icon
التغطية الحية

سوريون يصنعون الفارق وينخرطون في أكبر مستشفى وشركة أوروبية في ألمانيا

2022.06.15 | 09:22 دمشق

307141-1040072958.jpg
برلين - سامي جمعة
+A
حجم الخط
-A

منتصف 2015 وصل أمين العيلي إلى ألمانيا، وبعد أن تمكن من اجتياز مستوى اللغة الألمانية في برنامج الاندماج بزمن قياسي، التحق بشركة سيمنز "siemens" والتي تعتبر أكبر شركة صناعية في أوروبا، ولها مكاتب فرعية في الخارج. وتعمل في العديد من المجالات مثل الصناعة، الطاقة، الرعاية الصحية، البنية التحتية.

أنهى أمين برنامج التدريب "Ausbildung" لمدة ثلاث سنوات، واليوم يعمل في واحد من معامل الشركة في مدينة لايبزغ شرقي البلاد. يقول أمين لـ موقع تلفزيون سوريا: "توفرت لنا كسوريين فرص جيدة وتسهيلات من قبل الشركات والحكومة الألمانية، كان من المهم أن نستفيد من تلك الفرص وأن لا نبحث عن الخيارات السهلة المتاحة".

ويضيف أمين بأن الباب لا يزال مفتوحا أمام السوريين ممن اختار العمل بمهن سهلة وسريعة ولا تحتاج إلى تدريب مثل الحراسة وتوصيل الطلبات ويؤكد "حتى نكون مؤثرين وفاعلين في المجتمع الألماني يجب أن نحصل على مهن متخصصة ونكتسب خبرات من شأننا أن ننقلها إلى بلدنا في يوم من الأيام، ولا نختار مهن لا تضيف لنا شيئا سوى المرتب الشهري".

نهاية أيار الماضي، وقعت شركة "siemens"  عقدا مع الحكومة المصرية لإنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائي السريع في مصر بإجمالي 3 خطوط يبلغ طولها نحو 2000 كم. وبحسب ما قاله الرئيس التنفيذي للشركة، رولاند بوش، فإن مصر سيكون لها سادس أكبر وأحدث شبكة للسكك الحديدية عالية السرعة في العالم بالإضافة إلى ذلك فهي أكبر طلبية في تاريخ سيمنز.

اليوم يفكر أمين بالانتقال المؤقت للعمل في مشروع مصر لما يتميز عن زملائه بلغته الأم العربية وبالتالي يكون قيمة مضافة للشركة هو ومن معه من زملائه العرب للعمل في المنطقة العربية.

الجنسية الألمانية

تمكن أمين من الحصول على الجنسية الألمانية في 2021، كما كشفت بيانات مكتب الإحصاء الفيدرالي في ألمانيا، الصادرة الجمعة 10 حزيران من أن أعداد السوريين الذين حصلوا على الجنسية الألمانية زاد ثلاثة أمثال في عام 2021 مقارنة مع 2020، بعد أن استوفى كثيرون ممن فروا بين 2014 و 2016 المعايير المطلوبة.

وقال المكتب إن العدد الإجمالي للأجانب الذين حصلوا على الجنسية الألمانية قفز بمعدل 20% في 2021، ووصل إلى 131 ألفاً و 595، من بينهم 19100 سوري.

وأعلن المكتب حصول 19 ألفاً و 95 سوريّاً على الجنسية الألمانية خلال العام الماضي، لافتًا إلى أن السوريين احتلوا المرتبة الأولى بعدد التجنيس، تلاهم الأتراك بـ12 ألفاً و 245، والرومان ثالثًا بـ6 آلاف و 920.

وبشكل عام، يتعيّن أن يعيش الشخص في ألمانيا 8 سنوات على الأقل ليكون مؤهلًا للحصول على الجنسية، إلا أن غالبية السوريين استوفوا المعايير في مدة أقل بعد 6.5 سنوات في المتوسط لأنهم أظهروا استعدادًا خاصًا للاندماج، على سبيل المثال عبر المهارات اللغوية القوية والالتزام.

وقال المكتب إن عام 2021 شهد أكبر زيادة في أعداد الحاصلين على الجنسية مبكرًا، وكان عددهم أقل بقليل من 12400، وكانت نسبة السوريين بينهم 43%.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد السوريين الذين يحصلون على الجنسية في 2022.

وقال المكتب إنه بحلول بداية هذا العام، كان 449 ألف سوري أمضوا في ألمانيا 6 سنوات على الأقل، أي أكثر من أربعة أمثال العدد في بداية 2021.

العمر ليس عائقا أمام تحقيق الحلم

وصل مصطفى السيد إلى ألمانيا وكان عمره قد تجاوز الأربعين وبذلك فإنه من المستحيل أن يتم قبوله في أي تدريب مهني، لكن مصطفى تمكن من إتقان اللغة، وبسبب إصراره على إكمال تعليمه في المهنة التي عمل بها في سوريا لأكثر من 15 عاما وهي التعليم، اقتنع الموظف الألماني بمساعدته لإكمال تعليمه في تدريب مهني حتى يصبح مؤهلا للعمل كمدرس في ألمانيا.

يقول مصطفى لـ"تلفزيون سوريا": "أشعر بالأسف على الشباب الذين وصلوا بعمر مبكر إلى ألمانيا ولم يستثمروا وقتهم بالتعليم والتدريب قبل الانخراط بسوق العمل".

وأضاف: "للإنصاف كانت التسهيلات من قبل الحكومة والشركات كبيرة جدا وكان هناك وضع استثنائي لنا كسوريين، ولا يزال مستمراً ومن واجب كل من التحق بسوق العمل من دون شهادات من ألمانيا أو تعديل شهاداته المكتسبة من قبل أن يعيد التفكير أكثر ويلتحق بأي تدريب مهني أو تعليم جامعي".

الأطباء السوريون.. القوة الأجنبية الأكبر في ألمانيا

تقول الدكتورة سمر المبيض: "نجح الأطباء السوريون في مواجهة تحديات وصعوبات الاندماج في القطاع الصحي الألماني، وشكلوا بذلك أقوى مجموعة طبية بين حاملي الجنسية الأجنبية في ألمانيا، بمجموع 5000 طبيب يزاولون المهنة في المستشفيات الألمانية، بحسب تقارير حكومية".

تعمل الدكتورة المبيض اليوم في مستشفى "شاريتيه" برلين "Charité Universitätsmedizin Berlin" وهي مدرسة طبية تابعة لجامعة هومبولت وجامعة برلين الحرة. بعد اندماج الحرم الجامعي الرابع في عام 2003، أصبحت الشاريتيه أكبر المستشفيات الجامعية في أوروبا.

ولدى مستشفى الشاريتيه طاقم مؤلف من أكثر من 200 بروفيسور و 4000 طبيب متخصص ذو كفاءة عالية يغطون كل المجالات والتخصصات.

وتضيف الدكتورة المبيض لـ موقع تلفزيون سوريا: "تمكن أغلب الأطباء السوريين من اجتياز الاختبارات المطلوبة ودخول القطاع الصحي الألماني، بعد اجتياز اختبار المعادلة باللغة الألمانية، وبذلك حققوا شرط امتلاك قدرات لغوية كبيرة، والخبرة المهنية".

وتختم الدكتورة المبيض أنها تتابع بألم حال القطاع الطبي المنهار في سوريا بعد أن هجر النظام السوريين: "أنا وآلاف الأطباء السوريين حطت بنا الرحال في ألمانيا بعد اندلاع الثورة في بلدنا ورد النظام على مظاهرات سلمية بالقتل والتهجير، ولم نجد بُدّاً سوى النجاة بأرواحنا بالتوجه إلى أوروبا بوسائل وطرق متعددة، أبرزها ما يتماشى مع حكاية الهجرة السورية، رحلة القوارب القاتلة، على أمل أن أتمكن للعودة في يوم ما والعمل في مستشفى المواساة بدمشق".