icon
التغطية الحية

سوريون يبحثون عن "دفء مستعمل".. أسعار السجاد تحلق في الأسواق

2025.10.11 | 16:03 دمشق

النسيج
من معمل نسيج في سوريا (صحيفة الثورة)
دمشق ـ هديل عدرة
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- شهدت الأسواق السورية ارتفاعًا في أسعار السجاد بنسبة 25-30% بسبب زيادة تكاليف المواد الأولية والنقل وارتفاع سعر صرف الدولار، مما أدى إلى تراجع الإقبال بنسبة 40%.
- تواجه صناعة السجاد تحديات كبيرة مثل إغلاق المعامل ونقص الكهرباء وهجرة الفنيين، مما أدى إلى تراجع الإنتاج وفتح المجال للسجاد المستورد رغم تكلفته العالية.
- أطلقت غرفة صناعة دمشق وريفها معرض "موتكس" لدعم الصناعة النسيجية بمشاركة 220 شركة، بهدف تعزيز موقع المنتج السوري في الأسواق الإقليمية ودعم التصدير.

ارتفعت أسعار السجاد في الأسواق السورية مع بداية فصل الشتاء، ما أثار استياء السوريين الذين يستعدون لتجهيز منازلهم لموسم البرد القاسي.

ورصد موقع تلفزيون سوريا تفاوتًا كبيرًا في الأسعار داخل محال بيع السجاد في دمشق، حيث بلغ سعر المتر الواحد من السجاد المحلي بين 150 و250 ألف ليرة سورية، في حين تجاوز سعر السجاد المستورد 400 ألف ليرة في بعض الأنواع ذات الجودة العالية.

وقال أبو حسن، صاحب محل لبيع السجاد، إن الأسعار ارتفعت بنسبة تتراوح بين 25 و30% هذا العام مقارنة بالموسم الماضي، مرجعًا السبب إلى زيادة تكاليف المواد الأولية والنقل، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار.

وأكد أبو حسن تراجع الإقبال على شراء السجاد الجديد بنسبة تقارب 40% مقارنة بالعام الماضي، في ظل تدهور القدرة الشرائية للأهالي.

وقالت السيدة سلمى، وهي ربة منزل تبحث عن سجاد لغرفة الجلوس، إن الأسعار أصبحت "خارج القدرة الشرائية لمعظم العائلات"، مضيفة أن كثيرين يلجؤون اليوم إلى تجديد السجاد القديم، أو شراء مستعمل، أو الاكتفاء ببدائل بسيطة.

وأشار أبو محمد، العائد إلى منزله في ريف دمشق بعد 13 عامًا من التهجير، إلى أنه يحاول فرش منزله بشكل بدائي بعد ترميمه، لكنه انصطدم بأسعار السجاد المرتفعة، حتى المستعمل منها. وأضاف: "أسعار السجاد المستعمل المقبول الجودة مرتفعة أيضًا.. نحن في بداية الشتاء ونبحث فقط عن شيء نضعه على الأرض".

ويحاول بعض المنتجين المحليين جذب الزبائن عبر تقسيط الأسعار أو طرح تخفيضات موسمية، خصوصًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ذلك لا يكفي لتلبية الطلب المتزايد وسط تدهور المعيشة وغياب الدعم.

صناعة السجاد في سوريا.. ماضٍ عريق يواجه أزمة

عرفت سوريا صناعة السجاد منذ عقود، وتمركزت في مدن مثل دمشق وحلب ودير الزور، حيث كانت الورشات تنتج سجادًا يدويًا وآليًا بجودة تنافس الأسواق المجاورة. واعتمدت الصناعة على مواد أولية محلية كالصوف والقطن، إضافة إلى خيوط صناعية مستوردة، وكانت تلبي حاجة السوق المحلي وتُصدَّر إلى الخارج.

لكن الحرب وتبعاتها أدت إلى تراجع كبير في هذه الصناعة، بعد إغلاق عدد كبير من المعامل والورشات، وانقطاع الكهرباء، وهجرة الفنيين. كما تعاني الصناعة اليوم من صعوبات في تأمين المواد الأولية وارتفاع تكاليف الإنتاج، إلى جانب الانهيار المستمر في قيمة الليرة.

ورغم محاولات فردية لإعادة تنشيط الإنتاج، إلا أن المعروض لا يغطي الطلب، ما فتح المجال أمام السجاد المستورد رغم تكلفته العالية، في وقت يبحث فيه السوريون عن الدفء بأي وسيلة.

يذكر أنه في أيار الماضي، شكلت غرفة صناعة دمشق وريفها لجنة خاصة لتنظيم معرض "موتكس"، أحد أبرز المعارض المتخصصة في قطاع النسيج محلياً ودولياً، خلال اجتماع مع رئيس القطاع النسيجي نور الدين سمحا، وعدد من صناعيي ألبسة اللأطفال.

وانطلقت فعاليات معرض “خان الحرير – موتكس” التخصصي بدمشق، في أيلول الماضي، بمشاركة 220 شركة وطنية في صناعة الألبسة، وحضور أكثر من 400 مستثمر عربي وأجنبي، في خطوة تهدف إلى دعم التصدير وتعزيز موقع المنتج السوري في الأسواق الإقليمية.

وقال وزير المالية محمد يسر برنية أن الصناعة النسيجية قطاع أصيل وراسخ، مشيراً إلى أن النظام الضريبي الجديد يعتمد على إعفاءات واسعة وحوافز للمستثمرين، ما يعزز البيئة الاستثمارية ويدعم خطط التصدير. وفق وكالة سانا.