icon
التغطية الحية

صحيفة روسية: موسكو قد تسبب مشكلة لإسرائيل في سوريا

2022.05.06 | 19:18 دمشق

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
برافدا - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة له على تلفزيون ميدياسيت الإيطالي بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "يطرح الحجة التالية وهي: ما نوع عملية تطهير النازية من أوكرانيا إن كان هو (أي زيلينسيكي) يهودياً".

وتابع لافروف بالقول: "قد أكون مخطئاً، ولكن دماء يهودية كانت تجري في عروق هتلر أيضاً، وهذا لا يعني أي شيء على الإطلاق، فالحكماء من اليهود يرون بأن أشد المتحمسين لمعاداة السامية هم يهود عادة، أي أن هنالك ابناً ضالاً لدى كل عائلة".

ردة فعل إسرائيل: موسكو تجاوزت الحدود في العلاقات

في اليوم التالي، استدعي السفير الروسي في إسرائيل إلى وزارة الداخلية، ثم وصف نفتالي بينيت رئيس الوزراء تلك المزاعم بأنها: "غير صحيحة" و"غير مقبولة أساساً"، في حين وصفها وزير الخارجية يائير لابيد بأنها: "شائنة ولا تغتفر"، ونبه أيضاً إلى أن إسرائيل كانت تحاول الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع روسيا، إلا أن موسكو "تجاوزت الحدود" بالتصريح الذي بدر من لافروف، ثم طالب باعتذار من قبل الحكومة الروسية عن تصريحات لافروف، حيث قال: "لم يقتل اليهود بعضهم خلال المحرقة، ثم إن أدنى مرتبة من العنصرية المعادية لليهود تتجلى باتهامهم بمعاداة السامية".

كيف بوسعك دعم النازيين في أوكرانيا إن كنت يهودياً؟

رداً على ذلك، اتهمت موسكو إسرائيل بدعم "نظام النازية الجديدة في كييف"، وأخذت تذكر إسرائيل بالتاريخ. إذ في الثالث من أيار، أعلن ناطقون رسميون باسم وزارة الخارجية الروسية بأن هناك أحداثاً تاريخيةً تثبت تعاون اليهود مع النازيين، فمثلاً في بولندا وغيرها من الدول، كان النازيون يعينون يهوداً ليرأسوا الأحياء المعزولة المخصصة لليهود، وبعض هؤلاء ارتكبوا جرائم مشينة.

ثم أعلنت الوزارة في بيان لها ما يلي: "ليفيتس رئيس لاتيفيا الحالي لديه أصول يهودية، وقد نجح أيضاً في التعتيم على عملية إعادة تأهيل الجناح العسكري للحزب النازي داخل بلده.. كما أن قانون مكافحة معاداة السامية الذي وقع عليه زيلينسكي قبل عامين لا يجري تطبيقه على الإطلاق".

تبدو رسالة روسيا واضحة هنا، إذ كيف يمكن لإسرائيل التي عانت كثيراً بسبب النازية أن تدعم نظام النازية الجديدة في أوكرانيا؟

رسالة إلى إسرائيل التي غيّرت موقفها تجاه أوكرانيا

يقول أوليغ بارابانوف وهو مدير مشروع نادي الحوار الدولي إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دبلوماسي محنك، وأضاف: "إنه يفكر مرتين قبل أن يتفوه بأي شيء، وإن قال ذلك فهذا يعني أن هنالك نية لخلق حالة من التشدد في العلاقات الروسية مع إسرائيل".

لنفرض بأن روسيا قررت أن تفعل ذلك لأن بينيت حاول أن يلعب دور الوسيط في الأزمة الأوكرانية، حيث سافر إلى موسكو ليجري مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي.

وقد كانت العلاقات الروسية-الإسرائيلية إيجابية في سوريا أيضاً، لدرجة أن حادثة إسقاط الطائرة إيليوشين II-20 لم تؤثر في حالة الوفاق بينهما، ما يوحي بأن روسيا كانت تأخذ بالحسبان قلق إسرائيل في حربها ضد حزب الله، وتوافق على قيامها بقصف القوافل التي تحمل أسلحة ترسلها إيران لذلك الحزب الموجود في سوريا.

ولكن بحسب ما يراه أوليغ بارابانوف، فإن إسرائيل غيّرت موقفها المعتدل تجاه الأزمة الأوكرانية.

فقد وافقت تل أبيب على دراسة فكرة تقديم دعم عسكري إضافي لأوكرانيا بطلب من إدارة بايدن، بالرغم من رفض إسرائيل قبل ذلك لطلب أوكرانيا إرسال شحنات أسلحة إليها.

والجدير بالذكر هو أن إسرائيل تعد دولة من بين ست دول تنتج أسلحة حديثة ذات جودة عالية، وتشمل طائرات وسفناً حربيةً، وعربات مصفحة ونظم صواريخ.

ثم إن إسرائيل أرسلت العميد درور شالوم رئيس فرع الأمن السياسي في وزارة الدفاع إلى قاعدة رامشتين الجوية بألمانيا بهدف عقد لقاء قمة مع مسؤولين أميركيين لمناقشة مسألة إمداد أوكرانيا بالسلاح.

إلا أن روسيا لا ترغب بأن تقوم إسرائيل بتجاوز هذا الخط الأحمر، ومع ذلك أعلن لابيد بأن إسرائيل لن تصبح جسراً للالتفاف على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية على روسيا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن إسرائيل بدأت تتحول إلى دولة غير صديقة لروسيا، لذا سيترتب على فعلها هذا عواقب كثيرة.

بوسع روسيا الحد من حرية تصرف إسرائيل في سوريا

أعلن آلون بينكاس، وهو القنصل الإسرائيلي العام السابق في نيويورك ورئيس أركان سابق منذ أيام الرئيس شمعون بيريز، بأن عدم تقييد الاتحاد الروسي لإسرائيل ومنعها من شن غارات جوية على أهداف إيرانية في سوريا لمنع حزب الله من الوصول إلى أسلحة صاروخية متطورة يعتبر مسألة حساسة بالنسبة لتل أبيب، ولكن إن غيرت موسكو موقفها، عندها ستُحرم إسرائيل من حرية التصرف في سوريا، وهذه الحرية تعتبر مسألة أساسية بالنسبة لأمن إسرائيل.

 

المصدر: برافدا