icon
التغطية الحية

سيناريوهات مفتوحة.. الولايات المتحدة تخشى من مغامرة إسرائيلية ضد النووي الإيراني

2023.06.01 | 17:04 دمشق

سيناريوهات مفتوحة.. الولايات المتحدة تخشى من مغامرة إسرائيلية ضد النووي الإيراني
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكشف موقعاً لمنشأة نووية إيرانية، 2019 (AP)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

تحدث تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مخاوف أميركية من احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية "مفاجئة" ضد المنشآت النووية الإيرانية في أعقاب تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن زيادة امتلاك إيران للمواد الانشطارية.

وكتب معلق الصحيفة للشؤون الأمنية والعسكرية، رون بن يشاي، على الرغم من أن إيران زادت من إنتاجها من اليورانيوم المخصب بما يكفي لصنع نحو 7 قنابل نووية، فإنها ما تزال بعيدة عن حيازة السلاح النووي.

وأضاف، تحتاج إلى آلية تفجير ورأس نووي متفجر حامل للقنابل وهذا الأمر ربما يستغرق مع إيران نحو عام أو عامين.

لكن زيادة تخصيب اليورانيوم لمستويات عسكرية يخدم أهداف إيران الاستراتيجية في الضغط على الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لإزالة العقوبات الاقتصادية ولمنع هجوم إسرائيلي مفاجئ، بحسب بن يشاي.

أمس الأربعاء، أعلنت الوكالة الدولية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع بنحو طن بنسبة تفوق 25 بالمئة منذ شباط/فبراير الماضي.

وأرجعت الوكالة على لسان رئيسها رافائيل غروسي تلك الزيادة إلى الفشل في إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الغربية.

واشنطن تضغط لتجنب الخيار العسكري

قال المحلل الإسرائيلي، إن امتلاك طهران لكميات متزايدة من المواد الانشطارية يضع واشنطن أمام ضغوط شديدة لمنع إسرائيل من احتمال توجيه ضربة للمنشآت النووية.

وأضاف بن يشاي، المعروف بصلاته الوثيقة بهيئة الأركان الإسرائيلية، أن البيت الأبيض والبنتاغون يتواصلون وبإلحاح كبير مع إسرائيل لمنع خروج الوضع عن السيطرة في الذهاب نحو الخيار العسكري.

وبحسب المحلل، فإن زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، الموجود حالياً في إسرائيل ليست للاطلاع على مناورات مشتركة في شمال إسرائيل، وإنما لجسّ نبض المؤسسة الأمنية ومعرفة ما إذا كانت إسرائيل لا تنوي التصرف في الإطار الزمني المنظور.

وأوضح بن يشاي، أن الولايات المتحدة لا تعرف متى ستقرر إسرائيل أن إيران قد تجاوزت الخط الأحمر الذي ترسمه تل أبيب لا سيما مع خطوات إيران المتقدمة نحو القنبلة النووية.

كما تخشى واشنطن من الحكومة الإيرانية المتشددة التي قد تسرّع على نحو مفاجئ خطواتها نحو حيازة السلاح النووي.

 

إيران تحتاج إلى عامين تقريباً لامتلاك السلاح النووي

وفق التقديرات الإسرائيلية، فإن إيران هي "دولة عتبة نووية" لا تزال بعيدة عن دخول النادي الدولي النووي، الذي يضم تسع دول فقط حالياً.

ويقول رون بن يشاي، إن طهران ما تزال بحاجة إلى عام أو عامين آخرين للوصول إلى أسلحة نووية، لأنها تملك واحداً فقط من ثلاثة عناصر أساسية يتكون منها السلاح النووي وهي:

  • المواد الانشطارية، أي اليورانيوم المخصّب بنسبة 90٪ وبكمية كافية تصل إلى عشرات من الكيلوغرامات.
  • آلية تفجير نووي ثبتت فعاليتها وتشغيلها.
  • رأس نووي وصاروخ باليستي أو صاروخ كروز أو طائرة يمكنها حمل رأس نووي أو قنبلة نووية لمسافة تزيد على ألف كيلومتر.

تمتلك إيران العنصر الأول فقط. وفقاً لأحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قامت إيران بتخصيب اليورانيوم بدرجات متفاوتة بكمية كافية لسبعة رؤوس حربية نووية.

لكنها لا تمتلك حتى الآن المكونين الآخرين اللذين تحتاج إليهما للحصول على قدرة نووية.

فيما يتعلق باليورانيوم المخصب، أو كما يسميه العلماء "المادة الانشطارية"، فإن إيران تمتلك بالفعل 114.1 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تبلغ 60٪، ويمكنها تخصيبه خلال 12 يوماً للوصول إلى نسبة 90٪.

لا يعني فائض المواد الانشطارية أن إيران تمتلك بالفعل أسلحة نووية.

 

السيناريوهات المطروحة

على الرغم من أن إيران لا تزال "دولة عتبة نووية" فإنها وصلت إلى وضع تهديد نووي يجبر المنطقة والولايات المتحدة على التعامل معها كدولة نووية.

وتتهم إسرائيل ودول أخرى إقليمية وغربية، في مقدمتها الولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، في حين تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

كما تخشى إسرائيل، التي تمتلك برنامجاً نووياً سرياً ومسكوتاً عنه دولياً، أن يؤثر امتلاك الإيرانيين للنووي على تفوقها العسكري النوعي في المنطقة.

ومن السيناريوهات المطروحة التوصل إلى اتفاق، وفقاً لرأي الوكالة الدولية التي أرجعت على لسان رئيسها رافائيل غروسي تلك الزيادة إلى الفشل في إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الغربية.

ولكن إسرائيل تعارض الاتفاق المؤقت، كان مطروحاً في مفاوضات فيينا، لأنه سيحرر مليارات الدولارات الإيرانية المجمدة وسيسمح لطهران بالاحتفاظ بجميع إنجازاتها، بما في ذلك كميات اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي المتطورة التي راكمتها بعد انهيار الاتفاق النووي.

في نيسان/أبريل 2021، انطلقت مفاوضات غير مباشرة في فيينا بين واشنطن وطهران لإحياء اتفاق عام 2015، ولكنها وصلت إلى حائط مسدود.

ينص الاتفاق، الموقع في 14 من تموز/يونيو 2015 بين طهران ومجموعة خمسة زائد واحد (القوى العظمى)، على رفع العقوبات الدولية عن إيران مقابل تفكيكها لبرنامجها النووي.

في أيار/مايو 2018 انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق المذكور وعلى إثره تخلت طهران عن التزاماتها به، وتقول وكالة الطاقة الذرية وتقارير إسرائيلية وغربية إن إيران أحرزت تقدماً وباتت دولة "عتبة نووية".

وبعد نحو عام ونصف من المفاوضات أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن "الاتفاق ميت"، ما يجعل كل الخيارات مفتوحة.

يبقى خيار توجيه ضربة إسرائيلية، بشكل منفرد، أو بضوء أخضر أميركي بعيد المنال، وإن كان مطروحاً على الطاولة، مع تفضيل الاستمرار باستراتيجية المناورات السياسية وتشديد العقوبات وممارسة الضغط والابتعاد عن الحسم.