althania
icon
التغطية الحية

شوارع سلمية "منتديات سياسية".. ما مطالب الأهالي بعد إسقاط نظام الأسد؟

2024.12.21 | 06:14 دمشق

آخر تحديث: 21.12.2024 | 08:54 دمشق

مظاهرة في مدينة سلمية هقب دخول إدارة العمليات العسكرية، 7 كانون الأول 2024 ـ AFP
مظاهرة في مدينة سلمية عقب دخول إدارة العمليات العسكرية، 7 كانون الأول 2024 ـ AFP
تلفزيون سوريا ـ سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- تزامن عقد خطوبة في سلمية مع "مهرجان التحرير"، مما أبرز التنوع الاجتماعي والسياسي بعد سقوط النظام السوري، وأصبحت المدينة مركزًا للتفاعل الثقافي والسياسي.
- يشهد الوضع الأمني في سلمية تحسنًا ملحوظًا مع انتهاء الحواجز العسكرية، لكن هناك حاجة لتنظيم حمل السلاح لضمان سلامة المدنيين وتحسين الأوضاع المعيشية.
- يعبر سكان سلمية عن تفاؤلهم بالتغييرات، مع التركيز على الحريات الشخصية وتحسين الخدمات، ويأملون في بناء دولة ديمقراطية تعددية تضمن حقوق الجميع.

في الساحة العامة وسط مدينة سلمية، علّت الزغاريد ممزوجة بالهتافات السياسية، عقب عقد خطوبة شاب وفتاة من المدنية، تزامنا مع انطلاق "مهرجان التحرير" في معظم المناطق السورية. يظهر مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي جانبا من تنوع مدينة سلمية الاجتماعي، وتفاعلها مع التتغيير الحاصل في البلاد، عقب سقوط النظام السوري ودخول إدارة العمليات العسكرية إلى المدينة منذ قرابة أسبوعين.

تعاود المدينة اليوم حراكها السياسي والشعبي على إيقاع أحداث متسارعة في دمشق، بسبب التنوع الديني والاجتماعي لسلمية، أصبحت المدينة مركزا للتفاعل الثقافي والسياسي، وبرزت سابقا عدة تيارات سياسية متباينة، من بينها التيارات القومية والإسلامية واليسارية التي تلقت ضربات قاسية من النظام خلال حكم نظام الأسد الأب والابن.

أمان واستقرار نسبي بعد التغيير

علي، عامل في الإغاثة، تحدث لموقع تلفزيون سوريا عن تحسن الوضع الأمني في سلمية، مشيرًا إلى أنه يشعر بالأمان في أثناء عمله. وأضاف: "الأمور الأمنية جيدة وأنا سعيد لأن الإدارة أوفت بوعودها".

ويذكر حادثة شهدها خلال عمله "كنا أمام أحد المباني الحكومية عندما حاول بعض الأهالي سرقة مواد منه، وصادف مرور سيارة تابعة لإدارة العمليات. تعاملهم كان هادئا ومقنعا"، حينها قالوا لهم: "هذه دولتكم، وأنتم تؤذون أنفسكم. هذه ممتلكاتكم، وأنتم المستفيدون منها'".

وأضاف علي أن هناك حاجة ماسة لتنظيم حمل السلاح في المدينة بعد سحبه وتسليمه، مشيرا إلى وجود أسلحة ملقاة في حاويات النفايات، مما يشكل خطرا على حياة المدنيين.

وقال: "يجب أن تكون هناك خطة لتنظيم من يحمل السلاح ومهمته". كما أشار فرِحا إلى أن الحواجز العسكرية التابعة للنظام السابق والإتاوات التي كانت ترهق الأهالي انتهت.

ويتابع "أنا مازلت طالبا كنت أفكر بالسفر قبل سقوط النظام، فمن حقي التمتع بالحياة والعيش بمكان مناسب، هناك قرارات ووعود ننتظر تطبيقها مثل تعديل الرواتب الذي وعد به قائد الإدارة العامة أحمد الشرع، كما يجب دعم المشاريع من الحكومة الجديدة بدون شركاء منفذين أي بإشراف مباشر من قبلها".

حرية شخصية ومطالب معيشية

معصم، طالبة جامعية، أعربت عن سعادتها بتحسن الوضع الأمني، لكنها أكدت أهمية الحفاظ على الحريات الشخصية. وقالت: "لا أريد أن يُفرض علي شيء يحد من حريتي. أريد الحفاظ على مساحتي الشخصية.. وبالنسبة للوضع المعيشي في البداية كان هناك غلاء في الأسواق، لكن تعامل الإدارة كان إيجابيا وبدأت الأسعار تعود إلى طبيعتها".

رفيف، طالبة طب بشري، أعربت عن شعورها بالأمان، لكنها أشارت إلى صعوبة الوضع المعيشي والخوف الذي أثارته الغارات الإسرائيلية الأخيرة على محيط المدينة.

وقالت لموقع تلفزيون سوريا: "القصف الإسرائيلي الأخير على مواقع النظام أثار خوفنا من اندلاع حرب جديدة، نحن مرهقون ولا نريد حروبًا مع أحد، أطمح كطبيبة مستقبلية أن أحصل على حقوقي كاملة، وأن تشغل النساء مناصب قيادية".

وتوضح أن "عودة اللاجئين وخاصة اللاجئات مهمة، ويجب أن تُستثمر خبراتهن بغض النظر عن كونهن نساء.. هل يعقل تنحيتهن وعدم الاستفادة من خبراتهن لأنهن نساء فقط؟".

شوارع سلمية.. "منتديات سياسية"

ريهام موظفة من سكان المدينة، أشارت إلى تفاعل الناس الإيجابي مع التغييرات إذ يتحدث الجميع بالسياسة. وقالت: "بعد اجتماع المجلس الإسماعيلي الأعلى مع وفد الإدارة، خرج الناس للشوارع بطريقة غريبة. كانوا فرحين ولم يخافوا رغم انقطاع الإنترنت. عند مرور الفصائل من المدينة، استقبلوهم بالشاي والمتة، وعانقت الأمهات بعض المقاتلين لأنهم ذكّروهن بأبنائهن الشهداء".

وأضافت ريهام أن "إجراءات الإدارة لخفض الأسعار أثرت إيجابًا على الأسواق، وأن الناس أصبحوا أكثر انخراطًا في النقاشات السياسية، ما أعاد للأذهان أجواء الحراك الثوري الأول وذكرني بمسلسل حمام القيشاني فالشوارع أصبحت منتديات سياسية".

ماذا يقول جيل آخر من الناشطين السياسيين؟

زهور حسين الحاج، ناشطة سياسية، قالت إن المستقبل ما زال غامضًا في سوريا بسبب التدخلات الخارجية، لكنها دعت إلى إعطاء الأولوية لملف المعتقلين والمغيبين، وتعزيز الأمن والاستقرار بمساعدة المجتمع المدني، وتأمين الخدمات الأساسية مثل الغذاء والتعليم والكهرباء. وأكدت أهمية بناء دولة ديمقراطية تعددية تضمن حقوق الجميع من دون تمييز.

رومل القطريب، ناشط ومعارض سياسي، اعتبر أن الوضع الأمني مقبول نسبيًا رغم بعض حوادث السرقة. وأشار إلى أن الخدمات تحتاج إلى تحسين تدريجي بسبب المرحلة الانتقالية. وقال: "سلمية سباقة في المطالبة بالتغيير، واستقبال إدارة العمليات كان تعبيرًا عن ارتياح الأهالي للتخلص من الكابوس السابق". في إشارة إلى النظام السوري المخلوع.

آمال بتغيير شامل في سوريا

ويرى أن الوضع الأمني في سلمية أفضل مقارنة بباقي المناطق، رغم بعض التجاوزات من ضعاف النفوس. وأشار إلى تحسن طفيف في الخدمات، خصوصًا بعد توفر الخبز. وأضاف: "نحن كسوريين نحلم بدولة مدنية ديمقراطية تعددية تحقق العدالة والحرية. شعارات الثورة، مثل 'واحد واحد واحد الشعب السوري واحد'، كانت تعبيرًا عن تطلعاتنا جميعًا. لقد مرت سنوات عجاف علينا، لكننا ما زلنا نحلم بسوريا للجميع، وليس لعائلة الأسد".

رغم التحديات الأمنية والمعيشية، يبدي سكان سلمية تفاؤلهم بالتغييرات الأخيرة. يعبر الأهالي عن أملهم في بناء دولة ديمقراطية تعددية تضمن حقوق جميع مكوناتها، مع تركيز على الحريات الشخصية وتحسين الخدمات وحل قضايا المعتقلين والمغيبين.