icon
التغطية الحية

"سوريا غير آمنة".. حملة لدعم بقاء اللاجئين في ألمانيا

2019.11.20 | 15:06 دمشق

imk3_002.jpg
فعالية ضمن حملة "سوريا غير آمنة" في ألمانيا (إنترنت)
برلين ـ ترجمة وتحرير رحيم حيدر
+A
حجم الخط
-A

قد تكون العمليات العسكرية إلى تراجع، لكن الوضع في سوريا ليس آمناً لعودة اللاجئين، هذا ما تحاول إيضاحه حملة "سوريا غير آمنة" التي أطلقتها في ألمانيا قبل أسابيع منظمة "تبنى ثورة" بالتعاون مع المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية.

وتقول كريستين لوتيش المسؤولة في منظمة "تبنى ثورة" التي تأسست مع انطلاق الثورة السورية عام  2011 لـ موقع تلفزيون سوريا: "إن الحملة تهدف إلى العمل على تنمية الوعي وإثارة اهتمام المجتمع والرأي العام الألماني بخصوص الأوضاع داخل سوريا، وشرح حقيقة أنه ليس من الممكن اليوم نقاش عودة السوريين من ألمانيا والبلدان الأخرى بسبب استمرار الحرب".

أما الهدف المركزي للحملة، فهو الإبقاء على منع ترحيل اللاجئين السوريين، الذي يتم تجديده كل ستة أشهر، ضمن مؤتمر وزراء داخلية الولايات الألمانية، ويعقد هذا الاجتماع مرتين في العام، في شهري حزيران وكانون الأول.

ما هي طرق دعم الحملة؟

 استعداداً للمؤتمر القادم، تضمنت الحملة خطة لحشد المجتمع السوري في ألمانيا، حتى يكون جزءاً فعالاً من مساعي التأثير على الرأي العام في ألمانيا وأن يتمكنوا من تحقيق التنظيم الذاتي بوصفهم مستهدفين من جانب السياسيين الرافضين لسياسة الهجرة واللجوء المتبعة في ألمانيا.

ومن الممكن أن يشارك اللاجئ السوري في الحملة من خلال الدخول إلى موقع الموقع الإلكتروني الخاص بها (https://syria-not-safe.org/) والتوقيع على عريضة تؤكد أن سوريا بلد غير آمن بالنسبة للاجئين، سيتم تقديمها للمؤتمر وغيره من الفعاليات.

أما الطريقة الثانية فهي مشاركة قصة اللاجئ الخاصة عبر البريد الإلكتروني، والتي قد تتضمن ما يثبت خطورة الأوضاع  والمصاعب التي واجهته في سوريا، كما يمكن المساهمة بنشر المعلومات عن الحملة من خلال مشاركتها ضمن دائرة الأصدقاء والمعارف.

مخاطر قد يواجهها اللاجئون العائدون إلى سوريا

بحسب لوتيش، فإن المخاطر ما تزال موجودة في سوريا حتى لو توقف الاقتتال المباشر ويعود ذلك إلى استمرار وجود 12 مليون نازح داخل سوريا، كما أن التعذيب والاختفاء القسري ما زال يطبق بشكل ممنهج في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي باتت تشكل الغالبية اليوم. ولا يقتصر هذا الأمر اليوم على أجهزة المخابرات السورية، بل إن هنالك أيضاً منظمات وميليشيات موالية للنظام إن كانت سورية أو غير سورية.

وإضافة إلى ما سبق، تشير لوتيش إلى خطورة عدم وجود أي تغيير على الصعيد القانوني، حيث لم تتم محاسبة منفذي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها أجهزة الأمن وأجهزة الدولة بحق المواطنين السوريين، حيث يستفيد هؤلاء  من عدم الملاحقة بحسب القانون السوري، وتؤكد أنه حتى الآن، لا وجود لحرية التعبير والرأي، وليس من الممكن تأسيس أحزاب معارضة أو مستقلة، وبالتالي الوضع مأساوي، على حد تعبيرها. 

أما على الصعيد العسكري فإن الأوضاع ما زالت غير مستقرة أيضاً، بسبب استدامة القتال في شمال سوريا، واستمرار قصف إدلب ومناطق أخرى كشمال حماة، من خلال الطيران الروسي وطيران النظام السوري.

هذه ليست المساهمة الأولى لمنظمة "تبنى ثورة" من أجل دعم قضية اللاجئين السوريين، فسبق أن نظمت فعاليات في شهري أيار وحزيران، في مدينة كيل حيث يعقد مؤتمر وزراء داخلية ألمانيا، وتم إنشاء سجن صغير أمام مكان انعقاد المؤتمر من أجل لفت النظر إلى الواقع السوري، وتحدث ناشطون سوريون عن هذه المسألة ضمن فعالية أطلق عليه "عشر حقائق عن سوريا غير آمنة".

المخاطر ما تزال موجودة في سوريا حتى لو توقف الاقتتال المباشر ويعود ذلك إلى استمرار وجود 12 مليون نازح داخل سوريا، كما أن التعذيب والاختفاء القسري ما زال يطبق بشكل ممنهج

وتأسست منظمة تبنى ثورة، بشكل أساسي من أجل دعم الثورة السلمية في سوريا، عبر التواصل مع الناشطين هناك والتضامن معهم بواسطة العلاقة المباشرة، ووضع مواقفهم ومطالبهم في ألمانيا من خلال العمل في العلاقات العامة والصحافة. وتنظر المنظمة إلى ما يحدث في سوريا، على أنه لا يخص السوريين وحدهم، وإنما له علاقة بمبادئ العالم وحقوق الإنسان والتضامن الدولي.

تتعاون الحملة مع  منظمات دولية وألمانية مثل "فور أزول" التي تهتم بقضايا حقوق اللاجئين. ويعمل ناشطو الحملة على التواصل المباشر مع السياسيين المرتبطين بالوضع السوري، بالأخص في وزارتي الخارجية والداخلية، وتم تنظيم زيارات خاصة لسياسيين يتبنون مواقف داعمة لفتح نقاش حول ترحيل السوريين.

والتقى وفد عن الحملة  بمشاركة المحامي الحقوقي السوري أنور البني، قبل أسابيع مع النائبين في حزب البديل والحزب الديمقراطي،  باتريك زينزبرغ  وكريستوف فريز، على خلفية تصريحاتهما ضد وجود اللاجئين وعودتهم إلى سوريا، وطلب الوفد منهما ألا تكون قضية اللاجئين الإنسانية موضوع يدخل في الحملات الانتخابية الداخلية في ألمانيا، وتم تقديم شرح مفصل حول البيئة القانونية في سوريا، ومن حيث القوانين التي تحمي مرتكبي الجرائم، إضافة إلى إعطاء فكرة عن أعداد المعتقلين والمختفين قسراً والمقتولين تحت التعذيب، وأيضاً أعداد المختفين والمعتقلين من الذين عادوا إلى سوريا أو تم إجبارهم على العودة من لبنان.

أنور البني: النظام لا يرغب بعودة اللاجئين وإنما روسيا!

وعن الدعوات التي أطلقها مسؤولون في النظام السوري وأخرى خرجت عن مسؤولين روس، تدعو إلى عودة اللاجئين السوريين، أكد الحقوقي أنور البني في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، أن النظام ليست لديه رغبة بعودة اللاجئين، وقد عبر عن ذلك في عدة تصريحات وعدة مواقف، حتى إنه رفض عودة اللاجئين من لبنان، حيث وقع ثلاثة آلاف لاجئ على تسويات، لكنه لم يسمح سوى بعودة 300 منهم.

وأشار البني إلى أن روسيا هي من تروج لعودة اللاجئين، رغم أنه ليس لديها أية ضمانات بأنهم إذا عادوا لن يتعرضوا للخطر، فحتى الأشخاص الذين وقعوا مصالحات مع روسيا، قام النظام باعتقال وقتل أعداداً منهم، وبالتالي لم تقدر على حمايتهم.

البني: روسيا تروج لعودة اللاجئين فقط لتقول بأن الأوضاع مناسبة لإعادة الإعمار حتى تستفيد مادياً من هذه العملية

ويضيف البني أن روسيا تروج لعودة اللاجئين فقط لتقول بأن الأوضاع مناسبة لإعادة الإعمار حتى تستفيد مادياً من هذه العملية، وأيضا لتسوق نفسها على أنها صاحبة الفضل في حل الوضع السوري، والحصول على اعتراف أوروبا والدول الأخرى بأنها تلعب دوراً في تخفيف العبء عنهم في مسألة اللاجئين السوريين.

روسيا تدعم الشعبويين عبر الترويج لسوريا كبلد آمن

الخطاب الروسي يشجع الأصوات المتطرفة في أوروبا وهي أساسا متعاونة مع روسيا وتحمل نفس الإيديولوجيا، بحسب البني الذي يضيف أن اليمين في  أوروبا يتخذ التصريحات الروسية كذريعة لينال مزيداً من الشعبية.

ويقول البني "للأسف أصبحت السياسة العالمية شعبوية والقيادات تريد إرضاء الصوت الشعبي حتى لو كان صوت الرعاع، وبتنا نفتقد القيادات السياسية الواعية التي تستطيع أن تتخذ قرارات بناء على المصالح الاستراتيجية البعيدة المدى، وإنما أصبح تحقيق المطالب الشعبوية الغريزية في بعض الأحيان هي هدف السياسيين، وبالتالي أصبح موضوع اللاجئين مسالة داخلية أساسية، والتعاطي فيها أصبح داخل الحملات الانتخابية".

 وبالتالي هذا ينعكس سلبياً على السوريين في جميع بلدان اللجوء إن كان في لبنان وتركيا، وحتى في أوروبا، حيث بدأ اللاجئون يواجهون صعوبات التعامل مع أناس متطرفين، وينسحب ذلك في كثير من الأحيان على المعاملات القانونية، فلا يتم منحهم اللاجوء ويحصلون على الإقامة المؤقتة، وهذا الذي تحاول الحلمة معالجته في أوروبا، أو في ألمانيا تحديداً.

نجاح الحملة سيكون بمقدار وصولها إلى الناس، ويؤكد القائمون عليها أنهم يحاولون إيصال الرسالة وإيصال الوقائع على الأرض.

 

كلمات مفتاحية