icon
التغطية الحية

شهر فضائح سلاح الجو الروسي.. طائرات تسقط وأخرى تشتعل

2021.09.01 | 19:40 دمشق

hryq.jpg
احتراق مقاتلة روسية "ميغ 29" (إنترنت)
إسطنبول - عمر الخطيب
+A
حجم الخط
-A

يمكن أن يقال الكثير عن شهر آب الذي ودعناه أمس، ولكن بالنسبة لموسكو، ووزارة الدفاع الروسية بالذات، فهذا الكثير يمكن أن يتلخص بأنه كان شهر الفضيحة لسلاح الجو الروسي، الذي لا يتوقف مسؤولو الكرملين والإعلام الروسي عن التسويق له.

ونبدأ من سوريا التي لا يتورع المسؤولون الروس عن التبجح بأنها كانت مكاناً لتجربة أسلحتهم متجاهلين حقيقة أن معركتهم كانت مع أناس شبه عزل بمواجهة طائراتهم وقنابلهم حيث إن الفصائل السورية لا تملك أي نظام دفاع جوي حقيقي، وقبل أن نتكلم عن حوادث شهر آب لا بد من الإشارة إلى أن سلاح الجو الروسي كان ذا سمعة سيئة على الصعيد العالمي لا سيما في حرب روسيا على جورجيا عام 2008 والتي دامت لنحو خمسة أيام كانت كافية لكشف العيوب الخطيرة التي يعاني منها، وكانت سوريا وأوكرانيا بالتالي ساحتين حاول فيها الروس تغيير ذلك.

في 3 آب نشر ناشطون صوراً لبقايا طائرة بدون طيار (درون) سقطت فوق ريف حلب الغربي في محيط قرية كفرنوران، وبتفحص الصور التي نشرها الناشطون لحطام الطائرة يتبين أنها طائرة (فوربوست Forpost) الروسية، تستخدم تكنولوجيا إسرائيلية حيث توجهت موسكو لشراء التكنولوجيا الأجنبية لتطوير قدراتها في مجال الطائرات بدون طيار، وهذه تكون الطائرة الثالثة من هذا النوع التي تسقط في سوريا منذ بدء التدخل الروسي في 2015، ويستخدم الجيش الروسي هذه الطائرة لأغراض الاستطلاع وتحديد الأهداف لسلاح الطيران وتعتبر هذه الطائرة بما تملكه من ميزات ودورها في تحديد الأهداف أحد الأدلة الهامة على تعمد روسيا قصف المنشآت المدنية في سوريا لا سيما المستشفيات.

 

المفاجأة الثقيلة الثانية التي حملها شهر آب للرئيس الروسي كانت في الأسبوع الثاني منه، حيث تحطمت أو أُسقطت ثلاث طائرات بدون طيار من نوع (أورلان 10 / Orlan-10) في سوريا.

حيث سقطت اثنتان في 11 آب، الأولى في إدلب قرب قرية الرويحة بجبل الزاوية جنوبي إدلب وقالت هيئة تحرير الشام إنها أسقطتها، والثانية وقعت قرب قرية المطمورة بريف الحسكة الشمالي، أما الثالثة فوقعت في شرقي حمص وقال تنظيم داعش إنه أسقطها.

 

طائرات اورلان.jpg

 

 

وطائرة أورلان 10 أصغر من فوربوست، وتعمل أيضاً لأغراض الاستطلاع وتحديد الأهداف، وتجدر الإشارة إلى أن الفيديوهات التي كانت تنشرها وزارة الدفاع الروسية لاستهداف المنشآت المدنية والمستشفيات السورية كانت قادمة من هذه الطائرة ومن طائرة فوربوست.

احترقت وهي واقفة!

ولا تتوقف هنا مفاجآت آب، حيث إن عدة طائرات حربية روسية تحطمت بسبب أعطال فنية خلال هذا الشهر في روسيا بل إن إحداها اشتعلت فيها النيران وهي رابضة على الأرض من دون توضيح للأسباب.

في 31 تموز سقطت طائرة حربية من طراز سوخوي "سو-35 / Su-35" الحديثة فوق بحر أوخوتسك بأقصى شرقي روسيا بعد تعطل أحد محركيها لتقع في غابات أوخوتسك، وتمكن الطيار من النجاة، ووقع الحادث في أثناء قيام الطائرة بطلعة تدريبية، وفي 17 آب تحطمت طائرة النقل العسكرية (Il-112V) في أثناء هبوطها على بعد نحو 1.5 كم من مطار كوبينكا العسكري في ضواحي موسكو، وأدى الحادث إلى مقتل ركابها الثلاثة.

 

وفي 18 آب تحطمت طائرة حربية من نوع "ميج-29/ MiG-29SMT" في مقاطعة آستراخان جنوبي روسيا مما أدى إلى مقتل الطيار في أثناء قيامها بطلعة روتينية بدون ذخائر، أما الحادث الأغرب فكان اندلاع النيران في طائرة أخرى، 23 آب، من نوع "ميج-29/ MiG-29SMT"، في آستراخان أيضاً، وهي على الأرض ولم تقدم السلطات تفسيراً لما حدث ولكن بعض المتابعين على تويتر قالوا إن النيران اندلعت في أثناء القيام بأعمال الصيانة، وفي 27 آب سقطت طائرة محاربة "سو- 24/ Su-24" في منطقة غابات بإقليم بيرم  الروسي حيث تمكن الطياران من القفز بمظلتهما والنجاة.

 

حريق.jpg

 

وبعيداً عن الطائرات الحربية الروسية التي تحطمت في 20 آب عثر السكان في مطار مهجور بالقرب من مدينة فولغوغراد الروسية، على دبابة من نوع "تي 90/ T-90"، الأحدث والأغلى في الترسانة الروسية، مهجورة في الغابة خلف تل من القمامة، وشكل الحادث فضيحة للمؤسسة العسكرية الروسية بعد قيام موقع إعلامي روسي بنشر الصور للدبابة المهملة، إذ إنه حادث غريب جداً حيث بدت الدبابة مهجورة وحدها يعلوها الغبار من دون سبب واضح، ولاحقاً حاولت السلطات تقديم تبرير بدا مضحكاً ومهيناً ربما أكثر من الحادثة نفسها، حيث قال الجيش الروسي إنه لم ينس أو يترك الدبابة بسبب إهمال وإنما كان مجدولاً أخذها، قال الجيش إنه كان هناك خمس دبابات بحيث يتم نقل دبابة واحدة باليوم، ولكن تأخر ذلك بسبب الازدحام المروري.

 

دبابة.jpg