icon
التغطية الحية

سوريون يكرّمون بالجنسية الفرنسية لجهودهم في مكافحة وباء كورونا

2021.09.15 | 06:31 دمشق

1974350798.jpg
باريس - إيلاف القداح
+A
حجم الخط
-A

أعلنت الحكومة الفرنسية قبل عدة أيام منحها الجنسية الفرنسية لأكثر من 12 ألف عامل أجنبي، واصفةً إياهم بمحاربي الخطوط الأمامية في مواجهة وباء كورونا .

وأشارت وزارة الداخلية الفرنسية إلى تقديم 16 ألف شخص طلبات للحصول على الجنسية الفرنسية بموجب برنامج خاص يسمح للعاملين الأجانب في الخدمات الأساسية أثناء فترة جائحة كوفيد-19 التقدم بشكل استثنائي بعد مرور عامين على وجودهم في البلاد بدلاً من 5 أعوام .

وبفضل هذا البرنامج تمكن العديد من اللاجئين السوريين المقيمين في فرنسا من تقديم أوراقهم وأوراق عائلاتهم للحصول على جوازات سفر فرنسية تسهل عليهم كثيرا من مصاعب الحياة في المهجر .

التطوع لمساعدة المرضى والمسنين

الصيدلانية لينا العقلة تقول لـ موقع تلفزيون سوريا إنها عانت كثيراً لدى وصولها لفرنسا من مسألة العمل باختصاصها أو تعديل شهادتها بما يتناسب مع قانون العمل الفرنسي ما اضطرها للبحث عن فرص عمل جديدة للتأقلم والاندماج في المجتمع الجديد.

وتضيف العقلة:" لدى وصولي لفرنسا بدأت تعلم اللغة, ومن ثم أجريت دورة تدريبية في مساعدة المرضى لأجد بعدها عملاً كمرافقة للمعاقين والمسنيين واصطحابهم للمواعيد الطبية أو التسوق أو إجراء بعض النشاطات اليومية".

العقلة كانت على رأس عملها في مدينة لاون شمال فرنسا عند بدء ظهور فيروس كورونا في البلاد, وقررت إلغاء أيام عطلتها نهاية كل أسبوع بدافع إنساني وأخلاقي والتطوع للعمل في الخطوط الأمامية لمكافحة وباء كورونا وبالفعل بدأت العمل في رعاية المرضى المسنين في أحد مآوي العجزة بعد تفشي المرض داخله وإصابة كثير من الموظفين والمقيمين.

وتتابع السيدة لينا: "الحمدلله لم أُصب طوال فترة عملي الصعب للغاية وعندما فتحت الحكومة الفرنسية باب التسجيل الاستثنائي للجنسية قدمت شهادتين من عملي في رعاية المعاقين وعملي الآخر في دار المسنين وبالفعل أجريت مقابلة الجنسية وبعد 3 أشهر ظهر اسمي في الجريدة من بين الأسماء التي حصلت على الجنسية تقديراً لجهودهم في مكافحة الوباء وكان ذلك في شهر كانون الثاني لعام 2021م ".
 


إنقاذ الأرواح أهم من الجنسية

الطبيب معن قاعي والذي وصل إلى فرنسا نهاية عام 2013 يؤكد لتلفزيون سوريا أن الحصول على الجنسية لم يكن بالأمر السهل بل تطلب كثيرا من الجهد والعمل والوقت.

ويفند الطبيب: "بعد الحصول على الإقامة الفرنسية عام 2014 بدأتُ دورات مكثفة لتعلم اللغة الفرنسية بأسرع وقت ممكن ومن ثم حصلت على تدريب طبي في إحدى مشافي مدينة تولوز تلاها البدء بزيارة المرضى ومعاينتهم لأنتقل فيما بعد للعمل في قسم الجراحة كطبيب داخلية ".

استمر قاعي بالتنقل بين مشفى أمراض الشيخوخة ومركز رعاية وإعادة تأهيل المصابين بالأورام الخبيثة وقسم إسعاف الأمراض الحادة عند المسنين .

ويتابع قاعي:"في عام 2016 قررت متابعة دراساتي الطبية والحصول على شهادتين خلال 3 أعوام في اختصاصَي أمراض الشيخوخة والمشافي متعددة الأقطاب ومن ثم تعديل شهادتي السورية ومع بدء جائحة كورونا كنت قد بدأت العمل في مشفى بمدينة بواتيه في قسم إعادة التأهيل حيث بدأت الحالات المصابة تنتشر بسرعة في القسم سواء بين المرضى أو الطاقم الطبي".

الجهد الكبير الذي بذله الطبيب السوري للتقليل من حالات الذعر وعمليات عزل المصابين وعلاجهم بأفضل الطرق المتاحة آنذاك دفع إدارة المشفى لنقله إلى قسم أمراض الشيخوخة وهو القسم الأكثر تعرضاً لفيروس كورونا ليبدأ مرحلة جديدة من العمل المرهق لإنقاذ الأرواح.

وينهي قاعي حديثه بالقول: "تكريماً لعملي وعمل زملائي الأجانب قررت وزارة الداخلية الفرنسية تقديم تسهيلات لنا للحصول على الجنسية وبالفعل قمت بتقديم طلب نهاية عام 2020 والحصول عليها في منتصف عام 2021 ولكن ما أقدمه هو واجب إنساني وأخلاقي أقسمنا عليه كأطباء وليس بغرض الحصول على جنسية ما أو حوافز إضافية".

الجدير بالذكر أن عدداً من السوريين كانوا أيضاً في خطوط المواجهة الأولى ضد وباء كورونا وتقدموا للحصول على الجنسية إلا أن طلباتهم قوبلت إما بالـتأجيل لأسباب إدارية وبيروقراطية أو بالرفض لعدة أسباب أبرزها عدم امتلاك مستوى اللغة المطلوب للحصول على الجنسية.