icon
التغطية الحية

سوق العمل الألماني: حاجة ماسة لـ 288 ألف مهاجر سنوياً لسد العجز حتى 2040

2024.11.26 | 15:57 دمشق

آخر تحديث: 26.11.2024 | 16:39 دمشق

سوق العمل في ألمانيا يواجع أزمة عمالة (انترنت)
سوق العمل في ألمانيا يواجع أزمة عمالة (انترنت)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- تواجه ألمانيا تحديات كبيرة في سوق العمل بسبب التغيرات الديموغرافية، مما يتطلب استقطاب 288 ألف مهاجر سنوياً حتى عام 2040 لتلبية الطلب المتزايد على العمالة.
- تعاني العمالة المهاجرة من صعوبات في الاندماج والتمييز، خاصة في الوظائف الأكاديمية والمناصب القيادية، مما يدفع بعضهم لمغادرة البلاد رغم مؤهلاتهم العالية.
- دعت مؤسسة برتلسمان إلى تخفيف القيود البيروقراطية وتعزيز بيئة ترحيبية للمهاجرين، محذرة من تأثيرات سلبية طويلة الأمد على الاقتصاد الألماني إذا لم تُتخذ إجراءات فعالة.

كشفت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة برتلسمان الألمانية، أن سوق العمل الألماني يواجه تحديات كبيرة بسبب التغيرات الديموغرافية، ما يجعله بحاجة ماسة إلى نحو 288 ألف مهاجر دولي سنوياً حتى عام 2040 لتلبية الطلب المتزايد على القوى العاملة.

وحذرت الدراسة حسب موقع "غوترسلوه" الألماني، من أن غياب العمالة الأجنبية سيؤدي إلى انخفاض عدد العاملين بنسبة 10% بحلول منتصف القرن، في حين تشير التحليلات إلى أن الهجرة الحالية إلى ألمانيا لا تلبي هذا الاحتياج الكبير.

وأضافت الدراسة أنّ عام 2023 شهد وصول نحو 70 ألف عامل دولي من دول خارج الاتحاد الأوروبي، لكن نحو 20 ألفاً منهم غادروا البلاد بسبب مشكلات في تصاريح الإقامة أو الشعور بالتمييز.

صعوبات في الاندماج وتمييز في نوع المهنة

من جانب آخر، تواجه العمالة المهاجرة صعوبات في الاندماج، خاصة في المهن الرفيعة، وأشارت الدراسة إلى أن التمييز أكثر شيوعاً في الوظائف الأكاديمية والمناصب القيادية، كما أن مهاجرين من دول مثل تركيا والشرق الأوسط وإفريقيا يعانون من مستويات عالية من التمييز مقارنة بمهاجرين من دول أوروبية أخرى.

وسلّطت الدراسة الضوء على حالة شاب سوري يبلغ من العمر 29 عاماً، فرّ إلى ألمانيا عام 2016 وحصل على شهادة البكالوريوس والماجستير في تكنولوجيا المعلومات من جامعات ولاية شمال الراين-وستفاليا.

لكن ورغم مؤهلاته العالية، قرر الشاب مغادرة ألمانيا والعمل في سويسرا بسبب شعوره بـ"التمييز وعدم التقدير"، وأوضح الشاب السوري حسب الدراسة أنّه "قدم أفضل ما لديه ليعامل كفرد متساو، لكنّه واجه الرفض والتمييز في الحياة الاجتماعية والعملية".

تحذيرات ومطالب بإصلاحات

وأكدت الخبيرة في مؤسسة برتلسمان، سوزانه شولتز، أن الوضع الراهن يشكل تهديداً لقدرة ألمانيا على استقطاب العمالة الدولية، مشددة على ضرورة تخفيف القيود البيروقراطية وتعزيز بيئة أكثر ترحيباً بالمهاجرين، وأضافت: "ألمانيا تمتلك قوانين هجرة ليبرالية، لكنها تحتاج إلى تحسين التنفيذ العملي لهذه القوانين".

وأوصت الدراسة أيضاً بزيادة جهود استقطاب العمالة الدولية وتقديم تسهيلات أكبر للمهاجرين، محذرة من تأثيرات طويلة الأمد على "الاقتصاد الألماني" إذا لم يتم تدارك الأمر.

خطوات ألمانية لتدارك الأزمة 

وفي السياق، كشف مجلس الوزراء الألماني، في وقت سابق، عن إجراءات تهدف إلى جذب "العمال المهرة" للانضمام إلى سوق العمل في البلاد، وقال موقع دويتشه فيله الألماني إن مجلس وزراء المستشار الألماني أولاف شولتز أقر مجموعة من 30 إجراءً - قدمتها إلى حد كبير وزارتا العمل والخارجية - تهدف إلى تعزيز الهجرة من الهند في محاولة لجذب العمال المهرة لسد الفجوات في سوق العمل الألماني.

وأفاد وزير العمل الألماني هوبرتوس هيل، حول الجهود المستهدفة التي تبذلها الحكومة، إنّ "ألمانيا تحتاج إلى مزيد من الديناميكية الاقتصادية وهذا يتطلب عمالة ماهرة مؤهلة".