icon
التغطية الحية

"شاهين" و"صيادو الليل".. تفوق وتطور ميداني للفصائل يكسر حدود 2019

2024.11.29 | 21:19 دمشق

آخر تحديث: 29.11.2024 | 22:33 دمشق

433
تفوق وتطور ميداني للفصائل يكسر حدود 2019 - تلفزيون سوريا
تلفزيون سوريا - ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- شهدت الفصائل العسكرية في ريفي إدلب وحلب تطوراً ملحوظاً في الأداء خلال معركة "ردع العدوان"، حيث تمكنت من كسر خطوط التماس والسيطرة على مناطق جديدة، بفضل نهج جديد يشمل تطوير الأساليب القتالية واستخدام تقنيات حديثة.
- أتقنت الفصائل أساليب القتال الليلي باستخدام القناصات الحرارية وطائرات الاستطلاع الملغمة، مما أتاح استهداف مواقع النظام بدقة، كما وحدت خطابها الإعلامي لتعزيز الروح المعنوية.
- اعتمدت الفصائل على مجموعات صغيرة مدربة لتنفيذ عمليات دقيقة، وطورت مدرعات محلية، مما يعكس نضوجاً في إدارة العمليات واستعداداً لمواجهة تحديات جديدة.

تفوق وتطور في الأداء يُلاحظ بشكل لافت لدى الفصائل العسكرية خلال المعارك الحالية ضد قوات النظام السوري في ريفي إدلب وحلب ضمن معركة "ردع العدوان"، ما أكسبها نقاط قوة وأتاح لها تحقيق تقدم سريع على حساب قوات النظام، لتكسر بذلك حدود السيطرة وخطوط التماس الثابتة منذ عامي 2019 و2020، واجتياز هذه الحدود بالسيطرة على مناطق وبلدات جديدة في ريف حلب الجنوبي، تُعد بعضها من معاقل الميليشيات الإيرانية، فضلاً عن السيطرة على أجزاء واسعة من مدينة حلب.

وتشير مصادر عسكرية إلى أن هذا التطور جاء ثمرة لنهج جديد اعتمدته الفصائل في إدارة العمليات العسكرية، متمثلاً في تطوير أساليبها القتالية، واستخدام تقنيات حديثة، وتحسين مستوى التنظيم والتدريب، ما جعلها أكثر كفاءة في مواجهة قوات النظام.

ومن أبرز التطورات التي برزت في المعارك الحالية، إتقان أساليب القتال الليلي عبر استخدام القناصات الحرارية المتطورة، ما مكّن المقاتلين من تنفيذ عمليات دقيقة واستهداف عناصر النظام.

إلى جانب ذلك، ظهرت ملامح تنظيم إعلامي منضبط لدى الفصائل عبر توحيد الخطاب باسم "إدارة العمليات العسكرية"، مما جعل الرسائل الإعلامية موحدة ومدروسة بعناية، تركز على الإنجازات الميدانية وتحفيز المقاتلين، مع تقليل تأثير الإشاعات والنشر العشوائي للمقاطع المصورة.

كما أظهرت المواجهات الأخيرة تطوراً في تصنيع واستخدام طائرات الاستطلاع الملغمة والمذخرة، التي شكلت أداة فعالة في استهداف المواقع الحساسة للنظام، إذ انتشرت فيديوهات تُظهر توجيه هذه الطائرات بدقة نحو آليات ومراكز أمنية تابعة للنظام.

"شاهين" و"صيادو الليل"

أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عن وحدة عسكرية بمسمى "صيادو الليل" متخصصة في العمل ليلاً، من خلال استهداف عناصر النظام بواسطة القناصات الحرارية.
 

وذكرت مصادر عسكرية أن القناصات الحرارية أصبحت أحد العوامل الحاسمة في معارك الفصائل ضد قوات النظام السوري، عبر تنفيذ عمليات دقيقة خلال الليل.

كما كان لتصنيع واستخدام طائرات الاستطلاع الملغمة والمذخرة أثرٌ في سير المعارك، إذ استخدمت الفصائل هذه الطائرات بدقة تحت مسمى كتائب "شاهين" لاستهداف تجمعات قوات النظام ومستودعات الذخيرة والأرتال العسكرية.
 

نقاط قوة إضافية

وبرزت الفصائل خلال معركتها الحالية في تقديم نموذج مختلف لإدارة الإعلام الحربي، فبدلاً من التغطيات العشوائية، أصبحت الرسائل الإعلامية تركز على الإنجازات الميدانية بأسلوب مدروس عبر منبر رسمي موحد دون التركيز على مسميات الفصائل.

وأسهم هذا النهج أيضاً في مواجهة الحرب النفسية التي يشنها النظام عبر وسائل الإعلام الموالية له والرد على ادعاءاته التي يقدم من خلالها روايات غير موثوقة عن سير المعارك.

ويُشار إلى الوعي المتزايد لدى المقاتلين بأهمية أدوارهم الفردية والجماعية مع انضباطهم وتنفيذهم الدقيق للخطط، ويعزو عسكريون ذلك إلى برامج التدريب المكثفة التي ركزت على المهارات القتالية الحديثة والتنسيق بين الوحدات المختلفة، حتى بات المقاتلون أكثر قدرة على العمل بفعالية ضمن مجموعات صغيرة.

المدرعات المصنعة محلياً

طورت الفصائل نماذج متقدمة من المدرعات المصنّعة محلياً، ولعبت هذه المدرعات دوراً محورياً في اقتحام خطوط الدفاع التابعة للنظام ونقل الإمدادات وإسعاف الجرحى، وأثبتت كفاءتها في تحمل القصف وتفادي الرصاص وفتح الطرق أمام المقاتلين في المناطق الوعرة، مما وفر لهم ميزة تكتيكية مهمة.

ويعتقد مراقبون أن التحول الاستراتيجي الذي شهدته الفصائل العسكرية لا يعكس فقط تطوراً في أدوات القتال، بل يشير إلى نضوج أكبر في إدارة العمليات العسكرية، ما قد يفرض واقعاً جديداً على الساحة العسكرية والسياسية، ويجعل النظام أمام تحديات غير مسبوقة في مواجهته مع الفصائل التي أصبحت أكثر تنظيماً وكفاءة.

المجموعات الصغيرة

أحد التطورات البارزة التي اعتمدتها الفصائل العسكرية مؤخراً هو استخدام مجموعات صغيرة مدربة على تنفيذ عمليات أمنية دقيقة خلف خطوط التماس، وتتميز هذه المجموعات بالمرونة وسرعة الحركة، مما يمكنها من استهداف قيادات ومراكز حساسة.

وأسهمت هذه العمليات في إرباك النظام، حيث أصبحت القيادات الميدانية التابعة له عرضة للاستهداف المباشر، وسبق أن أفادت مصادر خاصة لتلفزيون سوريا بأن قائد قوات الحرس الثوري الإيراني في حلب، كيومرث بورهاشمي، قُتل بعملية خاصة نُفذت داخل مدينة حلب.

وأكدت المصادر أن العملية نُفذت من قِبل مقاتلي فصائل المعارضة التابعين لـ "إدارة العمليات العسكرية"، الذين اقتحموا اجتماعاً للجنة الأمنية، مما أسفر عن مقتل العميد الإيراني.

حرفية في رسم هوية المعركة

قال الباحث في مركز "حرمون" للدراسات، محمد السكري، إنّ العوامل الذاتية المحلية السورية تتضاعف خلال معركة "ردع العدوان" في رسم هوية المعركة وبروز عوامل مهمة لها أثر في تحقيق النجاح والتقدم السريع للفصائل، خاصةً على مستوى الخطاب مع تبني الفصائل خطاباً أقرب للوطنية والمحلية بشكل أكبر مقارنةً بالبعد الجهادي، وهذا يُعتبر تطوراً لافتاً.

وأضاف السكري في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن هوية المعركة ظهرت منذ لحظة الإعلان عن غرفة "إدارة العمليات العسكرية"، الذي يحمل طابعاً تنظيمياً ومؤسساتياً، وهي المرة الأولى التي لا يتم فيها استخدام مسميات عاطفية أو جهادية مؤدلجة.

وتابع أن التنظيم الهيكلي بدا واضحاً عبر تراتبية الإخطار عن التطورات الميدانية وفرز الوحدات العسكرية وتقدمها والخطاب الإعلامي المنضبط، فضلاً عن استخدام الطائرات المسيّرة، مع ظهور لباس موحد لفصائل المعارضة يُشعر المراقب الخارجي بأنهم "جيش رسمي" على عكس النظام وقواته.

وأشار إلى بروز الفرق الليلية الخاصة، التي تعتمد على معدات عسكرية متطورة، وتطور التعامل مع الأسرى بأسلوب أفضل مقارنةً بالمعارك السابقة، ما يعكس وجود توجيهات عسكرية وإدارية بضرورة "إدارة سلوك المعركة".

واختتم السكري بالقول إن هذا التطور مقرون بالإعداد على مدار سنوات وتأهيل الكوادر البشرية واستثمار القدرات وبناء الهياكل التنظيمية، ما جعل الفصائل أكثر استعداداً لمثل هذه السيناريوهات.

يُشار إلى أن الفصائل العسكرية أطلقت يوم الأربعاء الماضي عملية عسكرية ضد قوات النظام السوري تحت مسمى "ردع العدوان"، بإشراف غرفة عمليات "إدارة العمليات العسكرية"، وتمكنت من السيطرة على عشرات المدن والبلدات في إدلب وحلب، أهمها مدينة سراقب، إضافة إلى السيطرة على أجزاء كبيرة من مدينة حلب.