icon
التغطية الحية

سياسة قضم الجيوب ما زالت مستمرة.. هل اقتربت معركة إدلب؟

2019.11.26 | 13:09 دمشق

photo_2019-03-11_18-35-28.jpg
إدلب - فائز الدغيم
+A
حجم الخط
-A

تجدّدت المعارك خلال الأيام الماضية، في الزاوية الجنوبية الشرقية من محافظة إدلب بين فصائل غرفة عمليات الفتح المبين، وقوات النظام، واستطاعت الأخيرة السيطرة على عدة قرى خلال أيام، وذلك على الرغم من إعلان روسيا نهاية آب المنصرم عن وقف لإطلاق النار في ريفي حماة وإدلب.

ورغم كسر قوات النظام للخطوط الدفاعية الأولى لفصائل المعارضة في قرية المشيرفة الشمالية المرتفعة نسبياً في المنطقة، فإنها لم تتابع تقدمها نحو المناطق التي تفصل المشيرفة عن نقطة المراقبة التركية الثامنة في قرية الصرمان شرق معرة النعمان، والتي باتت مفتوحة أمام قوات النظام.

بل عادت قوات النظام يوم أمس الإثنين لتكسر خطوط الدفاع الأولى في كل من أم الخلاخيل والزرزور فيما يبدو ابتعاداً عن نقطة المراقبة لتجنب إثارة غضب أنقرة.

المعارك المستمرة منذ أيام، لم يسبقها استقدام للأرتال العسكرية، ولم ترافقها قنوات إعلام النظام بتغطيات ميدانية ولم تتبعها بهالة إعلامية ضخمة على غرار العملية الأخيرة في ريف حماة الشمالي.

وبدأت قوات النظام في الرابع عشر من الشهر الحالي بالتقدم إلى قريتي اللويبدة وتل خزنة واللتين كانتا خاليتين من أي وجود للنظام أو المعارضة، ثم تقدمت أيضاً إلى قرية المشيرفة التي استطاعت فصائل المعارضة استعادة السيطرة عليها بعد ساعات من دخول قوات النظام إليها أول مرة في العشرين من نوفمبر / تشرين الثاني الحالي، حيث أسرت وقتلت عدداً من عناصر النظام واستولت على دبابة وجرافة، لتخسر الفصائل سيطرتها على القرية بعد أربعة أيام، ثم تضطر للانسحاب من قرى أم الخلاخيل، والزرزور ومزرعة الجدعان.

ويسود منذ مساء أمس هدوء نسبي على كامل جبهات ريف إدلب الجنوبي، ليبقى التساؤل مفتوحاً هل توقفت المعركة عند هذا الحد؟ ولماذا؟

ويستبعد القائد العسكري في الجبهة الوطنية للتحرير "أبو الحسن" قيام قوات النظام بشن عمل عسكري واسع حالياً، "وذلك نتيجة التفاهمات الروسية التركية التي أوقفته عند حدود خان شيخون رغم تغلبه عسكرياً ونفسياً على الفصائل التي خسرت مناطق استراتيجية واستنزفت قواتها".

وأوضح القيادي الموجود على هذه الجبهة في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن معارك النظام الأخيرة هدفها تأمين طريق خان شيخون – سنجار، وتأتي ضمن سياسة القضم التدريجي للمناطق كلما سنحت الفرصة للنظام، وكلما أرادت روسيا الضغط على تركيا لتقييد عملية نبع السلام شرق الفرات، بحسب أبو الحسن.

من خلال متابعة خط سير المعارك بدا واضحاً سعي النظام للسيطرة على الطريق الذي يصل بين مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي وبلدة سنجار بريف إدلب الشرقي التي سيطر عليها النظام مطلع العام الماضي، حيث تقع كل هذه القرى على الطريق تماماً.

وتكمن أهمية هذا الطريق في قربه بين المنطقتين ومروره من أمام نقطة المراقبة الروسية في الشيخ بركة القريبة من سنجار، كما يعد طريقاً مختصراً للنظام في حال توقفت روسيا عن المطالبة بسيطرتها على الطريق الدولي M5 الذي يربط حلب بحماة.

ويعتبر الطريق آمناً في حال انتشرت عليه الشرطة العسكرية الروسية ليكون بديلاً عن الطريق الذي يمر بقرية أبو دالي التي تسيطر عليها ميليشيات عشائرية تتبع للنظام تطلق على نفسها فوج المبارك بقيادة عضو مجلس الشعب السابق أحمد درويش المبارك والتي تمتهن السلب حتى من مُوالي النظام في مناطق نفوذها.

لكن تساؤلات عديدة تدور في أذهان الأهالي جنوب إدلب عن إمكانية توقف نظام الأسد عند هذا الحد بعد إحرازه تقدما سريعا، فالقصف الجوي الروسي لا يوحي بذلك.

فعشرات الغارات الجوية تستهدف مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي، فضلاً عن نزوح جماعي من المنطقة، وسيطرة النظام على بلدة المشيرفة الشمالية وجغرافيتها المرتفعة والتي تكشف لها عدة قرى، مما يؤمن لقوات النظام وصولاً سهلاً إلى بلدة جرجناز، بالتوازي مع تقدمها نحو بلدة التح الاستراتيجية انطلاقا من مواقعها شمال التمانعة؛ كل هذا يترك الاحتمال مفتوحاً أمام سيناريو السيطرة على كامل الجيب الجنوبي الشرقي لمحافظة إدلب وصولاً إلى الطريق الدولي M5.

ووثّق فريق "منسقو استجابة سوريا" في بيان، أمس الإثنين، مقتل 90 مدنياً ونزوح نحو 50 ألفاً في مناطق متفرقة بريف إدلب خلال شهر تشرين الثاني الجاري، نتيجة الحملة العسكرية المستمرة لـ روسيا ونظام الأسد.

حرب بلا ضجيج إعلامي ولا إزعاج للضامنين، على غرار ما يحدث شرق الفرات، فعملية نبع السلام أعلن تعليقها منذ أكثر من شهر، لكن المواجهات بين قسد وقوات النظام من جهة، والجيشين الوطني والتركي من جهة أخرى، مازالت مستمرة ومازال الأخيران يحققان تقدماً على محاور رأس العين بريف الحسكة وعين عيسى بريف الرقة ولو بوتيرة أقل عمَّا قبل إعلان تعليق العملية.

ويترقب أهالي المنطقة النازحون في معظمهم، الأيامَ القادمة بحذر شديد، لتتوضح أكثر أهداف النظام من التصعيد الأخير، فهل تواصل قوات النظام تقدمها ببطء نحو معرة النعمان ذات الأهمية الكبيرة لموقعها على طريق M5 الدولي انطلاقاً من المشيرفة والتمانعة بعيداً عن نقطة المراقبة التركية في الصرمان؟ أم أنها ستكتفي بتأمين طريق خان شيخون - سنجار في حال كان بوتين جاداً في إعلانه انتهاء العمليات العسكرية الواسعة النطاق في سوريا؟