبة السوريين تحت خط الفقر بـ 83 في المئة، بحسب تقريرها السنوي لعام 2019، حول أبرز احتياجات سوريا الإنسانية.