icon
التغطية الحية

صحة دمشق: إجراءات جديدة وتفعيل مخافر لحماية الكادر الطبي في المشافي

2025.02.10 | 13:37 دمشق

مشفى دمشق
مشفى دمشق (المجتهد) في العاصمة دمشق
دمشق ـ لينا عدره
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- شهدت الكوادر الطبية في دمشق تعديات متكررة، مع زيادة وضوحها بسبب حرية التعبير، وضغط المرافقين على المنشآت الصحية مما يؤدي لاحتكاكات مع الكادر الطبي.
- تحسنت جودة الخدمات الطبية وزاد الإقبال على المشافي العامة، مما دفع لتفعيل مخافر شرطة لضبط الأمن، مع تأكيد تفاني الكادر الطبي رغم الظروف الصعبة.
- شدد معتوق على التفريق بين الخطأ الطبي والتقصير، وأهمية فرض القانون لحماية المرضى والكادر، مع التعامل بصرامة مع التعديات لضمان بيئة عمل آمنة.

على إثر التعديات المتكررة على الكوادر الطبية، صرّح مدير صحة دمشق محمد أكرم معتوق لـ موقع تلفزيون سوريا، بأن ما نشهده من تجاوزات ليس أمراً مستجداً، إذ حصلت سابقاً، ومن المحتمل أن تستمر مستقبلاً، إلا أنها ببساطة كانت تحدث من دون أن يلتفت إليها أحد.

وتابع: "التجاوزات لم تكن تطفو على السطح بسبب إجرام النظام البائد، أما اليوم، وبعد أن أصبح المواطن قادراً على التعبير عن رأيه بحرية وشفافية، بات من الممكن تسليط الضوء عليها".

وقال "معتوق" إنّ اصطحاب عائلة المريض لأكثر من مرافق، حيث يصل العدد في أحيان كثيرة إلى عشرة مرافقين، يعود إلى طبيعة المجتمع العاطفية، مما يشكل ضغطاً على المنشآت الصحية والمشافي.

ويزداد الأمر تعقيداً مع حالات الانفعال التي تسيطر على أهالي المرضى، ما قد يؤدي إلى احتكاك بينهم وبين الكادر الطبي المنهك الذي يقدم الخدمة الطبية.

وأشار إلى أن جودة الخدمات الطبية المقدمة منذ 8 ديسمبر وحتى اليوم، والتي شهدت تحسناً ملحوظاً، وهو ما ترتّب عليه زيادة الإقبال على المشافي العامة، لا سيما أن معظم مشافي دمشق تستقبل أعداداً تفوق طاقتها الاستيعابية، حيث تصل نسبة الإشغال في بعضها إلى أكثر من 130%.

وأوضح "معتوق"، أنّه في كثير من الأحيان، يُضطر المشفى إلى وضع طفلين في سرير واحد بسبب ارتفاع الطلب، في ظل منظومة صحية متهالكة خلّفها النظام الفاسد.

التعاون والتنسيق بين الجميع

أكد معتوق أن المطلوب حالياً، وبكل بساطة، التعاون بين الجميع، حيث تكمن المشكلة الأساسية في عدم وجود مخفر شرطة داخل كل مشفى، وهو أمر تعمل الجهات المعنية على حله.

وبيّن أن البداية كانت في مشفى دمشق، حيث تم تفعيل مخفر تابع لقسم شرطة الميدان، على أن يشمل القرار لاحقاً باقي المشافي، لافتاً إلى الحاجة لبعض التجهيزات والإمكانات لتفعيل هذه المخافر بشكل كامل.

وأكّد "معتوق" على تفاني الكادر الطبي في خدمة المرضى وعمله المتواصل ليلاً ونهاراً ضمن ظروف صعبة.

وأوضح أنّ تحسّن الخدمة الطبية مؤشر على ازدياد أعداد المرضى في المشافي العامة، مما يستدعي توعية المواطن بأهمية عدم التشويش على الكادر الطبي، لأن ذلك سينعكس سلباً ليس فقط على المريض نفسه، وإنما على بقية المرضى والكادر الطبي أيضاً، لما قد يسببه من إحباط لهم.

وأكد أنّ الطبيب لا يمكنه منع القدر، فمن الطبيعي أن تحصل حالات وفاة في المشافي لمرضى يعانون أصلاً من أوضاع صحية خطيرة أو تعرضوا لحوادث مميتة، وبالتالي فإنّ وفاتهم لا تعني بالضرورة وجود تقصير طبي.

فرق بين الخطأ الطبي والتقصير

وشدّد "معتوق" على ضرورة التفريق بين التقصير والخطأ الطبي، حيث يتم تقييم الأخير من قِبل لجنة طبية مختصة بإشراف نقابة الأطباء، التي تقرر وجوده من عدمه.

وأشار إلى أنه لا يجوز للطبيب نفسه اتهام زملائه بالتقصير، فما بالك بالمواطن العادي، خاصة مع وجود هيكلية واضحة لمعالجة الأخطاء الطبية عبر لجان مختصة.

فرض القانون

وبحسب "معتوق"، سيكون هناك كادر من الشرطة في جميع المشافي لضبط الأمن، خلال الفترة المقبلة، بما يضمن مصلحة المرضى والكادر الطبي المتفاني في تقديم الخدمات.

ولفت إلى أن حالات التعدي ما تزال ضمن إطار الحوادث الفردية الناجمة عن الانفعال، وغالباً ما يتم حلّها بشكل ودي، بفضل تفهم الكادر الطبي وتسامحه، ومع ذلك، شدّد على أن الفترة المقبلة ستشهد فرض القانون بشكل صارم، بحيث يتحمل كل شخص مسؤولية تصرفاته وسلوكه.

يشار إلى أنّ عدة مشافي شهدت مؤخراً حالات تعدٍّ على الكوادر الطبية، مما دفع العديد منهم إلى تنظيم اعتصامات للمطالبة بتوفير بيئة عمل آمنة.

وكان آخر هذه الحوادث في مشفى الأطفال، حيث تعرّض الكادر الطبي للاعتداء بالضرب وتحطيم المعدات من قبل أهالي طفلة توفيت، وكان مصدر من المشفى قد أكّد أنّ الطفلة كانت تعاني من وضع صحي سيئ جداً أدى إلى وفاتها.