icon
التغطية الحية

شابة سورية ضحية العنصرية بعد مشاركتها هويتها التركية.. ما قصتها؟

2022.01.21 | 17:03 دمشق

صورة تعبيرية (Medyascope)
صورة تعبيرية (Medyascope)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تعرضت السورية عائشة (اسم وهمي) والتي أصبحت مواطنة تركية، لتهديدات بالقتل والشتائم عندما شاركت هويتها التركية بعد حصولها على الجنسية التركية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت عائشة  لموقع "Medyascope" التركي إنها أتت إلى تركيا من سوريا بشكل قانوني، وتخرجت من جامعة أكدنيز، قسم الهندسة المعمارية.

وبدأت القصة بعد قيام صفحة "Mülteci Haberleri" المناهضة لوجود اللاجئين في تركيا، بنشر تغريدة بتاريخ 19 كانون الثاني، ذكرت فيها أن شابة سورية أتت إلى تركيا من سوريا، وحصلت على الجنسية التركية، وقامت بمشاركة بطاقة هويتها التركية على وسائل التواصل الإجتماعي، الأمر الذي أدى إلى تلقيها الكثير من ردود الأفعال المختلفة.

وقالت عائشة في منشورها الذي شاركته على حسابها الشخصي على إنستغرام: "أنا سعيدة جداً لكوني مواطنة تركية.. سأبذل قصارى جهدي لمساعدة هذا البلد"، لتتلقى المئات من رسائل التهديد والإهانات حسبما أفادت لموقع "Medyascope". 

وأضافت عائشة في حديثها للموقع: "أنا في تركيا منذ سبع سنوات، أتيت إلى هنا في عام 2015، حيث كنت أدرس في الصف العاشر، وذهبت مباشرة إلى المدرسة الثانوية فور قدومي، وكنت ناجحة جداً في حياتي المدرسية، وكان لدي حلم أن أصبح مهندسة معمارية منذ طفولتي، وحققت حلمي هذا".

وأشارت عائشة في حديثها إلى الصعوبات التي واجهتها عند قدومها إلى تركيا ودراستها في المدرسة بقولها: "عندما أتيت إلى هنا التحقت بالمدرسة، لم أكن أعرف اللغة التركية. دولة جديدة، ولغة جديدة، ولكني تمسكت بمدرستي، بدأت أتعلم ببطء إلى أن انتهيت من المدرسة، ودخلت امتحان قبول الجامعات للأجانب المنظم من قبل YÖK، درست له بكل جد ونجحت به".

عنصرية في الجامعة

وردت في حديثها على أولئك الذين يقولون إن الطلاب الأجانب يدخلون الجامعات بدون امتحان، متهمين اللاجئين بأخذ حقهم ومقاعدهم في الجامعات: "لقد درست بجد لدخول فرع الهندسة المعمارية، وحضرت العديد من دورات التقوية لأنها صعبة، وتخرجت من جامعة أكدينيز كمهندسة معمارية".

وتحدثت عائشة عن حياتها الجامعية، حيث تعرضت لسلوك عنصري من قبل أساتذتها وزملائها في الجامعة: "عندما جئنا لأول مرة، لم يكن هناك مثل هذا التمييز. لم أر قط العنصرية حيث أعيش. كان أساتذتي وأصدقائي جميعا جيدين جداً معي. لا أريد الخوض في ذلك كثيرا، لكن هذا الأمر يحدث، بعض أساتذتي وأصدقائي في الجامعة كانوا أحياناً عنصريين وإقصائيين، لكن في كل مكان هناك أشخاص سيئون وآخرون جيدون".

"أجبرت على تغيير اسمي وكنيتي"

وأضافت عائشة أنها تلقت العديد من رسائل التهديد على وسائل التواصل الاجتماعي بعد نشرها خبر حصولها على الجنسية التركية، وتحدثت عن تجربتها في الحصول على الجنسية، حيث طلب منها الموظف الذي تسلم منها أوراق اعتمادها للجنسية بتغيير اسمها ولقبها لأنها ستصبح مواطنة تركية، وعليها أن تكون "تركية في تركيا".

وفي حديثها عن طريقة حصولها على الجنسية التركية، أشارت إلى أن الطلاب السوريين في تركيا حصلوا على الجنسية التركية لكونهم من الفئات المفيدة للمجتمع التركي لكونهم جامعيين، حيث عددت الحالات التي يتم فيها الحصول على الجنسية، مثل شراء العقارات بقيمة 250 ألف دولار، إلا أنها ليست من الأشخاص الذين يستطيعون شراء عقار في تركيا بهذا السعر.

وتابعت في حديثها للموقع، أنها في أثناء تقدمها للجنسية التركية، طلب منها المسؤول المباشر عن تسلم أوراقها للجنسية بضرورة تغيير اسمها وكنيتها، بحجة أنه في تركيا لا يوجد مثل هذا الاسم أو الكنية، وعند رفضها للأمر، رفض الموظف تسلم أوراقها، وأجبرها على تغيير اسمها وكنيتها، مع العلم أن اسمها الحقيقي موجود منه في تركيا بحسب عائشة التي تستخدم اسماً وهمياً في حديثها.

وقالت عائشة إنها أجبرت على تغيير كنيتها، حيث استخدمت كنية أحد الموظفين هناك وتدعى "أوزتورك" الأمر الذي عرضها لانتقادات كثيرة بسبب اعتمادها هذه الكنية، ولكنها وبحسبها لم يكن اختيارها، هي أجبرت على تغيير اسمها وكنيتها وإلا كانت ستفقد حقها في الحصول على الجنسية، حيث أبلغها الموظف المسؤول: "يجب أن تكوني تركية في تركيا".

"أمي خائفة"

 وختمت عائشة حديثها بأن والدتها تخشى عليها كثيراً الآن بعد تعرضها للكثير من الرسائل الممتلئة بالشتائم والتهديدات: "كانت والدتي تخشى كثيراً من التهديدات، بينما أنا لست خائفة، يبدو الأمر طبيعيا بالنسبة لي، لكن أمي تقول دائماً كوني حذرة، إنها خائفة مما تراه في الأخبار" وأضافت: "أنا أريد أن أسأل سؤالاً، ما ذنبي بكل ما حصل في حياتي؟".