icon
التغطية الحية

صحيفة روسية تكشف تفاصيل جديدة عن جرائم مرتزقة فاغنر في سوريا

2020.04.22 | 18:06 دمشق

faghnr.jpg
سامر إلياس - موسكو - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

مع كشفها تفاصيل جديدة عن جريمة قتل ارتكبها عناصر مجموعة "فاغنر" للمرتزقة الروس التابعة لـ "طباخ بوتين" في سوريا والتمثيل بجثة الضحية المعروف باسم حمادة الطه البوطه، استهجنت صحيفة "نوفايا غازيتا" عدم فتح السلطات الروسية تحقيقا بحق المجرمين، ورجحت وجود ضحية آخر في مسرح الجريمة في حقل الشاعر للغاز الطبيعي، وطالبت السلطات بمباشرة التحقيق بالجريمة التي لا تسقط بالتقادم، كما دعت قراءها إلى تحديد هوية الشخصية الثالثة من مرتزقة فاغنر الذين ظهروا في الصور والفيديوهات.

تلفزيون سوريا يعتذر عن بشاعة الصور والفيديوهات المنشورة في التقرير الذي جمعته "نوفايا غازيتا" وينقل لكم ترجمة حرفية للتقرير الذي نشر أمس 21 نيسان 2020.

قبل ستة أشهر، تحدثت "نوفايا غازيتا" عن جريمة ارتكبها عدد من مرتزقة "مجموعة فاغنر"، وقد أثبتت المعلومات والمستندات المنشورة أن عملية التعذيب والقتل والتمثيل اللاحق بالجثة، تمت على أراضي سوريا بأيدي مواطنين روس. إلا أن مكتب المدعي العام الروسي ولجنة التحقيق الروسية، حتى الآن، لم يبديا أي اهتمام بهذا التسجيل.

تمكنا من الحصول على نسخة أكثر اكتمالاً من الفيديو، الذي يوثق الجريمة، لربما ستقنع البيانات الجديدة ضباط إنفاذ القانون بأن جريمة ضد الإنسانية ارتكبت، ولا بد لمرؤوسي ألكسندر باستريكين (رئيس لجنة التحقيقات الروسية) التعامل معها. تمكنا أيضًا من الحصول على صور لعدة متورطين بارتكاب الجريمة، ونناشد قراءنا للمساعدة في تحديد هويتهم، وسنكشف عن هوية إحدى هذه الشخصيات بنفسنا.

قبل ثلاث سنوات، طردت شركة عسكرية خاصة روسية تنظيم الدولة من حقل الشاعر للغاز الطبيعي في سوريا، ثم زينت بوابات محطة معالجة الغاز برأس مقطوع. وتوصلت هيئة التحرير إلى أدلة جديدة، تثيت أن الجريمة ارتكبت في حقل تسيطر عليه مؤسسة تجارية روسية مرتبطة بـ "طباخ الكرملين" يفغيني بريغوجين.

كيف استجابت السلطات الروسية

تعرض المواطن السوري حمادي الطه البوطه (الاسم الحقيقي حسب مصادر أهلية سورية  محمد طه اسماعيل العبد الله) للتعذيب والقتل في يونيو 2017. ووثق القتلة جريمتهم في مقاطع فيديو، ظهرت على الانترنت. في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، تمكنت "نوفايا غازيتا" من تحديد هوية أحد المشاركين، وتبين أنه موظف في ما يسمى شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة، واسمه ستانيسلاف د. تم إرسال جميع الأدلة والوثائق إلى مكتب المدعي العام وإلى لجنة التحقيقات الروسية. وقام مكتب المدعي العام بتوجيه المعلومات إلى لجنة التحقيق للتأكد منها. ومنذ ذلك الحين، لم يصدر أي رد فعل عن لجنة التحقيق، ولم يطلب أحد المواد الموجودة بحوزة "نوفايا غازيتا".

مصنع تحرسه "فاغنر"

تم سحق ذراعي وساقي حمادي بمطرقة ثقيلة، وقطعوا رأسه، وقطعوا يديه، ومثلوا بجثته وهم يضحكون ويتمازحون. تم تعليق الجسد مقطوع الرأس من الساقين وحرقوه. وقد ظهر لدينا صور ومقاطع فيديو تشرح أين ذهب الرأس.

1c7c9019-1198-4407-a460-88a687ad9a9b_16x9_1200x676-750x430_0.jpg

تم تعليق رأس القتيل حمادي على سياج قريب، ولا توجد أي إشارات أو علامات على مكان الجريمة، سوى أن الطبيعة تشبه طبيعة الشرق الأوسط. وقد تم تصوير العملية بكاملها من عدة زوايا.

ويبدو أن القتلى كانوا اثنين على الأقل. ولا تزال هوية القتيل الثاني مجهولة بالنسبة لنا، ورأسه مرئي على الأرض في أحد مقاطع الفيديو التي يمتلكها طاقم التحرير.

content_2__1_ (1).jpg

 

على اليسار يمكن رؤية مبنى، وعليه لافتة باللغة العربية، وعلى اليمين، على الجانب الآخر من الطريق - هياكل مصنع متداعية وخزان أسطواني مائلة. بدا المشهد مألوفا. قبل بضعة أيام، على موقع "فان"- وكالة الأنباء الفيدرالية (إحدى كيانات مجموعة شركات "باتريوت" الإعلامية، المملوكة ليفجيني بريغوجين)، ظهرت مقالة تتحدث عن توقف الإنتاج في محطتي حيان والشاعر مع صورة تظهر تشابها كبيرا لمكان ارتكاب الجريمة.

بعد مرور بعض الوقت، اختفت هذه المادة من موقع "فان"، وتحت نفس عنوان الصفحة، ظهر مقال إخباري حول موضوع مختلف تمامًا، لكن ذاكرة التخزين المؤقت لمحركات البحث احتفظت بالمقال الأول بالكامل.

content_3.jpg

 

حاولت "نوفايا غازيتا" الاتصال بملتقط الصورة ستيبان ياتسكو من "وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية"، لطلب توضيح عن الكيان الذي تم التقاطه في الصورة، ولكن ستييان، بعد قراءة الرسالة، لم يرد. بعد دراسة المصادفات (الخزان الساقط نفسه، شكل وموقع أبراج الإضاءة، تصميم وشكل الكيانات)، توصلنا إلى استنتاج مفاده أن كلتا الصورتين التقطتا في نفس المكان. للتأكيد، لجأنا إلى خبراء فريق Conflict Intelligence Team  (فريق استخبارات الصراع وهو فريق يوثق الأعمال العسكرية الروسية في الخارج)، الذين يملكون خبرة استثنائية في تحديد الكيانات على الصور ومقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية. ويعتقد الخبير في الفريق رسلان ليفييف، أيضًا أنه تم التقاط كلتا الصورتين في نفس المكان - في منشأة "الشاعر" لاستخراج الغاز، وصورة "فان" التقطت من الجنوب الشرقي، وصورة الجريمة من الشمال. "يظهر هيكلان أسطوانيان في كلتا الصورتين، أحدهما، على ما يبدو، سقط خلال القتال في عام 2014 (تمكنا من العثور على صور نهاية عام 2014، حيث هذا الهيكل موجود بالفعل على الأرض). يمكن العثور على نفس المنشأتين الواضحتين على صور الأقمار الصناعية لمصنع الشاعر على Google Earth.  أيضا.

إن التضاريس في صورة الخلفية تشبه نموذج التضاريس الذي بناه برنامج Google Earth من الموقع المقترح "، حسب الخبير ليفييف.

content_4.jpg

خريطة المنطقة، الدائرة الحمراء حول الخزان الساقط. 

ترددت منذ فترة طويلة شائعات حول تعليق رؤوس مقطوعة عند مدخل محطة معالجة الغاز، الأمر الصادم للمتخصصين السوريين والروس، لكن هذه الروايات لم تكن مثبتة قبل الحصول على الأدلة. من الواضح أن الفظائع تُعرض على الملأ وبموافقة إدارة منشأة معالجة الغاز. انتقلت السيطرة على حقل الشاعر عدة مرات خلال الصراع السوري، وأخيراً تم إخراج "تنظيم الدولة" من الحقل في نيسان/ أبريل 2017. وبحسب التقارير الرسمية، فقد تم طرد "التنظيم" من قبل قوات النظام، إلا أن الوثائق الموجودة بحوزتنا، تشير إلى أنه تم السيطرة على حقل الشاعر من قبل شركة "يورو بوليس" الروسية المتواضعة.

شركة "يورو بوليس" ذات المسؤولية المحدودة

هي شركة روسية تعهدت بموجب اتفاقية أبرمت مع نظام الأسد في كانون الأول / ديسمبر 2016 بالقيام بعمليات عسكرية في سوريا ضد خصوم الأسد مقابل نسبة من إنتاج النفط والغاز في الحقول التي تسيطر عليها. يرتبط المالكون الرسميون للشركة ارتباطًا وثيقًا بهياكل رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين، المعروف باسم "طباخ بوتين".

مؤسس الشركة، وفقًا لمعلومات "SPARK-Interfax"، هي الشركة المساهمة، "Neva JSC" ، ورئيسها ومالكها فاليري تشيكالوف. ووفق الوثائق التي نشرتها مجموعة هاكر "Anonymous International"، شغل تشيكالوف لسنوات عديدة مناصب عليا في إمبراطورية "كونكورد" المملوكة لبريغوجين. من كانون الثاني/ يناير 2017 إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، كان أوليغ يروخين مديرا عاما ليورو بوليس، ووفقًا لمعلومات هيئة التحرير، شوهد يروخين مرارًا وتكرارًا في رحلات مشتركة مع قادة مجموعة فاغنر، بما في ذلك دميتري أوتكين (الملقب بفاغنر).

يزين شعار "مجموعة فاغنر" المعروف، موقع "رابطة قدامى المحاربين في الحروب المحلية والصراعات العسكرية"، وهو عبارة عن "صليب من الخنادق". و حتى وقت قريب، ظهر اسم يروخين ضم قائمة مؤسسي الرابطة. في نوفمبر 2019، ترأس الشركة العالم الجيولوجي المحترف رافائيل سليمانوف، والذي لم يشارك سابقا في مشاريع بريغوجين، وفقًا لبيانات "نوفايا غازيتا".

الاتفاق المبرم بين "يورو بوليس" والمؤسسة العامة السورية للبترول، حول السيطرة على حقل الشاعر، صدّقت عليها حكومة النظام في 25 أيار / مايو 2017. هذه الاتفاق يثبت بالمستندات أن حقل الشاعر، هو منذ صيف عام 2017، تحت حراسة شركة "يورو بوليس"، الوجه القانوني لـ"مجموعة فاغنر" غير المسجلة رسميًا.

ستانيسلاف ديتشكو ورفاقه

تحدث أحد المشاركين في الجريمة في تسجيل الفيديو بوجه مفتوح، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، تمكنا من التعرف إليه باستخدام تقنية كمبيوتر لتمييز الوجوه. كان هناك احتمال حدوث خطأ، ولم تذكر "نوفايا غازيتا" اسمه الأخير. الآن بعد أن تلقينا بيانات إضافية، عمليًا ليس لدينا شك. نعتقد أنه من الواضح أنه في الفيديو.

ولد ستانيسلاف يفغينيفيتش ديتشكو عام 1990، وهو موظف سابق في شرطة ستافروبول.

content__________5_00000.jpg

في الملف الشخصي لموظفي "مجموعة فاغنر"، رداً على سؤال حول الغرض من الانضمام إلى "الشركة"، أجاب: "تمثيل مصالح الاتحاد الروسي في الخارج".

content_anquette_00000.jpg

جزء من استبيان توظيف ديتشكو

عمل ديتشكو في مجموعة "فاغنر" منذ فبراير 2016، بعد أن تم فصله من وزارة الداخلية مباشرة. على حد علمنا، السيد ديتشكو على قيد الحياة وبصحة جيدة اليوم، وهو لا يختبئ من أحد ولا يبحث عنه أي شخص، وهو غير مهم للجنة التحقيق.

content_001_wag2.jpg

في المحصلة، شارك من خمسة إلى سبعة أشخاص في عملية الإعدام، استنادًا إلى الصور والفيديو. ليس لدينا معلومات لا جدال فيها عن شخصيات هؤلاء الرجال، لكننا نعتمد على مساعدة قرائنا. في صورة، تمكنا من الحصول على ثلاثة وجوه مكشوفة. قد تتعرف عليهم.

content__________8.jpg

صمت لجنة التحقيقات

حاليا، أصبح توقيت الجريمة معروفا – حزيران 2017. مسرح الجريمة معروف أيضًا - حقل غاز الشاعر في سوريا، يمكن تحديد الموقع باستخدام الصورة بدقة متر واحد. هوية الضحية معروفة. مشارك واحد على الأقل في الجريمة معروف. ولذلك يجب استغلال هذه المعطيات لتحديد صور شركائه. فقد تم التقاط ظروف الجريمة في الصورة والفيديو من قبل المجرمين أنفسهم. هناك القانون الجنائي للاتحاد الروسي - المادة 105، التي تنص على السجن مدى الحياة لمرتكب جريمة القتل العمد في ظل ظروف مشددة، والمادة 356، التي تنص على عقوبة تصل إلى 20 سنة في السجن بسبب المعاملة القاسية لأسرى الحرب أو المدنيين. وهذه الجرائم لا تسقط بتقادم الزمن.

والسؤال لماذا لم تؤثر اللقطات المنشورة سابقًا على موظفي لجنة التحقيق في الاتحاد الروسي؟ (في حين أثارت صدمة، على سبيل المثال،  الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف)، ولم ير المحققون أي علامات على ارتكاب جريمة عليها، فإننا نقترح أن يدرس المحققون القضية مرة أخرى.

حتى الآن، لم يبد مكتب المدعي العام الروسي ولا لجنة التحقيقات اهتمامًا بهذه الجريمة.

content_001_wag3.jpg

لقطة إطلاق النار على الأسير من مسافة قصيرة بعد التعذيب السادي. تم حظر الفيديو في موقع الاستضافة بسبب وحشية المحتوى المفرطة. وهي تحت تصرف هيئة التحرير بشكل كامل، وفي الطلقات، تم تفجير فتيل قنبلة يدوية بين فخذي الأسير ثم يُطلقون النار عليه من مدفع رشاش، وبعدها يُضرب بمطرقة ثقيلة، دون لمس رأسه، لأنه يجب تعليقه على البوابة.

content_001_wag (1).jpg

ومعلوم أن عملية القتل تمت بشكل وحشي واستمع القتلة إلى أغنية ذات محتوى نازي تقول كلماتها:

"تحترق قرية وتركض امرأة شيشانية

لا تقبل أن تعطيني الطفل

لكنني آخذ الطفل وأقتل اﻷم

أنا قوات خاصة روسية لا أكترث لشيء

أحمل السلاح ﻷقتل

تعذيب حتى الموت"


 

اقرأ أيضا:

كيف وصل مرتكبو جريمة "حقل الشاعر" إلى سوريا؟

روسيا تعلق على فيديو يظهر مرتزقتها يعذبون ويقتلون سوريّاً

فيديو مسرب لمرتزقة روس يحرقون جثة شاب سوري بعد قطع رأسه