أوقفت إدارة الهجرة التركية الصحفي السوري رضوان هنداوي في المركز التابع لها بمنطقة أسنيورت في مدينة إسطنبول، بدعوى "تزوير بطاقة الحماية المؤقتة" (الكيملك)، حيث يواجه خطر الترحيل إلى سوريا.
الناشطة الحقوقية والإعلامية جودي عرش (من مدينة حمص)، زوجة الناشط الحقوقي والإعلامي رضوان هنداوي، كتبت عبر حسابها في فيس بوك أنها فقدت التواصل مع زوجها منذ أمس الأربعاء، بعد أن ذهب إلى دائرة الهجرة في منطقة أسنيورت والتي أرسلت إليه رسالة من أجل تحديث بياناته.
وأضافت أن رضوان كتب لها في آخر رسالة وهو داخل دائرة الهجرة "لقد أبطلوا لي بطاقة الكيملك، ويصرخون بي ويشتموني، ويجهزوني من أجل الترحيل، وسألوني إذا كنت مطلوباً للنظام، وخائف من ترحيله إلى مناطق سيطرته، ستأتي سيارة ولا أعرف إلى أين سيأخذونني، ولا أعرف السبب".
نفي تهمة التزوير
ونشرت الإعلامية جودي اليوم الخميس تسجيلاً مصوراً عبر فيس بوك نفت من خلاله كل التهم الموجهة إلى زوجها بخصوص تزوير الوثائق الثبوتية. مؤكدةً أن بطاقته مسجلة في قيود الدولة بشكل رسمي.
وقالت جودي إن "رضوان يواجه حالياً تهمة تزوير بطاقة الحماية المؤقتة (تزوير الكيملك)"، مؤكدةً أنه منذ شباط عام 2020 استخرجت هي وزوجها (بطاقة الحماية المؤقتة) "الكيملك"، بشكل قانوني ورسمي من إدارة الهجرة التركية في منطقة الفاتح بإسطنبول.
وأضافت أن لديهم "حسابات بنكية فتحوها عبر الكيملك، الذي تقول السلطات إنه مزور، وكانت تستخرج أذونات سفر، وتثبيت معاملات في النفوس، بالإضافة إلى معاملات حكومية أخرى".
وبعد توقيف رضوان واتهامه بتزوير الأوراق الثبوتية، رأت زوجته أن الحل الأمثل هو تعيين محام بشكل عاجل، والذي أرسلت إليه على الفور شيفرة "E-Devlet" (إي دولات) الخاصة برضوان ليطلع عليها. وأظهرت عبر الفيديو صور معاملة حكومية وقيد نفوس، قالت إنها استخرجتها من "E-Devlet" (إي دولات) بتاريخ أمس 29 حزيران 2022.
ونفت الإعلامية السورية نفياً قاطعاً أي تهمة موجهة إلى زوجها، مؤكدة أن "صحته لا تسمح له بتحمل الضغط النفسي داخل مركز الاحتجاز، ولا يتحمل أيضاً أن يتم ترحيله إلى سوريا". معتبرةً أن "ما حصل مع رضوان ليست قضيته وحده فقط، بل هو أمر يتعرض له عشرات السوريين بشكل يومي، حيث يتم ترحيلهم بشكل غير شرعي".
مناشدات لتوقيف ترحيل السوريين
وناشدت جودي الجميع بـ "إيصال صوتها وصوت كل السوريين الذين يتعرضون لعمليات الترحيل اليومية"، مضيفة أن "السوريين غير سعداء بخروجهم من بلدهم، بل يأملون بالعودة إلى سوريا بأقرب وقت، لكن عندما تحين الظروف الملائمة للعودة".
كما ناشدت السلطات التركية وأصحاب القرار بـ "الإفراج عن رضوان ورفاقه داخل مراكز الاحتجاز وإيقاف عمليات الترحيل بحق السوريين في تركيا، وخصوصاً التي كانت بتهم باطلة".
من هو رضوان هنداوي
وخلال سنوات الثورة عمل كل من رضوان وزوجته جودي على تغطية عمليات القصف التي شنتها قوات النظام السوري على مدينة حمص وتحديداً في حي الوعر في أثناء الحصار، بالإضافة إلى نقل الحالات الإنسانية وما تعرض له المدنيون المحاصرون من تجويع وقتل ممنهج، ولاحقاً حالات التهجير.
وتعرض رضوان وزوجته خلال سنوات الحصار لأكثر من إصابة خلال تغطيتهما للأحداث، وبعد تهجير المدنيين القسري من حمص على يد قوات النظام، خرجا إلى ريف حلب عام 2017، وأكملوا عملهم الإعلامي والحقوقي، وفي أثناء ذلك تعرض رضوان لعملية خطف ومصادرة معدات، بالإضافة إلى تهديدات طالتهم خلال وجودهم في مدينة الباب شرقي حلب، وبعد سوء حالهم قرروا مغادرة مناطق ريف حلب مجبرين، والتوجه إلى تركيا.