icon
التغطية الحية

سوريون يعانون في البلقان خلال محاولتهم الوصول إلى الاتحاد الأوروبي

2022.12.29 | 14:54 دمشق

صربيا
استخدام العنف خلال اعتقال عائلة لاجئة على الحدود الصربية في المجر عام 2015 (رويترز)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

مع ازدياد أعداد اللاجئين القادمين إلى أوروبا عبر طريق البلقان، يعاني العديد من السوريين العالقين في دول البلقان وخاصة الأطفال، خلال محاولتهم الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي.

في ضواحي بلدة سومبور شمالي صربيا، يرتجف شابان سوريان يعيشان في مصنع مهجور يحاولان تدفئة نفسيهما حول موقد نيران، في ليلة شديدة البرودة، بعد أن غطى الصقيع الأبيض تلال القمامة أمام الأنقاض الصناعية.

يقول شاب متعب يدعى حسن، المنحدر من مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، لصحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية، إنه غادر وطنه منذ 90 يوماً، هرباً من الحرب الدائرة، بحثاً عن حياة طبيعية آمنة، لكن الطريق صعب جداً.

مات واحد منا في الغابة

وأمام مخيم اللاجئين البري في سومبور، يشير حسن بغضب إلى شاب ملفوفة ذراعه بالجبس، ويقول إن أحد ضباط شرطة الحدود المجرية كسر ذراع رفيقه بعد ضربه بهراوة، كما يظهر آخر الجروح التي تلتئم بشكل سيئ على الساقين.

ويضيف حسن أن "الشرطة البلغارية أفلتت كلاباً علينا وأخذت أموالنا". ولأيام سار هو ورفاقه في المصير نفسه عبر الجبال البلغارية إلى صربيا من دون طعام. يقول "كان الجو شديد البرودة، ومات واحد منا في الغابة".

وبعد أن علق كثير من اللاجئين في دول البلقان بسبب جائحة كورونا، يحاولون الآن المضي قدماً، كما غادر كثير منهم اليونان، مما أدى مرة أخرى إلى تدهور ظروفهم.

70 في المئة من سوريا وأفغانستان

وتقول ميليكا سفابيتش من منظمة (klikAktiv) في بلغراد، "بعد أن بدأت تركيا بترحيل اللاجئين إلى سوريا أو لم تعد تمدد تصاريح إقامتهم، يحاول العديد من السوريين الذين عاشوا في تركيا في السنوات الأخيرة الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي".

وأشارت إلى أن "نحو 70 في المئة من اللاجئين الذين ينتقلون عبر صربيا جاؤوا من سوريا وأفغانستان، حيث يحاول معظمهم التوجه غرباً عبر المجر".

وأضافت أن "المهربين يقودون الناس عمداً إلى الحدود المجرية، حيث يستخدم الناس السلالم لتسلق الأسوار، لكن غالباً ما يؤذون أنفسهم عند القفز، ويُكسر ساقهم".

وأوضحت أنه "عندما يتم ترحيل اللاجئين الذين يُقبض عليهم إلى معسكرات في جنوبي صربيا، يسافرون على الفور شمالاً مرة أخرى، ويحاولون عبور الأسلاك الشائكة في المجر مرة أخرى".

الأطفال يتعرضون للاستغلال والعنف

وتقول تانيا ريستيتش من منظمة "اليونيسيف" في بلغراد إن "الأطفال والقصر الذين يسافرون وحدهم يتعرضون بشكل خاص للاستغلال والعنف الشديد، على طريق البلقان، كما يعانون من عنف الشرطة".

وتضيف أن "معظم الشباب الأفغان هم من القاصرين من سن 15 عاماً، أما السوريون فغالباً ما يسافر الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أقل وحدهم".