icon
التغطية الحية

سوريون يحيون ذكرى ثورتهم في قلب العاصمة البريطانية لندن | صور

2023.03.20 | 10:00 دمشق

مظاهرة في لندن في الذكرى الـ 12 للثورة السورية - تلفزيون سوريا
مظاهرة في لندن في الذكرى الـ12 للثورة السورية - تلفزيون سوريا
لندن - حازم المنجد
+A
حجم الخط
-A

شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرة حاشدة في الذكرى الـ12 لانطلاق الثورة السورية، شارك فيها طيف متنوع من مختلف الأعمار والأجناس والانتماءات الثقافية والعرقية ومن مختلف المدن السورية أيضاً، إلى جانب عدد من الشخصيات والناشطين العاملين في المجال الحقوقي-الإنساني والسياسي والإعلامي.

 انطلق التجمع من منطقة "باديغتون كريين" باتجاه شارع العرب "أجور رود" مروراً بشارع أُكسفورد ستريت شريان مدينة لندن، ثم تابع المسيرَ باتجاه منطقة بيكاديلي وصولاً إلى ساحة "الطرف الأغر" والتي تعتبر من أشهر وأقدم الساحات التاريخية في العاصمة البريطانية.

وقد جدّد المشاركون في التظاهرة التأكيد على دعم الثورة وعدم التفريط بدماء أبنائها، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين في سجون النظام، ورفعت أعلام الثورة، كما صدّحت أصوات المتظاهرين "بشوارع لندن" بالشعارات المطالبة بالحرية والعدالة والكرامة.

وردّد المتظاهرون كذلك شعارات تطالب بإسقاط النظام وتندّد بحلفائه الداعمين له مثل روسيا وإيران وحزب الله اللبناني.

جهود تنظيمية تطوعية متميزة  

وتعد مؤسسة حملة مناصرة سوريا/Syria Solidarity campaign من أهم الجهات التي تقف خلف تنظيم وإنجاح هذه التظاهرة، ومن بينهم رئيس المؤسسة عبد العزيز الماشي الذي قال في حديث لموقع "تلفزيون سوريا" إنه وبالتعاون مع أفراد طاقم مؤسسته يعملون منذ 11 عاماً على تنظيم احتفالية ذكرى الثورة بشكل تطوعي وعلى نفقتهم الخاصة، من دون تلقي أي دعم أو مصادر تمويل من أي جهة حكومية أو غير حكومية، سواء في داخل بريطانيا أو خارجها.

وأشار الماشي إلى أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة في كل عام هو توجيه ثلاث رسائل بشكل أساسي، أولها رسالة تضامن مع الشعب السوري في الداخل وفي المعتقلات والمخيمات، وأننا نحن السوريين في الخارج نسمع أصواتهم، ونشعر بآلامهم وآمالهم، فنحن لسنا إلا امتدادا لذات القضية المشتركة.

والرسالة الثانية "موجهة إلى النظام السوري المجرم وحلفائه، من خلال التأكيد على ثبات مواقفنا وعدم التراجع عنها، وأننا كسوريين لن ننسى ونغفر جرائم الحرب ضد شعبنا و مهما طال الزمن لابد من المحاسبة ودفع الثمن".

والثالثة لـ "الحكومة البريطانية بشكل خاص والمجتمع الدولي المنافق بشكل عام، الذي يتنصل من مسؤولياته تجاه مأساة السوريين والجرائم المرتكبة بحقهم منذ عام 2011 ، حيث يساهم بشكل أو بآخر في تطويل أمد الصراع لعدم ضغطه باتجاه تطبيق القرارات الدولية التي تنص على حل سياسي وانتقال سلمي للسلطة في سوريا". 

ونوه الماشي إلى "ازدواجية المعايير في تطبيق قواعد القانون الدولي بعد صدور مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل المحكمة الجنائية الدولية باعتباره مجرم حرب، متسائلاً لماذا لم تصدر مذكرة مثلها بحق الرئيس السوري؟".

من جانبه، قال المدير التنفيذي للمجلس السوري- البريطاني، مازن غريبة الباحث بجامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن المجلس تأسس منذ 4 سنوات وتنضوي تحته مجموعة من المؤسسات السورية تعمل في مجالات مختلفة مثل الجمعية الطبية السورية البريطانية SBMS والجمعية السورية الويلزية. 

وأضاف غريبة لموقع "تلفزيون سوريا" أن جهود المجلس تنصب على العمل مع الحكومة والبرلمان البريطانيين فيما يتعلق بتشديد العقوبات على النظام السوري ومحاسبة رموزه على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق الشعب السوري.

وأكد غريبة على مشاركة "المجلس السوري-البريطاني" بهذا الخصوص في جلسات مجلس حقوق الإنسان، بالإضافة إلى حضوره جلستين في مجلس الأمن الدولي. 

مظاهرة في لندن في الذكرى الـ 12 للثورة السورية - تلفزيون سوريا

توريث قيم الثورة السورية

ورغم كل الخيبات والانتكاسات التي تعرضت لها الثورة السورية إلا أن المشاركين بالمظاهرة في بريطانيا أكدوا على أهمية نقل قيم الثورة السورية إلى الأبناء والأحفاد وأهمية توارثها من جيل إلى آخر.

هذا ما أكدته عائلة أسامة نصار خلال وجودهم في التظاهرة رفقة زوجته ميمونة وطفلته التي كانت حامل بها في أثناء اعتقالها عندما خرجت في أول مظاهرة ضد النظام السوري في دمشق. وقد شاهدت شخصياً حماسة تلك العائلة وخاصةً الفتاة التي لم يتجاوز عمرها إحدى عشر سنة وهي تمشي أمامهم وتهتف بشعارات الحرية وإسقاط النظام.

أسامة من مدينة داريا شارك مع زوجته في أولى مظاهرات الثورة، وقد جرى اعتقاله مع عدد من أصدقائه، كان من ضمنهم "الناشط غياث مطر" الذي قضى تحت التعذيب. وبعد أن خرج من المعتقل قرر أسامة الانتقال إلى الغوطة الشرقية مدينة دوما، وهناك التقى بعدد من الناشطين السوريين وأسسوا مكتباً حقوقياً لتوثيق الانتهاكات في سوريا.

كما عملوا أيضاً على إقامة مشاريع تنموية وإعلامية لخدمة أهداف الثورة لكنهم تعرضوا للمضايقة والمحاصرة أيضاً من "سلطات الأمر الواقع" كما سماهم وكان من بينهم الناشطة رزان زيتونة التي جرى اختطافها ومازالت حتى الآن مجهولة المصير.

بعد ذلك حوصرت الغوطة الشرقية لمدة 5 سنوات تقريباً تعرضت خلالها لأقسى حملات التجويع والاستنزاف وبعد المعارك والقصف تم تهجير أسامة وعائلته فيما يعرف "بالباصات الخضر"  إلى مدينة اعزاز في شمال "ريف حلب المحرر" ومن ثم غادر وعائلته إلى تركيا، وتمكنت زوجته من الحصول على منحةٍ دراسية في بريطانيا، استطاعت بعد سنتين من ذلك إجراء لم الشمل لزوجها أسامة وطفلتهما.

تعاطف وتضامن مع الثورة

وشارك في المظاهرة عدد من المتضامنين غير السوريين والذين أبدوا تأييدهم وتعاطفهم مع ثورة الشعب السوري ومطالبه المُحقة.

بتول وهي فتاة تركية وطالبة طب في إحدى جامعات مدينة مانشستر، كانت رفقة مجموعة من أصدقائها في الدراسة ومن بينهم الشاب نهاد وهو من مدينة إدلب جاؤوا إلى العاصمة لندن من أجل المشاركة في المظاهرة.

وخلال الحديث معها عن أسباب مشاركتها بالرغم من كونها تركية الأصل، قالت بتول بأنه بعد احتكاكها بالسوريين في مدينة إسطنبول منذ سبع سنوات أصبح لديها العديد من الأصدقاء منهم، وتعرفت من خلالهم على حقيقة الأوضاع في سوريا وما تعرض له الشعب السوري بعد القيام بثورته ضد النظام من جرائم قتل وقصف وتهجير واعتقالات.

وأضافت بتول بأن التضحيات الكبيرة التي قدمها السوريون ومازالوا يقدمونها  بالرغم من كل ما وقع عليهم من ظلمٍ و جورٍ في السنوات الماضية باتت تشكل لها مصدر إلهام، كما تعلمت الكثير من تجاربهم وبطولاتهم.

وأعربت بتول عن أملها في أن يحقق الشعب السوري حريته التي ينشدها، وأن تتاح لها الفرصة في زيارة سوريا لكي ترى مدنها ومناطقها عن قرب.

كما شارك عدد من الأوكرانيين في التظاهرة وحملوا لافتات تضامنية مع الشعب السوري ومنددة بالرئيس الروسي وبشار الأسد.