تقدّم لاجئ سوري مدان سابقاً بالانتماء إلى تنظيم الدولة "داعش" بدعوى قضائية في ألمانيا للطعن بقرار ترحيله إلى سوريا، بعد أن قضى سنوات في السجن بتهمة التخطيط لهجوم ومحاولة تجنيد مقاتلين لصالح التنظيم.
وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية أن السوري (عبد الهادي. ب) حُكم عليه عام 2018 بالسجن خمس سنوات وثلاثة أشهر، بتهمة مشاركته في تجنيد طفل يبلغ من العمر سبع سنوات لصالح التنظيم، ومحاولته إقناع رجلين في سوريا بتنفيذ عمليات انتحارية، كما عُثر في هاتفه المحمول على محادثات تظهر تخطيطه لهجوم على معبد يهودي في برلين.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد انقضاء محكوميته عام 2022، لم يُرحَّل الرجل البالغ من العمر 37 عاماً بدايةً لأسباب إنسانية، باعتبار أن سوريا كانت تشهد حينها حرباً مستمرة. وقدّم طلبات لجوء عدة، لكن في النهاية صدر قرار بترحيله، ليتقدّم عندها بدعوى ضد القرار.
وبدأت المحاكمة يوم الجمعة أمام المحكمة الإدارية في مدينة ريغنسبورغ بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا. وعند دخوله قاعة المحكمة رفع "عبد الهادي" سبابته اليمنى مُظهراً ما يُعرف بـ "إشارة التوحيد"، لكن من دون جدوى، إذ رفضت المحكمة دعواه.
ما المبرر الذي قدّمه لمنع ترحيله من ألمانيا؟
وفقاً للصحيفة، فإن "عبد الهادي"، الذي كان يدرس الطب في فورتسبورغ قبل اعتقاله، احتج بأنه قد يتعرض في بلده للملاحقة أو حتى القتل كونه إسلامياً معروفاً، إلا أن المحكمة لم تعتبر ذلك مثبتاً، ورأت أن الحكومة السورية لم تكن على علم بحكم إدانته.
وقال الرجل السوري للمحكمة: "ترحيلي ستكون له عواقب وخيمة على أسرتي في سوريا، فأنا أعيل والدتي وأخي المُعاق وأبنائي من خلال تحويلات مالية شهرية".
وأضاف: "أنا وأخي (المقيم أيضاً في ألمانيا) نُعيل عائلتنا في حلب، ويُتوقع مني المساهمة في دفع الإيجار، لذلك أرسل المال من بطاقتي البنكية".
وأشار إلى أن "الأسرة التي تعيش في سوريا مكوّنة من ثمانية أفراد وتحتاج إلى نحو 400 يورو شهرياً، وإذا توقفت هذه الأموال ستصبح أوضاعها في غاية الصعوبة". لكن القاضي أجابه: "بفضل خبرتك الطبية يمكنك بالتأكيد العمل في سوريا أيضاً".
ومع ذلك، لن يُنفّذ قرار الترحيل في الوقت الراهن، لأن ألمانيا لا تُرحّل اللاجئين حالياً إلى سوريا. وبناءً على رفض المحكمة دعوته، أعلن "عبد الهادي" عزمه اتخاذ خطوات قانونية أخرى ضد الحكم.