icon
التغطية الحية

"شح المواصلات" يدفع بالدراجات النارية للعمل كوسيلة نقل عام في دمشق

2022.02.22 | 08:23 دمشق

8797b727-5a5f-4ef4-899f-061dd92d6e57.jpg
الدراجات النارية وسيلة مواصلات في دمشق (تلفزيون سوريا)
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

في ظل نقص الوقود وأزمة المحروقات وفشل حكومة النظام السوري في حل أزمة المواصلات، ظهرت مؤخراً الدراجات النارية كوسيلة للتنقل داخل المدن والأحياء، وبدأت تنتشر في شوارع دمشق كوسائل نقل بديلة لكنها غير آمنة. 

ويشتكي سكان في دمشق من استفحال أزمة المواصلات ومن انتظارهم في الطرقات لساعات طويلة وسط نقص في مادة المازوت وامتناع العديد من سائقي السرافيس عن العمل مفضلين بيع مخصصاتهم، بحسب عدد من السكان التقاهم موقع تلفزيون سوريا.

"موتور طلب"

في منطقة البرامكة بجانب مشفى التوليد، وفي مشهد غير مألوف ولافت للنظر تتجمع عشرات الدراجات النارية التي ينادي أصحابها "توصيل طلبات"، "لوين مشوارك"، وغيرها من الجمل.

وقال سامر (35 عاماً) وهو شاب يرتدي لباسا عسكريا لموقع تلفزيون سوريا "لدَّي موتور وفي ظل أزمة المواصلات وأثناء ذهابي للعمل كان هناك أشخاص يطلبون مني توصليهم في حال كان طريقهم على طريقي ومن هنا جاءتني فكرة العمل في نقل الركاب على الموتور". 

وأضاف، أنه اعتاد كل يوم صباحاً أن يقف في منطقة البرامكة وينادي "موتور طلب"، ينتظر لساعات أحياناً دون أن يوصل أحدا، وأحياناً أخرى يأخذ طلبات عديدة، وفقاً لحاجة الزبون واضطراره للوصول في وقت محدد وسط الازدحام وقلة وسائل النقل الأخرى (سرافيس - باصات نقل داخلي)

ويروي سامر أنه مضطر لهذا العمل كي يطعم طفليه بعد أن أنهكه الفقر في ظل ارتفاع الأسعار ودخله من وظيفته الحكومية، إذ يعمل مراسلا لدى إحدى الجهات التابعة للنظام، إضافة لعمله على "الموتور" خلال فترة الصباح وأثناء الظهيرة حيث يكون الازدحام في الشوارع والطرقات كبيراً مقابل قلة وسائل النقل الأخرى. 

"وسيلة نقل رخيصة"

وفي ظل غلاء أجور سيارات الأجرة (التاكسي) تبقى أجرة الطلبات على الدراجات النارية أرخص وأسرع في الوصول وتجنب الازدحام. 

وتبلغ كلفة الطلب على الموتور من البرامكة مثلاً إلى منطقة المزة جبل (4000 ليرة) ومن البرامكة إلى كراج العباسيين 5000 ليرة، وأقل طلب مهما كانت مسافته يُسعر من قبل أصحاب الدراجات بــ 3000 ليرة. بينما الطلب من البرامكة لمنطقة المزة جبل يكلف بــ تكسي 7500 ليرة، ولكراج العباسيين 8000 ليرة. 

وفي جولة لموقع تلفزيون سوريا في منطقة البرامكة وبعد جدل مع عدد من أصحاب الدراجات النارية لاحظ معد التقرير تفاوت السعر بين أصحاب الدراجات لنفس الطلب وبفارق 1500 ليرة للطلب الواحد. كما أنَّ كل أصحاب الدراجات لا يرتدون الخوذ من أجل الحماية ما يرفع من خطورة هذه الدراجة كوسيلة نقل عام. 

ويعتمد عدد من سكان دمشق على الدراجات في تنقلاتهم اليومية في ظل نقص وسائل النقل الأخرى وانعدامها في أوقات الذروة، وفي ظل ارتفاع أسعار الوقود بشكل مستمر. 

وقال فهد، وهو يعمل في مجال الإلكترونيات لموقع تلفزيون سوريا: "منذ فترة وأنا أعتمد على الدراجات النارية في إيصالي إلى مكان عملي في منطقة البحصة بدمشق، إذ لا يكلفني الذهاب على الدراجة سوى 3000 ليرة من مكان سكني في حي باب سريجة إلى البحصة، بينما التكسي يأخذ 6000 ليرة. 

"نقل مخالف"

وتعمل هذه الدراجات النارية في الشوارع وتتجمع في الساحات رغم إصدار وزارة النقل التابعة لحكومة النظام في العام 2020، قراراً منعَ تجوالها بالعاصمة، وفرض عقوبة على من يتجاوز هذا القرار تصل للحبس والغرامة.

كما أنه لا يوجد أي قانون أو قرار ينظم عمل هذه الدراجات كوسيلة نقل عامة، لكنها تعمل في وضح النهار وتحت أعين شرطة المرور. ويقول سمير (43 عاماً) وهو سائق دراجة نارية يعمل عليها في توصيل الطلبات لموقع تلفزيون سوريا "الشرطة لا تخالفنا خلال عملنا هذا، ولكن في حال وجود ضابطة شرطية حيث نجتمع نفترق من مكان تجمعنا إلى عدة أماكن". 

وتحصل كل دراجة نارية على أربعة ليترات بنزين أسبوعياً ضمن آلية رسائل البنزين عبر البطاقة الذكية، ومن لا يملك بطاقة ذكية يحصل على بنزين أوكتان غير مدعوم. بحسب إفادة عدد من أصحاب الدراجات لموقع تلفزيون سوريا. 

ووفقاً لتقارير، فإنَّ عدد الدراجات النارية في سوريا كان يفوق المليون دراجة قبل الحرب، بالمقابل لا توجد إحصائيات لعددها بعد سنوات الحرب.