icon
التغطية الحية

سوريا في المراكز الأولى.. أرقام تظهر حجم الانتهاكات

2022.11.29 | 15:06 دمشق

تفشي الفساد في سوريا
أرقام تظهر حجم الانتهاكات في سوريا
إسطنبول - باسل المحمد
+A
حجم الخط
-A

خلال العقد الأخير، شهدت سوريا تحقيق العديد من الإنجازات والبطولات على مستوى العالم، صحيح أنّنا لم نُتوّج فيها بكأسٍ أو جائزة، إلّا أنّنا بلا شك حقّقنا فيها المركز الأول وعن جدارة أيضاً.

قد يستغرب البعض ممن يقرأ هذه الكلمات، لكن استغرابه سيكون أكبر إذا عَرِف أنني اقتصرت على بعض هذه الإنجازات من دون غيرها لأنّ القائمة طويلة جداً.

بمراجعة إنجازات العقد الفائت فقط، نجد أن سوريا احتلت المركز الأول بعدد اللاجئين في العالم، وذلك بحسب تقرير أممي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كشف عن أنّ سوريا الأولى عالمياً في قائمةَ أكثر الدول تصديراً للاجئين، إذ ذكرت المفوضية أن 6.7 مليون لاجئ هاجروا من سوريا، التي ما تزال في الصدارة، منذ عام 2014، موضحاً أن 80% من اللاجئين السوريين يعيشون في الدول المجاورة.

وفي سياق الحديث عن اللجوء، جاءت سوريا في المرتبة الأولى أيضاً على مستوى العالم بعدد النازحين "داخلياً" إذ أعلنت الأمم المتحدة، بداية العام الجاري، أنّ سوريا أصبحت أكبر دولة في العالم من حيث عدد النازحين على أراضيها، وهو ما يقارب 7 ملايين نازح.

ومن المراكز الأولى التي حقّقت سوريا الصدارة فيها، هو المركز الأوّل عالمياً بانتهاك حقوق الأطفال، إذ عدّ تقرير الأمم المتحدة المتعلق بـ"انتهاكات حقوق الأطفال في العالم"، صدر شهر آب الماضي، سوريا كأسوأ بلد في العالم من حيث تجنيد واستخدام الأطفال، وتصدّر النظام السوري وحلفاؤه الانتهاكات المرتبطة بالقتل والتشويه، فيما حلّت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ثانياً من حيث الانتهاك ذاته.

وأشار التقرير الأممي إلى أنّ سوريا هي أسوأ بلد في العالم من حيث تجنيد واستخدام الأطفال في النزاعات أيضاً، فقد جُنّد واستُخدم 1296 طفلاً في سوريا، عام 2021، كان لـ1285 طفلاً منهم دور قتالي.

يذكر أيضاً أن تقريراً سابقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان، ذكر أن ما لا يقل عن 29 ألف طفل قتلوا في سوريا، منذ آذار 2011، بالإضافة إلى تسجيل اختفاء قسري لأكثر من أربعة آلاف طفل، فضلاً عن تسجيل مئات آلاف كـ مشرّدين.

وللمفارقة أمام كل هذه الانتهاكات والجرائم بحق الأطفال، كرّم "اليونسكو" نظام الأسد بانتخابه نائباً لرئيس المؤتمر الدولي لرعاية الطفولة المبكرة والتربية للعام 2022 في العاصمة الأوزباكستانية طشقند، ليكون النظام بذلك الأوّل عالمياً بانتهاك حقوق الطفل، والثاني - عالمياً أيضاً - برعايتهم والدفاع عن حقوقهم.

وفي إطار الحديث عن المركز الأول عالمياً لا بد أن نذكر "ريادة" سوريا في إنتاج وتجارة المخدّرات بأنواعها، إذ احتلت سوريا، خلال السنوات الأخيرة، مركز الصدارة بين دول العالم في مجال المخدرات، وفقاً لتقارير صحفية ومراكز متخصصة، حيث نشر مركز التحليل والبحوث العملياتية (COAR) تقريراً له، عام 2021، قال فيه: إن "سوريا أصبحت واحدة من أبرز دول العالم في مجال المخدرات".

وأضاف المركز في تقريره أن سوريا أصبحت "دولة منهارة، وصارت مركزاً عالمياً لإنتاج الكبتاغون حيث يتم الآن تصنيعه وتطويره تقنياً بمعدّل أكبر مما مضى"، مشيراً إلى أنّ صادرات حبوب الـ"كبتاغون" بالنسبة للنظام السوري بلغت ما لا يقل عن 3.46 مليارات دولار، عام 2020.

وفي إطار الحديث عن "المخدرات" لا بد أن نذكر - في سياق الإنصاف - اللقب العالمي الذي حازه رئيس النظام السوري ألا وهو "إمبراطور تجارة المخدرات في الشرق الأوسط"، بحسب تقرير لصحيفة "لوموند الفرنسية" نشرته بتاريخ 24/1 من العام الجاري، إذ أوضحت الصحيفة أن "بشار الأسد يسير على خطى أكبر أباطرة وعرَّابي تجارة المخدرات في العالم خواكين إيل تشابو جوزمان (إل تشابو)".

اقرأ أيضاً.. لوموند: الأسد يقود تجارة الكبتاغون في الشرق الأوسط

اقرأ أيضاً.. زعيم مافيا نهب بلاده وتاجر بكل شيء.. مقال عن الأسد في "إيكونوميست"

ومن أبرز الإنجازات التي ما زالت سوريا تحافظ فيها على الصدارة العالمية، هو تحقيقها المركز الأول بالفقر على مستوى العالم، وهذا ما أكدته مؤسسة "World by map" في دراستها السنوية للعام 2021 حول الفقر في دول العالم، حيث كشفت الدراسة أن سوريا تأتي في المرتبة الأولى عالمياً في الفقر الذي يعصف بالسكان، بنسبة 82.5% تلتها زيمبابوي ومدغشقر وسيراليون ونيجيريا وعدد من الدول الأفريقية.

وهذا أيضاً ما كشفه المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان له في آذار الماضي، حيث قال: إن "الاحتياجات الإنسانية تتزايد بشكل مضطرد، حيث يوجد الآن 14.6 مليون محتاج هذا العام.

وفي الحديث عن الحرية - الهدف الذي قدّم السوريون في سبيله آلاف الضحايا - نجد أن سوريا تترأس القائمة العالمية في انعدام الحرية، وذلك وفق تقرير مؤسسة "فريدوم هاوس" الأميركية لعام 2021، والذي صنفت فيه 210 من الدول، وعزت المنظمة الأميركية هذا الإنجاز إلى حكم الأسد وقمعه للسوريين.

لا يتسع المجال هنا لذكر كل ما حققته سوريا من مراكز عالمية متقدمة، لأنّ القائمة طويلة كما ذكرت سابقاً، فسوريا الأولى عالمياً بعدد ضحايا الألغام، والأولى في تصنيف المدن الأسوأ للعيش في العالم، والأولى في مخاطر بيع الأسلحة للعالم، عام 2021، والأولى كذلك بعدد الوفيات الناتجة عن العنف بحسب تقرير للأمم المتحدة صدر عام 2015، وغير ذلك من الإنجازات التي حقّقت سوريا فيها المراكز الأولى عالمياً، لكن للأسف كان ينقصها التتويج بهذه الإنجازات.